أعتقد أنه من الإنصاف أن نقول للمحسن أحسنت، وأن نقف إلى جانبه وأن نشد من أزره.. فهناك من الأعمال ما يبقى ويخلد في ذمة التاريخ، خاصة إذا كان البناء والعطاء خالصاً للأوطان، وإضافة إلى مجد الوطن وعزه وتراثه.. لقد ظللنا في القاهرة وفي جمهورية مصر العربية، نحلم منذ سنوات بمركز ثقافي شامل أو نادٍ سوداني عام يجمع شعث السودانيين على اختلاف أذواقهم وانتماءاتهم ومشاربهم.. في قطر شقيق ظل يضم عبر التاريخ أكبر جالية من أبناء السودان في وطنهم الثاني منذ أيام الملك فاروق.. بل ومنذ عهد محمد علي عندما وحد القطرين تحت إدارة واحدة.. بل منذ عهد السلطنة الزرقاء والسلطنة السنارية التي أوجدت لأبنائها رواقاً داخل الأزهر الشريف خرّج المئات من أبناء الوطن العزيز رسل محبة ودعوة وإصلاح وسلام.. { وقد وفق بعض أبناء السودان في الماضي ومنذ خمسينيات القرن الماضي.. في إنشاء دار السودان بشارع شريف والتي وقف على قيامها الوجيه علي البرير ونفر من أبناء السودان البررة.. ولكن زهاء بضع وستين سنة لم يتقدم الأمر خطوة واحدة بتحقيق الحلم الكبير بإنشاء دار للسودان وملتقى حضاري كبير وجامع لأبنائه حتى قيض الله له المدركين لقيمة التواصل الاجتماعي بين أبناء هذا الوطن في الداخل والخارج.. وأحد الذين يعرفون قيمة العلاقات الخالدة بين قطري وادي النيل.. وأحد الذين يعرفون أهمية أن تفتح نافذة على الوطن تشع بالنور على أبناء الوطن في مهجرهم.. فكانت القفزة العالية الموفقة في بناء العلاقات.. وكان هذا الإنجاز الذي أنجزه بخبرة وعلم وعرفان سعادة الأستاذ السفير كمال حسن علي سفير السودان بالقاهرة.. والذي وضع اللبنة الأولى للنادي السوداني العام في قلب القاهرة وعلى مرمى حجر من دار الهلال الصرح الثقافي الكبير بشارع المبتديات في قلب القاهرة المعزية.. وعلى بعد خطوات من المسجد الزينبي وضريح سليلة سيد الشهداء التي يحمل لحي القاهري العميق اسمها الكريم. التحية للسفير الهمام كمال حسن علي وللذين وقفوا وراءه في هذا الإنجاز الكبير- فنحن نعلمهم ولا جاء يوم شكرهم- فقد ذكّرني إنجازه هذا إنجاز رجل وطني كبير هو أحد أوائل سفرائنا في القاهرة الشاعر الوطني الراحل يوسف مصطفى التني الذي كان من ثمار عطائه دار السودان الفارهة في المعادي والصرح الجميل الذي ننعم به في جاردن سيتي الآن. { فإذا جئنا إلى إنجاز الأخ الكريم كمال حسن علي.. فإن القاهرة سوف تذكر منذ الآن ثلاثة من أبنائنا البررة- كمال حسن علي ويوسف مصطفى التني- وعلي البرير.. وإذا كان كمال قد قام بهذه الخطوة.. فقد أنجز ما عجز عنه الآخرون طوال خمسين عاماً.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.