تلقيت مكالمة هاتفية من الزملاء والزميلات لتنبيهي للاطلاع على حوار النائب الاول الاستاذ علي عثمان محمد طه بجريدة السوداني والذي اشار فيه الي الصحافيات رئيسات التحرير وذكر الاستاذة الكبيرة آمال عباس وكاتبة هذه الزاوية وذكرني الزميل علم الدين عمر بفترة رئاستي لصحيفة الحياة والناس الاجتماعية الثقافية الشاملة اليومية وكيف انها عندما توقفت بتوقف صحيفة الوان في عام (2008) اننا متوقفون ونفاجأ عندما كنا في زيارة لمجلس الصحافة والمطبوعات اذا بالتقرير السنوي حول الاداء المهني يضع (الحياة والناس) الاولى بين الصحف. وتداعت الذكريات. وذكريات رئيسة التحرير لاحظوا تاء التأنيث دائماً تذخر بالذكريات المريرة رغم الاشراقات والاضاءات ويؤسفني الاشارة لهذا .. اول تلك المرارات ربما سيطر دائماً على احاديث الصحافيات التخطي عند السفر للخارج مع المسؤولين ويشهد الله اننا لم نضع امام اعيننا مسألة (الفلوس) وهي احدى فوائد السفر السبعة مع المسؤولين وانما دائماً الهدف من وراء ذلك اكتساب الخبرات والمعارف ورؤية الجديد من الاحداث والاخبار والجديد دائما (شديد). تذكرت هذا الامر وانا اطالع حوار الصحافية النابغة هبة عبد العظيم مع النائب الاول الاستاذ علي عثمان محمد طه بجريدة السوداني والتي ربما من الحالات النادرة اصطحاب الصحفيات لوفد على مستوى عالي. وكان هذا بطلب من شيخ علي والذي برره (بأنني طلبت ترشيح صحافيات لمرافقة الوفد في الزيارة لاكتساب خبرات مهنية مهمة تفيدهن في تنمية قدراتهن). وفي حديثه لهبة عبد العظيم اكد (شيخ علي) حرصه على اشراك صحفيات في التغطيات الخارجية وكسر مشاركة الرجل فقط فيها . وهنا ايضاً اذكر في حديث لي مع الاخ الزميل محجوب فضل بدري المستشار الصحافي السابق لرئيس الجمهورية كنت قد ذكرت له تخطي الصحافيات من المشاركات الخارجية مما اثار استيائهن وامتعاضهن وحنقهن وولد كثير من الغبن والحزان في نفوسهن فكان تبريره هذا ليس قرار من المكتب الصحافي للرئيس بل هي رؤية القصر الذي يرى ان مشاركة الصحفيين لا تشكل هاجساً فيمكن وضع 21 صحافي في صالون واحد ولكن وجود صحافية واحدة سيسبب مشكلة!! التبرير غير مقبول وانا بدوري استسلمت لهذا الامر ولم احظ بفرصة المشاركة رغم انني كنت رئيساً لتحرير صحيفة اجتماعية ثقافية شاملة يومية وانما جاء ترشيحي للمشاركة في ملتقيات اعلامية من خارج السودان باعتباري رئيس تحرير بل والمرأة الوحيدة بين الوفود العربية الاعلامية المشاركة في منتدى دبي للصحافة واشار لهذا الاعلامي اللبناني زاهي وهبي. ثم شاركت بمؤتمر الفعاليات الافريقية بطرابلس وبدعوة خاصة من الدكتور التريكي وزير خارجية العقيد وشاركت في مؤتمر ملتقيات دارفور بترشيح من د. مندور المهدي المسؤول السياسي آنذاك بالمؤتمر الوطني وملتقيات دارفور الثلاث بطرابلس حيث انني كنت مسؤولة عن ملف قضية دارفور بصحيفة الوان وشاركت في فعاليات اقتصادية بالخارج وكل الدعوات الخارحية لم يتم ترشيحي فيها من قبل مؤسسات الدولة انما خصصت هذه الترشيحات لنشاطي وامساكي بملف تهتم به الجهة المشاركة. شيخ علي بكل (الكاريزما) الطاغية والحضور العالي اعني انهم كحكومة وهذا تواضع منه يرغبون في تشجيع فكرة ان تتبوأ المرأة العاملة في مجال الصحافة مناصب عليا في ادارات التحرير ورئاسته. شيخ علي رجل يتمتع بآفاق واسعة وادراك حقيقي بالدور الطليعي للمرأة كقائدة وادارية رائدة ونحن نعلم ذلك وندركه ونحترم فيه هذا الايمان ولكن هناك اسئلة كثيرة نود من شيخ علي الاجابة عليها بما انه تكلم باسم الحكومة . عندما اعلن عن انطلاق قناة الخرطوم كفضائية ما هو موقع المرأة الاعلامية في ادارتها؟ قس على ذلك بقية الفضائيات والمؤسسات الاعلامية الكبرى. ومن يقوم بترشيحها لرئاسة التحرير سواء كان هو الناشر او مجلس الادارة هذا امر يتطلب شجاعة قلب وقوة وحزم في اتخاذ القرار وهو امر نادر. التحية والتجلة والانحناءة لشيخ علي عثمان محمد طه الذي يؤمن بدور المرأة السودانية في قيادة المجتمع والاسرة والحزب . سيدي النائب الاول نحن نحبك ونحترمك لاجل هذا. والحديث ذو شجون ولنا عودة!!