أنهك التعب راصد بيت الأسرار بعد يوم مضنٍ من متابعة الأخبار ورصد الأحداث السياسية المتتالية التي تسود البلاد هذه الأيام، فبحث الراصد عن منفذ للترويح عن نفسه قليلاً ليعود للمتابعة بروح متجددة، واستجاب بدون تردد لحضور المنتدى الثقافي المقام بأحد الأندية الخرطومية العريقة، وكعادته جلس الراصد في مؤخرة الصفوف، ولكنه تفاجأ بجلوس عدد من المطربات الشابات ذوات الشهرة الطاغية ومثار اهتمام أجهزة الإعلام، ومحبوبات لدى الجماهير، فاقترب الراصد منهن قليلاً واسترق السمع بعد انفعال احدى المطربات وسمع حديثاً أشعل الشيب في رأس الراصد، عندما قالت المطربة شاكية لزميلاتها:من الاعلامي الذي يترصدها بصورة متكررة، وينتقدها (نقد الطير في الباقير) وتنقصه المهنية وقالت بالحرف الواحد: إنه لماذا لا يترصد المطربة .«... » عديمة الموهبة ، وقالت كلاماً كثيراً ومثيراً لم يستطع قلم الراصد كتابته، ولكنه خرج يضرب كفاً على كف ويقول (البيتو من قزاز ما يجدع بالحجار).