سؤال محير بالي وأبحث له عن إجابة لن أجدها إلا عند وزير!!.. أيوه وزير حتة واحدة.. ليس لأن الإجابة محتاجة للقلم الأخضر.. بقدر ما أنه سؤال مكتوب باللون الأحمر من شدة حساسيته وأهميته.. والسؤال كالتالي بِمَ يشعر الوزير عندما يسمع اسمه في التشكيل الوزاري؟.. هل تصيبه الرهبة ويتصبب منه العرق لأنه سيكون مسؤولاً عن مصالح ناس وأرزاقهم وبالتالي قد يدخل في حالة من القلق والتوهان، لأنه يفترض أن الوزارة أمانة والأمانة أثقل من الجبال وحملها الإنسان وهو يجهل فداحة ما حمل!!.. أم أن الأخ الوزير وبمجرد سماع اسمه تصيبه الغبطة ويغشاه السرور وهاك يا تبريكات ويا تهاني ويجيه الإحساس كده إنه زول مهم جداً وإلا لما نال الثقة بأن يقود هذه الوزارة ومن حقه طالما أنه بهذه الأهمية أن ينعم بمخصصاتها وسفرياتها وعلاقاتها والقومة والقعدة والسيد الوزير جاء والسيد الوزير مشى!! أنا شخصياً «وحتى لا أدخل في ظلم التعميم».. بجيني إحساس كده أن هناك بعض الوزراء لا يدرون عن وزاراتهم أكثر من خطوتين عن الباب الذي يفصلهم عن مكتب السكرتير.. والواحد يكتفي بما يأتيه من تقارير عن طريق مستشاريه أو مديري الإدارات.. أما ما يحدث في مكاتب الوزارة نفسها أو المصالح والمؤسسات الملحقة بها هو آخر شخص يعلم عنها شيئاً.. ولعل هذا البعد «وطلقان اليد» هو المتسبب في خراب الخدمة المدنية وكل زول شغال على كيفو طالما أنه لا يتوقع زيارة مفاجئة من الوزير الأكيد هو متمترس خلف مكتبه المكندش وغارق في الدوسيهات والتقارير المعظمها أصبح روتينياً ومملاً.. أمبارح حكى لي أحد الأصدقاء أنه ذهب للبوستة بالخرطوم لاستلام خطاب مرسل له من الخارج.. وبمجرد أن استفسر الموظفة المسؤولة «هبت» فيه وقالت له ده ما شغلي وأنا ذاتي زهجانة وقرفانة وعليك الله أقطع وشك من قدامي.. فما كان منه إلا وأن حملته حيوية الشباب وذهب للمدير مشتكياً والذي طمأنه بأنه سيسأل الموظفة عن هذا السلوك.. لكن كما قال لي إنه من طريقة كلام المدير شعر أنه أراد فقط امتصاص غضبه وتهدئته وأمشي الله معاك! قصدت أن أقول من هذا الكلام إن الخدمة المدنية تعاني خللاً واحداً من أهم أسبابه الوزراء نفسهم الذين لا يتعبون أنفسهم بمتابعة تفاصيل تتعلق بمصالح الناس الفورية والواحد فيهم حريص على أن يرفع التمام في مجلس الوزراء أمام السيد الرئيس.. أكثر من حرصه على أن يلتقي بمن هم يعملون معه ولو مرة في الشهر ليسمع منهم وكثير منهم شرفاء يحملون رأياً سديداً ومقترحات مهمة.. لذلك لن ينصلح حال الخدمة المدنية ما لم ينصلح حال بعض الوزراء الذين هم غياب كامل وتام رغم تواجدهم اليومي داخل مكاتبهم المحصنة!! ٭ كلمة عزيزة الجهد الكبير الذي قامت به النيل الأزرق في نقل الأحداث لمراسم تشييع جثمان الفنان زيدان إبراهيم.. جهد مقدر من تيم النيل الأزرق.. لكن دعوني بصفة خاصة أحيّ أحد الجنود المجهولين وهو الأخ المنتج أمير أحمد سيد أحمد الذي يعمل بحس إعلامي مرتفع.. وأمير رجل مثقف وحاسة الشم الإعلامية لديه مرتفعة.. لذلك يعرف من أين تؤكل الكتف.. ومستحيل أن تذهب إلى فعالية ثقافية وتشاهد كاميرا النيل الأزرق إلا وتجد أمير يرتب للمقابلات ويتخير الضيوف.. وأعتقد أن النيل الأزرق كسبت إعلامياً من طراز فريد ورأس حربة يعرف متى يخطف القون!! ٭ كلمة أعز وأمير آخر أبدع وتميز وهو يحلل الصحافة التي تناولت وفاة العندليب في بعد الطبع.. وهو الأخ أمير عبد الماجد.. فهنيئاً لنا بالأميرين اللذين شرفا قبيلة الإعلام!!