لا أظنها مجرد مصادفة أو توارد للخواطر، أن يكتب في ذات الصباح كاتبان من الوزن الثقيل مقالين يحكيان الواقع المر للأجهزة الفضائية السودانية، ودكتور المعز عمر بخيت يكتب على صفحات الزميلة (الإهرام اليوم) حديثاً لا أعتقد أنه ينصب دفاعاً عن شريكة حياته الرائعة جدية عثمان بقدر ماهو حلل وجاب الرايحة، في (وضع) قلنا عنه الكثير، وكتبنا عنه لمن قترنا، حيث أنه ذكر أن معدة السهرة استوضحت جدية كتابة لأنها على ما يبدو - جدية- قد ارتكبت خطأً يعاقب عليه القانون، وهي تطلب أغنية من الفنان الضيف لم تكن من إشارات المعدة أو المنتجة، لكن الذي لفت نظري أكثر أن دكتور المعز أشار لركاكة الاستيضاح واللغة التي كتب بها، مما جعله على قناعة بأن المعدة ليست بينها وبين العربية عمار، وهذا ما يجعلني أسأل على أي أساس تجلس هذه على مقعد الإعداد لبرامج يفترض أن تكون عالية القيمة، لمشاهد لمَّاح وذكي، وعلى أي أساس تمسك (بلجام) الحوار لتوجهه وهي الفاقدة للخلفية الثقافية وعربيها ذاته مكسر، وبحديث المعز تتضح الصورة أكثر لنعرف من أي الأبواب يأتينا الهواء لأربط حديثه مباشرة بمقال رائع كتبه الأستاذ طه النعمان في ذات الصباح على (سابعة) آخر لحظة بعنوان: (الفضائيات توب شيفون ملعلع وحنة منقوشة ومكياج ملطخ).. حاجة تكسف وهو أيضاً لا يخرج بعيداً عن ما ظللنا نقوله لمن بح صوتنا، بأن الكثيرات- أقول الكثيرات- يعتقدن أن شاسة التلفزيون هي المكان الأنسب لاستعراض ثيابهن ودهوبن وحنتهن، لدرجة أن بعض مقدمات الأخبار خاصة على الفضائية السودانية يقدمن الأخبار بثياب سهرة وميك أب كامل، ولا أدري ماذا سترتدي الواحدة لو كانت ستجري حواراً مع هيفاء وهبي أو ديانا كرزون؟ والمصيبة الثالثة التي لم يكتب عنها الكاتبان الكبيران هي مصيبة التلقائية التي خرجت بها علينا بعض المذيعات هذه الأيام وهي في فهمهن المتواضع معناها (أنا هايص وأخويا لايص)، يعني الواحدة تتحدث بذات المفردة والطريقة التي تتحدث بها في بيتها، لدرجة أن أحداهن قالت في ختام مساء جديد (نتلاقى بكرة كان الله حيانا والموت خلانا)، وكان بامكانها أن تقولها بطريقة أكثر أناقة وحرفنة بدلاً عن هذه (الهترشة) التي لا لزوم لها!!. في كل الأحوال أعتقد أن الفضائيات السودانية محتاجة لغربلة ترمى من فتحات الغربال قليلات الإمكانات، كثيرات المكياج، فاقدات الموهبة والحضور والكاريزما، والشكية لغير الله مذلة. كلمة عزيزه: طوقني الأخ المذيع زهير بانقا بشرف عضوية اللجنة المنوط بها قيام مبادرة لاحتفال يعود ريعه لعلاج الفنان القامة زيدان إبراهيم، ولأن أول جلسات هذه اللجنة عقدت أمس، أي بعد كتابة هذه السطور فدعوني أرجئ الحديث عنها حتى يوم غدٍ إن شاء الله. كلمة أعز: في عز امتعاضي عن أداء بعض مذيعات الفضائية السودانية دعوني أحيي المذيعة الشابة نسرين في برنامج بيتنا، وهي مثال للحضور الكامل، والوجه المريح الولوف للمشاهد، وكمان هي شجاعة في طرحها وأسئلتها برافو نسرين.