بذات الصورة التي ظهر بها «سيف الإسلام» مهدداً شعب ليبيا بثلاثة أصابع من الجبرة والاعتداد بالذات بنفس القدر كان حاله على النقيض عندما ظهر لحظات اعتقاله بدون أصابعه المحذرة.. على الرغم من إيماننا العميق أن للأسير حرمة كرمه بها الاسلام فهو في عداد المسكين و اليتيم والأسير.. فهل سيحاكمه الثوار على قوانين ثورة وفوران الانتفاض لكل مطلوب لديهم إم أنهم سيؤكلون ذلك للقضاء داخلياً كان أو خارجياً.. حالة الانكسار والهزيمة النفسية تواجه أذيال وأتباع «القذافي» باعتبار أنهم سيكونون او حقيقة اصبحوا هدفاً للمحاكمة التاريخية.. ولكن الشيء اللافت للأنظار أن جل الغضب وجامه منصب نحو الدائرة التي كانت محكمة حول «القذافي».. ويبدو أن المحكمة الجنائية هي المخرج الوحيد لسيف الإسلام للخروج من طوق أي محاكمة أخرى.. والكل في انتظار الأحداث القادمة. ٭ ما بعد الثورات: دائماً ما تكون الفترة ما بعد الانعتاق من الأنظمة القابضة والحاكمة بيد الحديد حالة من اللا توازن في مسيرة حياة البلاد الثائرة الى أن تنقضي حالات الفرحة الكبرى والابتهاج بها عندما تدرك البلاد أن هناك محاور كبيرة لا تحتمل المزايدات خاصة المتعلقة بالحالة الأمنية والسيادة وصراعات القوى السياسية والتيارات الفكرية والدينية ولا تنتهي الثورات بانتهاء قلع أو خلع الحاكم المستبد فما بعد ذلك هو مؤشر لنجاح أو فشل الثورات وتظل فكرة النجاح مربوطة بالأوضاع بعد الانفكاك من القبضة.. على هذا المقياس ترى هل نجحت الثورات العربية؟ نعم هناك نجاح بأن الديمقراطية خطت خطواتها الأولى على الأرض ولكنها تحتاج للمزيد من الاجتهاد والرضا والتنازل أحياناً. ٭ انتقال سلمي للسلطة: فرضيات إقرار مبدأ تداول السلطة سلمياً تستمد من الوعي الكلي بأن ذلك القرض مطلب مشروع إحقاقاً للنهج الديمقراطي الذي يحتمل كل أشكال التعدد عندما يضطلع بمهامه ودوره في حفظ كيان الدولة ككل ثقافة ووطنية وفكر شعباً وأرضاً.. ويظل هذا المطلب غالياً في دول العالم الثالث حيث تغيب كثير من الرؤى الديمقراطية على أرض الواقع لذلك يظل هذا المطلب حلماً دونه المهج والدماء.. أما انموذج دول العالم الأول على نجاحه يظل بعيداً عن واقع دولنا. ٭ آخر الكلام: لأن الأوضاع في مجال السلطة دائماً ما تكون غير سوية في دولنا المتأخرة تظل الأصابع محلاً للقطع ولغة الدم هي الغالبة.. حتى متى نظل نغير أنظمتنا بقوة السلاح والنار. مع محبتي للجميع..