السيد/عبّاس إبراهيم لك التحايا.. ونكتب لك اليوم حتى تسعد وتطرب.. فأنت وكثر من أمثالك.. لا يرون في الإنقاذ إلا أنها هدية السماء إلى الأرض.. وإن المؤتمر الوطني..هو تلك السحابة الحبلى بوابل الخير من المطر.. وإن رجالات وقادة الإنقاذ هم أعلى قليلاً من مرتبة البشر الذين يخطئون ثم يتوبون.. هؤلاء في نظركم هم المعصومون من الخطأ.. بل لا يأتيهم الباطل من أمامهم ولا من خلفهم ولا من بين أيديهم..وحتى نظفر برضائك عنّا.. وحتى «تشطبنا» من قائمة الكفرة الفجرة.. و «تمسح» اسمنا بالإستيكة من جداول الخونة والعملاء.. والحالمين بعودة «الأسياد».. وحتى تمنحنا كرماً منك صكوك البراءة.. ووثائق المواطنة.. بل حتى تضمنا إلى أهل «القبلة» لا نكتب اليوم إلا ما يُرضيك ويُسعدك.. ونبدأ.. بشرع الله المُطهّر.. فها نحن ولله الحمد على نعمه ونعمائه.. ها هو الوطن يرفل في ثياب الشريعة السمحة.. وها هي بيارق الإسلام.. تخفق في شموخ على قمم الوطن.. وها هي أضواء يثرب تتساقط في إبهار على صفحة الوطن الجميل.. وها هو فضاؤنا.. يضوع من عبق تلك الروائح الطيبة الذكية التي فاحت من قارورة ذاك الزمن العظيم.. وها هي الوهاد والتّلال والجبال تجلجل بالتراتيل القدسية.. وها هم قادتنا.. وحُكّامنا.. يمشون بيننا في الطرقات.. ها هم يأكلون الطعام ويمشون في الطرقات.. بل يأكلون كما يأكل شعبهم.. مثلنا تماماً.. يأكلون العدس و «السخينة» وطحين الذرة البسيط.. ها هي أموال الدولة في أيد أمينة وحصينة وها هو حديث المصطفى عليه أتم التسليم والصلوات ينهض شامخاً شاهداً على نقاء دولتنا.. فقد صار «من أين لك هذا» يقف في وجه كل من بدت عليه نعمة حتى وإن كان «جلباباً أو شالاً جديداً» وما زلنا نحمد ونشكر فضل الله علينا.. فها هي حكومتنا ترفض في حديدية وصرامة.. أن يدخل «خزينة» أو بطن حاكم أو مواطن أو فيه مجرد شُبهة ربا.. يا لبهاء وتدين وزهد الإنقاذ.. ها هم أبناء الوزراء والدستوريين والولاة والمعتمدين.. يقفون في صفوفنا.. نحن الرعية يصطلون بأشعة شمس تشوي حتى العظام.. في طوابير التقديم لشغل وظيفة في الدولة.. وها هم القادة.. «يكابسون» معنا في المتاجر والمحلات.. والأسواق لشراء أغراضهم.. وها هو الشعب كل الشعب.. يشكو التخمة من فرط تنوع ودسامة ووسامة الطعام.. وها هم أبناء المدارس من الأساس وحتى الثانوي لا يدفعون مليماً أحمر.. لأي مدرسة.. لا رسوم تسجيل ولا رسوم دراسة.. ولا رسوم امتحان.. بل إنهم يحصلون حتى على الكراسات والمذكرات والكتب والأقلام والأحبار بالمجان.. وها هي المستوصفات العلاجية تغلق أبوابها واحدة تلو الأخرى.. لعدم ارتياد أي مريض إليها.. ولماذا يرتادها الناس والحكومة جزاها الله خيراً قد وفرت العلاج المجاني.. وأقامت قلاعاً تتلألأ درراً ومشافي حيث العناية والرعاية.. في بيئة نظيفة.. وكوادر طبية.. بارعة ماهرة ومؤهلة.. وكل ذلك بالمجان.. ونعود مرة أخرى لحياض الدين الحق القويم.. وهل نغفل ما يفعله ديوان الزكاة.. إنه قد أعاد تلك الأيام الزاهية المزهوة العابقة بعطر العدل والتكافل.. في عهد الخليفة الخامس العادل عمر بن العزيز.. يا إلهي.. ولله درك يا الإنقاذ.. وهل تصدق يا السيد عباس أن ديوان الزكاة لم يستقبل طالب زكاة أومعونة واحد.. حتى طاف موظفو الديوان بالدروب والبوادي والطرقات وهم ينادون كل من يطلب زكاة أن يهرع إلى الديوان.. ويعود الموظفون بعد أن تعذرت استجابة مواطن واحد للنداء.. يأمرهم الديوان بأن ينادوا بأن الديوان مستعد لدفع الأموال للغارمين ولا يستجيب مواطن واحد.. فقد صار الناس في رغد من العيش حتى صاروا لا يطلبون عوناً من أحد أو دولة.. وهل نحدثك عن قادتنا وهم يتأسون بأمير المؤمنين ابن الخطاب.. إنهم يترسمون خطاه في حب وإعجاب.. إن أحدهم لا يجد في منزله.. «قطعة» «باسطة» أو حتى قطعة «كنافة» حتى تجتاحه غضبة مضرية هائلة.. وهو ينشد في غضب.. أبيات حافظ إبراهيم.. منتهراً زوجته في غلظة قائلاً: وقال لزوجه لما اشتهت الحلوى من أين لي بثمن الحلوى فأشريها ما زاد عن قوتنا فالمؤمنون به أولى فقومي لبيت المال وديها.. مع السلامة ويوم الأحد نواصل