لم أصدق أذني والأخ الوزير الأستاذ السموأل خلف الله يحدثني عن كيف أن مهرجان الموسيقى الدولي العاشر، الذي شغل الأوساط الموسيقية المهتمة، وشغل الجمهور العادي الذي يبحث عن اللحن الشجي، والكلمة الطروبة، أنه لم يكلف وزارته أكثر من مائة وخمسين ألف جنيه فقط (بالقديم) ربما هي قيمة ترحيل الفرق المشاركة في المهرجان، والشح في الانفاق تجاه مهرجان بهذه الأهمية ليس لأن الوزارة عاملة (تقشف)، ولكن ببساطة أن خزينة الوزارة خاوية على عروشها، ولعل هذا الواقع المر لوزارة هي وزارة استراتيجية،، فمعنى الكلمة جعلني أوجه حديثي مباشرة لفخامة الرئيس عمر البشير، ليس لأن الرجل راعي وهو مسؤول عن رعيته فقط، ولكن لأن وزارة الثقافة تحديداً كانت هي واحدة من برنامجه الانتخابي، إبان ترشحه لرئاسة الجمهورية، واذكر يومها أن سيادته بشر أهل الثقافة بأنه حال انتخابه ستكون لهم وزارة مختصة ومنفصلة بالشأن الثقافي، وقد كان قد فاز الأخ الرئيس بالانتخابات، وحقق وعده بانشاء وزارة للثقافة، لكن أخي الرئيس أن تقوم وزارة للثقافة في بلد كالسودان زاخر وعامر بكل أشكال الفنون والابداع والمبدعين، هي بالضرورة يجب أن تكون في حالة حراك دائم ومستمر، أو أن تقوم وزارة للثقافة في زمن أصبحت فيه الفنون هي الرسائل التي تميز بها الغير عنا، يحتم على الوزارة أن تكون في حالة حراك مستمر، لكن كيف الحراك والوزارة لا ميزانية لها، للدرجة التي أقيم بها معرض الكتاب مثلاً بالبركة واقيم المهرجان الدولي للموسيقى بالبركة برضو، وكل حركة معاها بركة، وليس العكس، بالتأكيد خاصة وأن بلادنا تمر بمنعطف حقيقي محتاجون فيه لمثل هذه الفعاليات، التي تعكس للعالم كيف أن مايروج ويسوق ضد بلادنا هو محض افتراء، بدليل ما قاله مراسل (الاندبندنت) البريطانية المرافقة للفرقة البريطانية، إنه جاء السودان وكان يظن أنه أول ما يطل رأسه من الطائرة ستطاله طلقة طائشة، لكنه على غير ما سمع، فإن السودان بلد للأمن والمحبة والاستقرار. سيدي الرئيسي المثقفون ووزارتهم لم ولن ينقطع عشمهم فيك، فارفد حراكهم بما يستحق من تمويل ودعم، لأن هذه الوزارة ليست من الكماليات بل هي وبكل المقاييس تأتي في أول الضروريات! كلمة عزيزة الآن أنجح البرامج الفضائية هي التي يقدمها نجوم من الفنانين أو الممثلين أو الصحفيين، لماذا لا تستفيد الفضائيات السودانية من نجومية هؤلاء في تقديم برامج كاملة الإعداد والإبهار. كلمة أعز أوراق شبابية على فضائية الشروق يتناول قضايا، نوقشت من قبل عشرات المرات إن(أفلس) البرنامج أوقفوه، ولا داعي للت والعجن!!.