العيد سبقته تخوفات غالبية المواطنين - الغالبية العظمى الفقيرة تأكيداً - ؛فمعظمهم كان بين نارين؛اما أن يضحي،أو أن ينظر كما الباقون..وبمناسبة النظر كما الباقين تلك..!شاهدت برنامجا دينيا في واحدة من قنواتنا؛وكان ذلك قبل العيد - لا أذكرها أي قناة - وتطرق فيها واحد من الشيوخ لمظاهر قبل العيد في بيوتنا؛وبعده..وجاء بنادرة وطرفة - أظنه صدقها هو نفسه - عن مواطن قام بتسجيل صوت لخروف عبر الكاسيت،وقام بإدارة الشريط ليلة (الوقفة) حتى يسمع أبناؤه والجيران الصوت (الجهور والماخمج)..والغريب أن الشيخ استنكر ذلك الفعل وأرجعه للجهل؛وهى نكتة ياشيخنا ليس إلا..؟ولست أدري أهو جهلنا أم جهل من يحاولون الظهور في التلفاز - ومن خلفهم من منتجين ومعدين ومسوؤلي البرامج..؟- فالدين والفتوى والسيرة؛صارت ضربا من ضروب العمل حتى وإن كان من باب الجهل. مر العيد كما هو كل عيد؛خوف - كما أعوامنا القليلة الماضية -،وفرحة - مثل أي عيد - وفرحت ككل السودانيين بإستعادة الكرمك ونقل صلاة العيد مباشرة منها،والرئيس حضوراً..وكانت فرحات كثر،عادتنا في عيدنا .. منها عودة حجاجنا - تقبل الله منهم وتقبل نيتنا - وإستيعاب أطفالنا للعيد؛بعدما كانوا به يجهلون، وأصرارهم على العيدية؛التى أصبح قليلها خمسة جنيهات - نحن كنا نفرح بالعشرين قرشاً والجنيه والعشرة جنيهات قبل نفخ الجنيه القديم - ولجاري(الباب في الباب) ..عوض (جنبة) بنت صغيرة تسمى (عنبة) وهى في الخامسة من عمرها تقريبا؛وأنا كنت أنتظر إنتهاء (الضباح) المنهمك في تشريح خروفهم،ليأتي لتشريح أضحيتنا،وكان ذلك الجراح .. أقصد ذلك (الضباح) يعمل ببطء حتى ظننت أنه يجري عملية قلب - كانت يداه ترتجفان ويتصبب عرقاً - المهم أن تلك الصغيرة عنبة جاءتنا فرحة وهي تحمل مبلغا معتبرا من العيدية - كنا عدد من الجيران نهنئ جمعنا بالعيد - وهي تصرخ ( شوفو قروشي.. شوفو قروشي..؟ )فقلنا لها أعطيها لأمك لتحفظها لك..حتى لا تقع منك..؟ فردت تلك العنبة وبسرعة؛لماذا ..؟حتى تأخذها مني وتشتري بها من (الدكان)..!؟ أسعار السادة الضباحين،حاولوا أن يربطوا بينها وأسعار الخراف وتخوف الناس؛ وهي تفاوتت بين الخمسة وعشرين جنيها والخمسة والثلاثين.. وأذكر أن (ضباحا) طالب ب(100)جنيه، من أحد الجيران؛بدعوى أن هناك من دفع له ذلك المبلغ، وهذا المبلغ بالمناسبة هو ثلث سعر الأضحية الخاصة بجارنا.. وفي النهاية دفع له الجار فقط خمسة وعشرين جنيها لاغير..!! برامج التلفزيون تنوعت بين الممل والممتع؛وكذلك الإذاعات الخاصة،وتميزت النيل الأزرق،بسطوتها التي تمارسها كل عام في الإبداع والجميل من الساعات البث،ويكفيها قرداحي والطيب عبدالماجد ،وتابعت بقناة الخرطوم الفضائية- أول مؤسسة اعلامية احتضنتني وعملت بها- برنامج جمع الأسد طارق كبلو؛والنجم الصديق سعدالدين حسن،وبمصاحبة عازف الأورغ الشهير سعدالدين الطيب،ومقدمة،أظنها تشكيلية أو شئ من ذلك القبيل،وهي حلقة كانت ستكون مميزة دونها والله؛فهي تتضاحك دون سبب،وتخترع كلمات ليست كالكلمات.. كبلو فنان وصاحب صوت(خطير)،وسعد الدين حسن شاعر يستنطق الحروف جيدا.. قناة أم درمان فخر أولاد أم درمان واحيائها،أعجبني فيها لقاء الناس (اللذاذ) جمال حسن سعيد وربيع طه؛وآخرون..وهى كانت دون حواجز أو محاور مصنوعة؛كانت عفوية و(طرية) على القلب والعقل.. قناة الجزيرة في برامج الطقس،كانت تعرض صورا تفاعلية لدرجات وحال الجو؛وفي خارطة قارة أفريقيا كانت حدود السودان مستقيمة دون حلايب وشلاتين،وفي أخبارها عن السودان أو مصر،يحدث عكس ذلك تظهر خارطة السودان بتعرجاتها محتضنة لحلايب وشلاتين..؟! معظم برامج الطقس أو الصور التفاعلية بمعظم القنوات الفضائية العربية أو العالمية؛تُظهر خارطة السودان مكتملة المليون ميل مربع،حتى ال(سي إن إن) و(فرنسا 24)،وحتى ال(بي بي سي)والصينية كذلك..!! تعجبني قناة أطفال قطرية تسمى (براعم) - مرغم علي متابعتها من أجل إبنتي الصغيرة - وهى مفصلة حقا لأطفالنا الصغار؛لاحظوا معي رقي ومهنية تلك القناة..؟ فهي بين ساعيتن للبث،تنبه الآباء والأمهات،بابداء ملاحظاتهم،من تحفظات؛أو ثناء لبرامجهم على بريدها ،أو زيارة موقعها الإلكتروني. . وللأمانة هي قناة أمينة على أطفالنا وأعمارهم الصغيرة. الخروف،العيد والحج.. و(النزلة الآسيوية)؛بدونهم لن تكتمل فرحتنا.. توقعت من السيد الرئيس أن يكون أكثر (حزما) في (شكره) للوزراء ونوابهم؛فكثير منهم أخفق وغرق اخفاقا،والسودان كله يعلمهم.. ولكننا دائما نحتفل بمن يخفق،والحساب ضاع حتى عند إنتهاء الخدمة دون مراجعة خدمة المواطنيين..!؟ المواطن سيدي الرئيس يريد ممن يجلس وزيرا أو مسوؤلاً أن يصنع من الفسيخ (شربات).