نحن السودانيين جرت العادة بأن نحتفظ بكل ما يترك أثراً في نفوسنا خاصة إذا كانت أشياء نمتلكها لأول مرة وهذه العادة عند الجميع بمختلف المراحل العمرية فنجد المرأة تحتفظ بالمقتنيات القديمة فما زالت بعض البيوت تجد فيها «الفضية» والتي هي من زمن بعيد كذلك بعض الأجهزة الكهربائية القديمة والتي امتلكتها الأسرة منذ عهد مضى. سردنا هذه المقدمة حينما لفتت انتباهنا عربة قديمة الصنع بأحد أحياء بري بالخرطوم وعلمنا أنها أول عربة امتلكها البروفيسور العلامة عبدالله الطيِّب عليه رحمة الله في حياته والتقت (آخرلحظة) بالشاب مهند محسن والذي يعمل «ميكانيكي» بإحدى الورش المجاورة لمكان وجود السيارة ويقوم بالإشراف عليها من حين لآخر حيث ذكر لنا أن هذه العربة تعود لخمسينيات القرن الماضي وهي انجليزية الصنع ماركتها (Mors) وقال حتى الآن مازالت تحتفظ بماكنتها وإطاراتها الأصلية وأضاف أنه يقوم بتحريكها أيام الأعياد وسط تعليقات كثير من المارة الذين يشاهدونها في الشوارع. ٭ وذكر محسن أن هناك الكثير من المواطنين عرضوا عليه مبالغ مالية كبيرة لاقتنائها وآخر طلب تبديلها بعربة (أكسنت) جديدة ومنهم من قال يريد ترحيلها إلى إمارة دبي ولكن بالرغم من كل هذا لم أوافق على تلك العروض نسبة لأنها تعتبر أمانة. ويكفي أنها أول عربة للعلامة الراحل بروفيسور عبدالله الطيب رحمة الله عليه.