الموقف من المشاركة في الحكومة: المشاركة في رأينا ليست رغبة أفراد يسعون لتحقيق ذواتهم، وليست رغبة في حصول الحزب على مواقع سياسية تشريعية أو تنفيذية، ليست لها مردود حقيقي على أرض الواقع، ولا تغيلر مما نعانيه، إنما يجب أن نسعى للتحالف مع من يتفق معنا فيما ذهبت إليه برامجنا من هدف الحفاظ على وحدة السودان أرضاً وشعباً، وفيما نسعى إليه من تحقيق دولة المواطنة التي تراعي التنوع العرفي والثقافي والديني، وإقامة دولة التعددية، والديمقراطية، ودولة المؤسسات المستقلة ودولة القانون الذي يزيل كل القوانين المقيدة للحريات، دولة حرية الرأي وحرية الإعلام، واستقلال قضائه وقومية جيشه، وأجهزته الأمنية الدولة التي تراعي حقوق الإنسان وفق كل المواثيق الدولية، وذلك ما فاوضنا عليه المؤتمر الوطني من منطلق إيجاد مخارج سلمية لأزمة الوطن، وهو لن يتحقق إلا بانتخابات مبكرة وحكومة وفاقية بين أهل السودان، تتولى المرحلة الانتقالية، وذلك ماتبنيناه في مذكرتنا قي لجنة الحوار حول الدستور وهياكل الدولة، وفى تقريرنا الأخير والذي اقترحنا فيه على السيد رئيس الحزب ضرورة مخاطبة المؤتمر الوطني لعقد اجتماع للجنة الدستور يحسم القضايا العالقة قبل الدخول في أي حوار حول المشاركة، ولكن لا الحزب ولا المؤتمر الوطني أخذ باقتراحنا، وذهبت المفاوضات بلجنة جديدة، وبداية من الصفر إلى نفق أحدث كمية من الضبابية على موقف الحزب، حتى خرج الأمر من نطاق الجدية إلى الشك لدى كوادرنا والحيرة في منتديات العاصمة، وكنا نقول لكوادرنا منعاً للشك إن من يتعامل مع حزب في قامة حزبنا الذي لا يحتاج إلى شهادة ميلاد ويحمل ذلك الكم والنوع من التراث لابد أن يثق تمام الثقة في أن الأفراد مهما علت مرتبتهم في مثل حزبنا لايستطيعون فرض رأيهم أوتمنياتهم على خط الحزب وثوابته، وإذا حاول أحد أن يسبح ضد التيار فإنه لا محال هالك، لذلك لابد أن تتحسس رغبات الجماهير الاتحادية قبل أن تتخذ أي قرار يخص تلك الجماهير. كنا في لجنة الحوار حول الدستور والهيكلة من طرفنا جادين كل الجدية فيما نطرح من مخارج للأزمة، ونشهد أن اللجنة الأولى للمؤتمر الوطني برئاسة الأستاذ إسماعيل الحاج موسى كانت موضوعية وجادة، ولكن ولسبب غير معروف توقفت هذه اللجنة دون تحقيق الأهداف النهائية، ولذلك لم يكن ممكناً لأي فرد أو لجنة القفز فوق ما توقفنا عنده بالسير في خط المشاركة، بمناقشة كراسي الوزارة دون الإجابة على السؤال الأساسي لماذا المشاركة أصلاً؟هذا سؤال مطروح علينا من جماهيرنا، وحولناه بدورنا للمؤتمر الوطني، ولم نجد الإجابة عليه وذلك سببه في رأي سوء تقدير ممن يتعامل معنا، لقدرة الجماهير الاتحادية على فرض رأيها في القرارات المصيرية للحزب حتى في حالة الضعف المؤسسي، وتفرقت كلمة القيادات، لهم الحق فهم لا يدركون سر القوة الكامنة في هذا الحزب.