الدكتور.. عبد الرحمن الخضر.. والي الخرطوم.. ومرة أخرى.. لك التحايا والسلام.. ونواصل.. معك.. وبالأمس كانت.. شكوتي وشكري.. ووصلاً لما انقطع بالأمس.. فقد أسعدنا حد الطرب.. توجيهكم.. الصارم والقاطع بتحريم.. الرسوم.. على أي طالب.. في ولاية الخرطوم.. وهنا.. دعني.. أعرج قليلاً.. وأتوجه مباشرة الى أولياء أمور الطلاب.. لأقول لهم.. ها هي الكرة في ملعبكم.. وها هي «حوبتكم» قد «جات» مسنودة بأعلى قمة في ولاية الخرطوم.. خذوا حقكم بأيديكم.. لا تدفعوا «مليماً» أحمر.. مهما كانت العواقب.. مهما كانت المطالبات.. واعلموا.. أنه لن يستطيع أحد.. أن يعتلي ظهرك إلا اذا كان ظهرك محنياً.. ولا بأس.. بل نتمنى.. ونأمل.. من كل قادر أنعم الله عليه من فيوض نعمائه.. وأغدق عليه من المال.. أن يقدم.. في طيب خاطر.. و«بالحسنى».. أي تبرع للمدارس.. اذا كان «طباشير».. أو أثاثاً.. أو مراوح.. أو مقاعد جلوس أو حتى لو كان التبرع نقداً.. لتخفيف العبء.. على المدارس.. وحتى يكون قد أسهم طوعاً.. في استمرار هذه الدور التعليمية في أداء رسالتها.. وساهم في استمرارها.. ونعود مرة أخرى.. للسيد الدكتور الوالي.. وفي مؤخرة.. دماغي.. أحداث جرت.. في تنوير أو مفاكرة.. كنت أحد حضورها.. كان ذلك قبل الانتخابات.. وكان الوالي المنتخب الحالي.. والياً مكلفاً.. أذكر جيداً أني قد اقترحت على الوالي.. بل سألت الوالي.. سؤالاً محدداً.. وهو.. هل يمكن أن تخترق ولاية الخرطوم.. سياسة الخصخصة وتحرير الأسعار والسوق «المطلوق».. لتسيطر الولاية سيطرة تامة على بعض السلع التي.. تمس جوهر حياة المواطنين.. أذكر جيداً.. أن الدكتور عبد الرحمن قد أجابني.. بنعم.. وبشرني بأن الولاية يمكن لها.. أن تخترق تلك السياسة الرأسمالية المتوحشة.. واذكر جيداً.. فرحي المجنون المعربد العاصف وقتها.. وأنا أكاد أرى الأماني العذبة وهي تتراقص حيالي.. آها.. يا دكتور.. فها أنت بحمد الله وتوفيقه.. وبسواعد.. أبناء ولاية الخرطوم.. وبأوراق.. اقتراعهم.. قد صرت والياً منتخباً على أخطر وأكبر ولاية في السودان.. وها هو الحديث الشاهق.. ينهض شامخاً شاهقاً أمام مباني ولايتك.. وهو أن وعد الحر دين عليه.. وها نحن نأمل أن «تحل» دينك المتمثل في وعدك.. طبعاً نحن لا نطلب منك.. صنع المستحيل.. ولا نأمل أن تمسح بالأستيكة.. كل سياسة التحرير.. هذا ما سنفعله نحن لو قيض الله لنا أمر.. حكم السودان.. أو حتى ولاية الخرطوم.. كل الذي نطلبه منك- سيدي الوالي- أن تضع الولاية يدها الفولاذية على سلعة الخبز.. أثماناً ووزناً.. فقد سئمنا.. سيطرة ومسخرة.. وبطش.. واستغلال دولة «الفرَّانة».. ثم.. تأتي.. بكل خيلك.. ومدفعيتك.. الى سلعة السكر.. أن تصدر أمراً.. صارماً.. ونافذاً.. بسعر الجوال.. والرطل والأوقية.. ليتوقف والى الأبد.. ذاك الاحتكار المقيت.. ولتمسح بالأرض.. كل جشع.. محتكر.. محتال يأكل بالباطل.. أموال الفقراء من مواطني الولاية.. الذين.. لا يعرفون طعماً واحداً في كل حياتهم البائسة.. غير «كباية عصير» أو كوب شاي محلاة بملعقة سكر.. ثم تلتفت الى الألبان.. سائلها.. وذاك «البودرة».. حرام والله.. أن يجف اللبن في الأثداء.. ويعز في السوق على الفقراء.. لتتيبس أفواه.. أطفالنا.. الذين صادر الأغنياء الجشعون.. منهم الابتسام والأحلام ولبن الحليب.. وختاماً.. ضع يدك.. وبطاقة أسعارك على الزيوت.. وحتى لا نغالي.. ونطلب المستحيل.. ونحيل الخرطوم.. الى «كوبا».. وليتنا.. نفعل.. أقول.. أترك للأغنياء والتجار.. وأصحاب الأعمال.. أترك لهم باقي السلع.. الأخرى.. عندها لا يهمنا.. إن صار كيلو العنب بمليون جنيه.. أو قفزت أسعار مظاريف «الكريم شانتيه» الى حد يتجاوز الجوزاء.. ولا يزعجنا كثيراً أو قليلاً.. لو طارت أسعار علبة «الكافيار» الى ألف دولار وتزيد.. وبالمناسبة.. استطيع أن أقسم بأن تسعين في المائة من شعب الخرطوم لم يروا الكافيار بعيونهم مطلقاً. لك سلامي.. وودي