واحد من الأسرار الإلهية التي لا يعلم كنهها أحد هو القبول الرباني الذي يجده شخص ما، فيكون محبوباً وعنده كاريزما ومهضوماً كما يقول اللبنانيون، حتى لو كان هذا الشخص لا تنطبق عليه صفات المثالية المتعارف عليها، لكنها عطية الخالق وأيه يعمل الحاسد مع الرازق؟. ولعل هذا الوصف ينطبق تماماً على بعض الفنانين، فتجد أحدهم صوته أكثر من عادي، والكلمات التي يغنيها غاية في البساطة، وربما صوته لا يؤهله للابحار في الألحان المعقدة، فيكتفي بالسهل والدائري منها، لكنه في ذات الوقت يمتلك جماهيرية طاغية، ومحبوب، ومطلوب ومرغوب.. على النقيض تماماً إذ ربما أن أحدهم صاحب صوت أوبرالي فخيم، وغنى كلمات من شاكلة ما يطلق عليه البعض غناء (رسالي)- ورسالي دي حارجع ليها تأني- ويغني كما جاء في النوتة تماماً، لكنه غير مطلوب وغير محبوب، وربما إن جاء عرضاً في الراديو أو التلفزيون قمت بتغيير المحطة في عدم إكتراث أو اهتمام،، واللفة الطويلة دي عايزة أوضح بها وجهة نظري في حديث قالته الصيدلانية منال بدر الدين، في استضافة لها في فضائية أم درمان، التي للأسف أوكلت برامجها لبعض التلاميذ والشفع (أب ت ث) في التقديم التلفزيوني، وده ما وقته إذ لي عودة لهم بالتفصيل الممل، المهم أن منال بدر الدين التي كل ما أعرفه عنها أنها كانت عضوة في عقد الجلاد، ومنها أكتسبت شهرتها، إذ إنها وقتها مثلت حالة من الإبهار البصري بطله عصرية وقد مياس، وهذا بالطبع قبل ربع قرن من الزمان، وليس لأنها صاحبة صوت خرافي أو أسطوري، ومنذ انفرادها بالغناء لم تمثل وجوداً في أذن المستمع السوداني اللمَّاح، ولا تستحق بمنتوجها وتواجدها أن تحتل أي مقعد وسط الفنانات السودانيات، بدءً من عائشة الفلاتية وحتى نجاة غرزة، لأنها ببساطة لا وجود لها في الساحة، إلا من خلال مشاركات رسمية كان آخرها ظهور باهت في مهرجان الخرطوم للموسيقى الدولي العاشر، لكن ما استفزني كان تصنيف منال للفنانين حيث قالت (إن أي فنان) أي والله قالتها هكذا دون أن يرف لها جفن، أن أي فنان يغني في الحفلات، ليس فناناً رسالياً، وضربت مثلاً عجيباً بالكابلي، ومصطفى سيد أحمد، لتلغي بذلك الست منال تجارب وعطاء العشرات من الفنانين، الذين أثروا الفن السوداني بأغنيات خالدة، لأنهم يغنون في الحفلات، فيا أخت منال ليس ذنبنا ولا ذنب هؤلاء الفنانين أنك غير مرغوبة في الحفلات، وليس ذنبهم أنك تغنين فقط في الدعوات وجلسات الاستماع، التي غالباً ما تكوني أنت صاحبة المبادرة لها، وللمرة المليون أقول لك إتقان اللغة الانجليزية لا يخلق فناناً واستعراض العبارات الفلسفية، لا يدغدغ حواس الاستماع وحده من يفعل ذلك ويخلينا في حالة توهان وزغللة، وربما بعضهم يرمي العمم أرضاً، هو الصوت الجميل والأداء الطروب والقبول الذي هو هبة رب العالمين!. كلمة عزيزه: نادين علاء الدين رغم انضمامها المتأخر للنيل الأزرق إلا أنها وضعت بصمتها، وهي مشروع مذيعة تلفزيونية بلونية خاصة. كلمة أعز: تغيظني وتفقع مرارتي المذيعة التي تظل صامتة تسمع للضيف دون أن تناقشه، أو تقاطعه وكأنها في فصل دراسي لتعليم الكلام.