ما هو الغرض من الهندسة الصوتية..؟ ومن بذل الامكانيات واستجلاب أجهزة تنقية وتشذيب الصوت.. ثم الكورسات التي تقلع على دفعات - من وإلى - الأجهزة المسموعة من تلفاز أو راديو أو حتى مراكز الخدمات الصوتية...؟ { فضائياتنا التي أعتبرها في حاجة ماسة لكثير من اللمسات الجمالية والتكميليات.. بدءاً من الصورة والتي تشكل عبئاً أقل بكثير مما يشكله الصوت...!! { فعندما يأتي أحدنا مرهقاً في آخر يوم مكتظ بالعمل... من الطبيعي أن يسارع نحو الشاشة ممسكاً بال «ريموت».. في رحلة للبحث عن المستحيل...! { يجب أن نقف أمام هذا المستحيل... وأعني هنا قناة السودان الرسمية... قبل بقية القنوات.. لأنها الأم التي إن صلحت.. يمكن إصلاح البقية... لكنها - وبكل أسف - ما أظنها صلحت.. بل ما أظنها ستصلح قريباً... لأن جيش من «الأعداء» يعمل بداخلها تحت مسمى «فنيي الصوت»... نعم.. أعداء «عديييل كدا»...! { سيظلون أعداء إلى حين اصلاح العلاقة التي افسدوها بيننا... بل حتى يعتبروا ما بيننا من علاقة ترتقى لمرافئ الهدوء والسكينة... بدلاً عما يسببونه من أذىً... لعدم قدرتهم - حتى اللحظة - على ضبط صوت الفواصل الإعلانية التي تأتي كما يأتي السيل... بل كإقلاع صاروخ من منصته... بعد أن كانت المذيعة - أو المذيع - يهدهد مشاعرك بصوت متزن... رنان... يودعك بعد نشرة الأخبار... وحينما تكون في تلك الحالة... التي هي بين النوم والصحيان... يودعك المذيع قائلاً:«انتهى الموجز... استودعكم الله..»... ثم.. لا تكاد ترى عبارة.. «الإعلانات»... التي تبدو بين جفنيك اللذان كادا أن يطبقان... حينها فقط... «تفرنقع» براكين... لن تعلم هل هي موسيقى...؟.. أم طبلة حرب... أم هي مجموعة من اصوات البرق تضرب في آن واحد...!!؟.. نعم... كل هذا يمكن ان تتخيله خلال الاستماع لذاك الصوت «الفاصل الإعلاني»...!! { هذه المعضلة التي نجني من ورائها تنغيص هدوء ليالينا.. وبعثرة سكينتها لتتقافز فوق رؤوسنا الدهشة تلو الأخرى ممن يقال عنهم «فنيو صوت».. { سادتي.. إنهم يمارسون ضدنا الإرهاب و«الخُلَع»...!!