المعارضة السودانية تخرج من فشل لتزج بنفسها في مؤامرة أخرى يكون مصيرها الفشل أيضاً، فمنذ أن بدأت مسيرة الإنقاذ واعتلت كرسي القيادة قبل عقدين أو ما يزيد من الزمن.. بذلت المعارضة جهوداً جبارة وسعت بكل ما تملك من خاصية المكر والدهاء لإزاحة الإنقاذ من سدة الحكم، لكنها فشلت.. وعبر مسيرة الإنقاذ تحالفت أحزاب المعارضة مع بعضها بالداخل وحاربت النظام حرباً ضروساً ولم يسلم الإنقاذ من الأذى والضربات الموجعة، وبالرغم من ذلك قاوم بعقليته السياسية والدبلوماسية المتطورة والنابعة من إمكانات كوادره المدركة والواعية والمتعلمة، فأفشلت كل مؤامرات المعارضة بالداخل وأعوانها بالخارج. ü المعارضة السودانية لم تكن حكيمة يوماً من الأيام خلال مسيرتها التاريخية، وكل مبتغاها هو الجلوس على كراسي الحكم.. لم نسمع أو نقرأ عن برنامج إصلاحي للمعارضة يعكس إرساء قواعد للبنية التحتية أو إقامة مشاريع تنموية يستفيد منها الوطن، بل أي نشاط لها هو الهجوم والنقد المدمر لسيادة الوطن وأراضيه ومقدساته ومكتسباته.. المعارضة تحارب الوطن ومواطنيه وتضع يدها فوق يد أعداء الوطن بالخارج لتفتيت البناء الوطني ومؤسساته، لأنها ترى أن في ضعف الوطن فرصة ذهبية للانقضاض عليه واستلام السلطة. ü المعارضة لعبت دوراً مؤثراً في تعقيد مشكلة دارفور حتى تم تدويلها.. دقت عدداً من الأسافين، ففي إتفاقية نيفاشا أججت الصراع بين شريكي الحكم المؤتمر الوطني والحركة الشعبية.. احتضنت العناصر النشاز داخل الحركة وبدأت تغذيهم بالأفكار المسمومة للوقوف ضد المؤتمر الوطني وخلق الزوابع تلو الزاوبع.. حاولت المعارضة بكل دهائها ومكرها أن تؤجج الصراع بين الشمال والجنوب.. وتتفنن في تأزيم المواقف وخلق الأزمات.. فجاءت بفكرة مؤتمر أحزاب جوبا وتبني أفكار أوكامبو المسمومة. المعارضة تعمل ضد الوطن عبر اجتماعات تعقد هنا وهناك لتضع من الخطط والاستراتيجيات لكيفية محاربة الحكومة.. المعارضة أصبحت في نظر رجل الشارع غير مسؤولة عندما يصرح رموزها بأنهم بصدد إعداد مذكرة ضافية ترسل لمدعي المحكمة الجنائية أوكامبو «الموتور»، للتعاون معه ودعمه في حملاته الظالمة ضد السودان ورمزه القيادي المنتخب.. فهل بعد ذلك نسمي معارضتنا بأنها معارضة وطنية تعمل لصالح الوطن وتصون سيادته وهويته ومقدساته.. أي عاقل لا يتجه للعمل ضد الوطن وترابه ولا يرضى أبداً أي تدخل أجنبي يضر بمصالح البلاد، لكن المعارضة تتفاخر بعلاقتها بالمحكمة الجنائية ومدعيها الذي فقد عقله «المدعو» أوكامبو، بل تجاهر بالتعاون معه في سبيل إيذاء الوطن وتقويض استقراره وتدويل قضاياه.. ومنذ أن انتهت عملية الانتخابات وإعلان النتائج قدحت المعارضة في حق الحكومة بأقصى ما استطاعت وأكثرت من التصريحات المتضاربة عن الانتخابات ووصفتها بأنها مزورة وتم التلاعب فيها بالرغم من أن العالم الخارجي يعرف تماماً عبر مندوبيه ومراقبيه الذين كانوا شهود عيان ومراقبة لصيقة لعمليات الاقتراع والفرز أن الانتخابات جاءت بصورة خلافاً لما توقعه العالم المحلي والإقليمي والدولي وأحدثت صدمة عنيفة للمعارضة. عموماً نقول إن المعارضة ستظل تسير في طريق الوهم والضلال وفي كل مرة تفشل في إحراز أي نصر يؤهلها للوصول إلى سدة الحكم، وإن شعارات التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة الذي طبق فعلاً في العملية الانتخابية لخير برهان على أن المعارضة فاقدة للمصداقية ولا تعي ما تقول وستتجرع كؤوساً من الندم والحسرة، لأن السودان ماضٍ إلى الأمام وأن المرحلة القادمة وفي ظل حكومة شرعية ومنتخبة ستفاجأ المعارضة بجملة من مشروعات التنمية والبنية التحتية أعدت للبدء فيها فور اكتمال التشكيلة الوزارية الجديدة، لذا فعندما نقول إن آفة السودان المعارضة حقيقة وليس هراء.