راصد بيت الأسرار استمع يوم أمس وهو في جولة قام بها إلي إحدى المؤسسات السيادية ضمن الجولات التي يقوم بها علنا أو خفية، استمع لنقاش بين جماعة من كبار العاملين هناك، لم يعيروه اهتماماً، ولم يأبهوا له خاصة وأنه كان يرتدي الجلابية والعمامة ومركوب الأصلة العادي، وقال قائل من الجماعة بعد أن أشاد بترشيح الأستاذ حاتم حسن بخيت لتولي منصب الأمين العام للمجلس القومي للصحافة والمطبوعات، إنه رجل مشهود له بالكفاءة والقدرة على اتخاذ القرار إضافة إلى صفات شخصية أخرى منها الكرم حتى أن المقربين له يطلقون عليه اسم (حاتم الطائي).. لكن أحد أعضاء الجماعة قال متسائلاً.. وراصد بيت الأسرار يبحلق في سقف القاعة الفخمة: (يبدو أن هناك صراعاً خفياً وجماعة خفية تحاول منع اتخاذ هذا القرار) رد آخر وقال إن الدرجة الوظيفية للأستاذ حاتم من الدرجات الرفيعة والخاصة وأن الأمر عرض عليه وهو يرى أن يتم الأمر بصورة (إنتداب) لأن فترته محددة بعامين (فقط) قابلة للتجديد يعود بعدها إلى عمله في وزارة مجلس الوزراء. راصد بيت الأسرار تابع النقاش العادي بين اعضاء تلك الجماعة لكنه اهتم أكثر عندما اخذوا يتهامسون ويتلفتون يمنة ويسرى بعد أن قال أحدهم إن (فلان) يقف وراء منع القرار لشئ في نفس يعقوب، وأن الأسباب قديمة هي كذا وكذا وكذا.. وكيت وكيت وكيت. هنا أحس راصد بيت الأسرار بفداحة ما سمع وأسف بينه وبين نفسه على أنه لا يستطيع النشر لأن النشر قد يعود إلى المحكمة والمحكمة قد تقود إلى الإدانة والإدانة الى الحبس والغرامة في حال عدم وجود الدليل، والراصد مسكين إن فعل ذلك سيدخل السجن لا محالة لأنه لن يجد من يسدد عنه الغرامة أو يقف معه داخل القفص. حالة غياب راصد بيت الأسرار ذهب إلى داخل الحديقة الصغيرة الملحقة بالمستشفى الاتحادي الذي يقع في الخرطوم بحري والمتخصص في الزراعة أهل المريضة كانوا يسألون أين الطبيب المختص وأحدى الممرضات تقول لهم لا أحد في المرور هناك طبيبة ونتابع معها بالتلفون!! أهل المريضة شكوا للراصد حال المستشفى وغياب الأطباء وفي نهاية الأمر كانت القصة حزينة فقد توفيت لرحمة مولاها وتتعدد الأسباب والموت واحد ومع ذلك يبقى السؤال لماذا تستمر مثل هذه الشكاوي وتتكرر من ذات المستشفى.