الآن وبعد أن فشلت أحزاب المعارضة في تحقيق أهدافها لإسقاط النظام أو الفوز في الانتخابات باستخدام كرت الحركة الشعبية المؤثر سياسياً.. اليوم وجهت قيادات المعارضة انتقادات عنيفة وهجوماً غير مسبوق على الحركة الشعبية.. تتحدث قيادات المعارضة عن مخاطر الانفصال بعد أن جاهدت بكل إمكاناتها الفكرية وتجربتها على احتضان الحركة الشعبية وإبعادها عن المؤتمر الوطني لتقويض نظام الحكم وخلق جو من الفوضى وعدم الاستقرار السياسي. الآن تعود أحزاب المعارضة وتحاول تجميل صورتها حيال قضية كبرى في البلاد- قضية انفصال الجنوب، بعد أن حثَّت الحركة الشعبية للاستقلال والبعد عن شريكها المؤتمر الوطني.. ماذا يعني ذلك؟.. إنها الدعوة للانفصال بصورة مُبطنة.. بل تتهم المعارضةُ الحركة الشعبية بأنها استغلت أحزاب المعارضة لتحقيق مصالحها مع المؤتمر الوطني.. نعم حدث ذلك.. لأن الحركة الشعبية أكثر ذكاءً وأثبتت أنها تمتلك عقولاً سياسية مدركة لنوايا أحزاب المعارضة الشمالية، والتي طالما تعاملت مع سياسيِّ الجنوب على أنهم أقل ذكاءً وخبرة وتجربة وفهماً من عقول زعماء الأحزاب الشمالية. ولماذا تشكو المعارضة وتتحسر على علاقاتها مع الحركة الشعبية؟ ألم تدرك أحزاب المعارضة عبر سيناريوهات الأحداث منذ اتفاق نيفاشا وحتى الانتخابات بأن المعارضة في وادٍ والحركة الشعبية في وادٍ آخر !! وأن الجنوبيين يبحثون عن مصالحهم ولا يثقون إطلاقاً في أحزاب المعارضة قبل وبعد الاستقلال. وكيف عاملتها الأحزاب في فترات الحكومات التي تقلَّدوا مناصبها.. الآن ماذا يضير الأحزاب المعارضة من أن تتبني خطاً مغايراً عن أحلام وآمال أحزابها. نعم سياسيو الحركة الشعبية يتفوقون ذكاءاً على قيادات المعارضة الشمالية.. وخيَّبوا آمال وطموحات أحزاب المعارضة.. بل اتخذت الحركة المعارضة الشمالية لتعبر به إلى حيث تحقق مصالحها.. واستغلت الأحزاب المعارضة في تكتيكاتها السياسية لتصارع المؤتمر الوطني شريكها في الحكم. ولعل المزايدات ورفع سقف المطالب التي طالبت به الحركة الشعبية كانت نتيجة الأفكار المسمومة التي بثتها أحزاب المعارضة في عقول زعماء الحركة الشعبية. المعارضة الشمالية أجرمت في حق الوطن فهي التي بمواقفها السلبية أشعلت قضية دارفور بل طالبت بدخول القوات الأممية لأرض الوطن لبسط السلام في دارفور ضاربةً بعرض الحائط أن السودانيين ينتمون إلى وطن حر لا يقبل أي تدخل أجنبي.. بعض ضعاف النفوس من السياسيين لعبوا دوراً متخاذلاً وزودوا المنظمات الإنسانية المشبوهة بمعلومات مفبركة ومزيفة عن ما يدور بدارفور. وهل ينسى أي سوداني مباركة المعارضة الشمالية إلى ما يدعو إليه الموتور «أوكامبو» والمحكمة الجنائية. وأن كل المعلومات التي يصرِّح بها أوكامبو الآن كان مصدرها رموز المعارضة.. وما الإحصائيات والاستطلاعات التي يتغنى بها أوكامبو.. إلا من صنع خيال عقول سياسيِّ المعارضة التي تعمل ضد الوطن. عموماً.. غدت آمال وأحلام المعارضة الشمالية سراباً، وبدأت الآن تتباكى على فعلتها المشينة التي هدفت لإثارة الحركة الشعبية لإحداث فوضى سياسية ودربكة أمنية لإضعاف السلطة وتمزيق الوطن والعودة بالسودان إلى المربع الأول.. وهدم وتدمير كل المشروعات التنموية التي شهدتها البلاد خلال العقدين المنصرمين.. لابد أن تعترف أحزاب المعارضة بفشلها في إحداث التغيير وأن تقر أيضاً بضرورة الفصل بين المعارضة الحرة الشريفة ضد المؤثر الوطني.. والسياسة التدميرية التي تتبعها بأن الوصول إلى هدفها.. ولتدمير المؤتمر الوطني لابد أولاً من تدمير الوطن بأكمله وتخريب ممتلكاته ومكتسباته.. وحرمان إنسان السودان من التنمية وأجواء الحرية التي يتمتع بها الآن حتى ولو كانت هامشية كما تتدعي المعارضة!.