اليوم تنطلق أعمال المؤتمر التنشيطي العام الثالث للمؤتمر الوطني، ويخاطب جلسته الافتتاحية السيد المشير عمر حسن أحمد البشير، بصفته رئيساً للحزب، ويشهد هذا النشاط الحزبي ويشارك فيه كل أجهزة وهياكل الحزب بالمركز والولايات، وأماناته بالخارج، وقد سبق ذلك اجتماع الشورى الذي التأم مساء أمس. المؤتمر التنشيطي العام للمؤتمر الوطني، هو مؤتمر غير تقليدي، أي إن دواعيه تختلف عن المؤتمرات العادية والإجرائية التي تناقش قضايا بعينها بعيداً عن الانتخابات، أو السعي لتكوين أجهزة جديدة. المؤتمر التنشيطي لأي حزب، عبارة عن عملية إحماء سياسي، لتجديد النشاط ولمواجهة واقع جديد، في ظل متغيرات عدة طالت كل القضايا والمفاصل، وأبقت على الأفكار العامة، وهو فرصة أي المؤتمر التنشيطي لمناقشة أداء الحزب الرسمي والسياسي والفكري والشوَري وأداء حكومته على مستوى الداخل والخارج، إضافة إلى العلاقات مع دول الجوار، والقضايا الإقليمية والقارية والدولية. الفرصة الآن باتت مواتية للمؤتمر الوطني، بعد أن زالت توترات الساحة السياسية، بمشاركة خصومه التقليديين في السلطة، ممثلين في الحزب الاتحادي الديمقراطي «الأصل» وبقية فروعه، والأمة القومي والذين خرجوا منه، إضافة إلى جماعة أنصار السنة المحمدية، وغيرهم من المتحالفين مع المؤتمر الوطني، ودخولهم معه في شراكة جديدة لحكم السودان، وهي شراكة لم يغب منها إلا حزبا المؤتمر الشعبي، والحزب الشيوعي السوداني، أو ما بات يعرف ب «تحالف ش/ش» وقد قال الوطني على لسان نائب رئيسه لشؤون الحزب الدكتور نافع علي نافع إن حزبه لم يدع الشعبي والشيوعي للمشاركة في المؤتمر التنشيطي الذي تنطلق أعماله اليوم، لأنهما يريدان إسقاط النظام. نعود لمؤتمر الوطني التنشيطي صباح اليوم ونقول إنّه فرصة طيبة للحزب لمراجعة هياكل كل الدولة، وهياكل الحكم الاتّحادي، ومراجعة القوانين والتشريعات الخاصة بالاقتصاد والاستثمار، ورسم خارطة طريق واضحة المعالم لحل القضايا الاجتماعية الأكثر تعقيداً، خاصة ارتفاع تكاليف المعيشة، وتقليل تكلفة الخدمات العامة من تعليم وصحة وبيئة وغيرها، خاصة وأن هذا المؤتمر يجيئ تحت ظل حديثين مهمين أولهما انفصال جنوب السودان، وثانيهما ثورات الربيع العربي، وقد ترتب على الحدثين الكبيرين تغييرات جيوسياسية كبيرة شملت الأرض وأنظمة الحكم.