وأنا أقلب بعض صحف الخرطوم الصادرة صباح أمس أحسست برعشة من «صوف» رأسي «لكرعي» في إحساس لاعلاقة له ولاشبه بمشاعر الشاعر وهو يشاهد محبوبته وهي تقدل وتسكت الخشامة وتنزل في العوازل كي.. وإحساسي كان مزيجاً من الغضب والدهشة والألم وأنا أطالع تقرير المراجع العام لحكومة السودان الطاهر عبد القيوم عن جملة المبالغ المليونية، اعتداءً على المال العام.. ولعل اللافت في الخبر بالنسبة لي كان تحديداً ما يخص ديوان الزكاة الذي يضع تحت يده أموالاً «متلتلة» وهيئة الحج والعمرة التي تحاول أن تقنعنا في كل مرة نوجه لها انتقادات أن الشمس تشرق غرباً في مغالطات تخالف الواقع والحقائق.. والتقرير يقول، وهو تقرير رسمي وليس من عندنا، إن تجاوزات الديوان تتعلق بالصرف على الحوافز والمكافآت ودعم المنظمات الخيرية من بند الفقراء والمساكين «عليكم الله ما بتخافوا يوم الحساب» وما بين القوسين من عندياتي ولم يرد في التقرير.. أما اخوانا في هيئة الحج والعمرة فقد طالبهم المراجع العام باسترداد مبلغ 6.4 مليون ريال سعودي تم دفعها لعقارات في السعودية، أما إنها في الأوهام أو إنها أصبحت أرصدة بأسماء شخوص وتحولت إلى غابات أسمنت أو عربات دفع رباعي تجوب شوارع الخرطوم الترابية والتي تنتظر من يسفلتها حتى لا يتعثر فيها الغلابة من ركاب الركشات ومدمني «ال11خ» وهي لوحة الكداري لمن يسأل عن الرمز. الدايرة أقوله إن سكوت المسؤولين في هذه الدواوين أو غيرها من المؤسسات التي يكشف فيها عن قرصنة للمال العام هو بالضرورة إدانة تشمل حتى الساكت عن هذا التجاوز الذي هو فساد وليس له مسمى آخر.. بالمناسبة مافي زول يقول لينا والله نحن بنحاسب ونعاتب المتجاوزين «كتامي» لأنه ليس هناك مبرر لستر من مد يده لمال الغلابة والكادحين في غياب للضمير وركل للوطنية وأنانية مفرطة في اغتصاب حق المواطن، لذا تتجدد مطالبتنا بأن يحاكم أمثال هؤلاء مهما علت درجاتهم الوظيفية، ومهما تمدد حبل ودادهم مع هذا أو ذاك تقرباً من الحزب أو السلطة محاسبة علنية حتى يكون عظةً لغيره ممن يظنون أن آخر حاجة في البلد دي تمسك مسؤول وتقول له صرفت كم وفي شنو؟ وكان أخوكم جزوه بلوا راسكم!! ٭ كلمة عزيزة: أنا بالتأكيد مع الأطباء في الإجراءات الاحترازية والأمنية ضد الاعتداء عليهم، لكن ألم يسأل الإخوة الأطباء رسل الإنسانية ما الذي يجعل مواطناً مغلوباً على أمره مريضاً أو مرافقاً يخرج عن طوره ويعتدي على طبيب، مجرد سؤال؟! ٭ كلمة أعز: «0052» مليون هي جملة الاعتداء على المال العام وما خفي أعظم!!!