قرر راصد بيت الأسرار أن يتآمر على رئيس التحرير الذي كتب في زاويته بهذه الصفحة أمس، أن الصحيفة لن تنشر أي توقعات رسمية أو غير رسمية بأعضاء الحكومة الجديدة، إلا بعد صدور القرار الرئاسي الرسمي بتشكيلها، ورأى الراصد أن يستعين في تنفيذ مخططه بمدير التحرير العائد من الحج، وبالمحرر العام الغارق في متابعة العمل اليومي، وتحدث إليها الراصد طالباً دعمهما في نشر ما تلقاه عبر رسالة هاتفية عن الوزراء الذين لن يتم تغييرهم.. عطف مدير التحرير والمحرر العام على الراصد، وتحايلا على رئيس التحرير الذي هاج وماج، وأرغى وأزبد.. ثم هدأ وقال للجميع : (أعملوا العايزين تعملوه) هنا مد الراصد بأدب مصطنع يده التي ضمت قائمة باسماء الوزراء الذين تقرر بقاؤهم والخارجين أيضاً، وعلى ذمة الراصد فإن التشكيلة الجديدة أبقت على (علي محمود) في ماليته وكذلك (دوسة) في عدله، (وعبد الوهاب عثمان) في موقعه ومصطفى عثمان مستشاراً للشؤون الخارجية، و (بكري حسن صالح) في مكانه وكذلك (عبد الرحيم محمد حسين) و (أسامة عبدالله) أما الوجوه الجديدة فهي (حاتم السر) للإعلام (أحمد سعد عمر) لمجلس الوزراء مع فصل الثقافة عن الإعلام والطاقة عن التعدين، وينفتح الباب لخروج (حاج ماجد) و (صلاح ونسي) و ( السماني الوسيلة). إمساك اليد من تحت العباءة! راصد بيت الأسرار ، إنشغل مثل بقية خلق الله بأمر تشكيل الحكومة الجديدة، وصال بين بعض دور الأحزاب، وجال بين مكاتب بعضها حيث يجتمع الرؤساء والأمناء وأصحاب القول الفصل، وعقدت الدهشة لسان الراصد فلم يستطع أن يحكي ما سمعه وشاهده داخل مقر الحزب الحليف المنشق عن الحزب الكبير، ورغم أن الدهشة عقدت لسانه إلا أن قلم الراصد مازال طليقاً، فقد قال الرجل الأول بالحزب المنشق، إن قيادات الحزب الكبير (سيد الجلد والراس) لديها معلومات بأن القيادي الثاني داخل الحزب لديه علاقات غير معلنة مع الزعيم الكبير صاحب العباءة الواسعة و (الجلابية) الفضفاضة التي خرجت عنها جماعات وجماعات كل جماعة منها كونت حزبها، ومن بينها الجماعة المشاركة في السلطة.. وقال الرجل الأول إن هذا ليس بالأمر المزعج، ولا يقلق لكن المثير أن العلاقة غير معلنة ولا يشار إليها.. ثم. هنا وقفت الشعيرات القليلة التي تبقت على رأس راصد بيت الأسرار شبه الأصلع، وتحركت أذناه مثل طبق الالتقاط نحو الرجل الأول، الذي قال: (ثم هناك ما يشكك في الصدقية والأمانة، لأن الرجل على علاقة مع قيادات الحركة المنفصلة بالجنوب، والمحاربة للحكومة في السودان). فر الراصد حال سماعه ذلك الحديث، وترك الجماعة في اجتماعهم يتحاورون ويتغالطون بين الحقائق والظنون.