100 صحفي قتيل ومعتقل في العام!!.. وآلالف الصحفيين يتعرضون للضرب والسجون وانتهاك حقوقهم.. فكم يبلغ عدد الضحايا من الصحافيين السودانيين؟.. الرصد أوضح أن النّسبة: محدودة في هذا المحور.. ولكن!! في جانب آخر أكدت «البحوث» والمقارنة والقياس أن الصحفي السوداني هو الأسوأ أوضاعاً من حيث بيئة العمل، والعائد المادي، و«هضم» حقوقه، مع انفراج محدود وملحوظ في الحريات الصحافية. والحوار الذي أجرته (آخرلحظة) مع الأستاذ التجاني رئيس منظمة سودان برس ووتش.. وفي ترجمة غير رسمية «عيون الصحافة».. كان حواراً من «الداخل»!!.. كشف أوضاعاً (مسكوت) عنها.. بها الإيجابي وكثير من الحقائق!!. ومنظمة «عيون الصحافة» تعتبر المنظمة الوحيدة في السودان المعنية بقضية الحريات الصحافية ورصدها، ومتابعتها، ووجدت اشادات على المستوى المحلي والإقليمي والدولي منها.. منظمة «أمنستي » بالاضافة إلى الاتحاد الافريقي.. وهذه تفاصيل الحوار .. أولاً استاذ تجاني ما هي منظمة سودان برس ووتش وبماذا تعني تحديداً؟ - نشأة المنظمة كانت في العام 2008م وكان الهدف الأساسي منها الدفاع عن الحريات الصحفية في السودان والعالم وتدريب الصحفيين وبما أن كافة المنظمات الوطنية تدافع عن الحريات الصحفية على مستوى العالم تعمل بأفق عالمي أو كوني كما يحلو لتلك المنظمات أن تسميه كان من الطبيعي أن تصدر منظمتنا تقريراً سنوياً عن الحريات الصحفية في السودان. والعالم كما قامت المنظمة بعمل دورات تدريبية متعددة للصحفيين من ضمنها اللغة الإنجليزية لمدة 6 أشهر وآخرها دورة بالتعاون مع البنك الزراعي السوداني حضرها 62 من الصحفيين الاقتصاديين وتحمل البنك كامل تكلفتها. وفي تقديرك هل تعتبر قانون الصحافة مثالياً وماهو رأيك في انتقادات بعض الصحافيين له؟ - تحتاج قوانين الحريات الصحفية إلى تطوير مستمر لمواكبة الحاجة الفعلية لقانون يسمح للصحفي بأداء مهتمه على أكمل وجه ولذلك كانت لنا آراء في القانون السابق طرحناها في حينها وتضمن القانون الأخير الذي صدر الكثير منها وبالرغم من ذلك ما زلنا نرى أن القانون الحالي يحتاج إلى تطوير. ماهو التغيير المطلوب وفق ما ذكرت؟ - التغيير الذي ننشده روحه ألا يجد الصحفي نفسه معتقلاً بشكل عشوائي أو معرضاً لأي ضغوط من أي نوع من قبل أي جهة، وأن تكون مسؤولية ماينشره مرتبطة بقانون يحفظ له الحقوق وأن يجد الناشر نفسه أمام وضع لا يعرضه لإيقاف صحيفة بالتالي وتعريضه لخسارات وتشديد الصحفيين بعقوبات قاسية أو بقرارات لم يكن للقضاء فيها دور، كما أن هناك حقوقاً مهمة للصحفي تتمثل في بيئة العمل وحقوق ما بعد الخدمة لابد أن يكون للقانون دور في ضمانه بالإضافة إلى دور المؤسسات الصحفية في تدريب الصحفيين. هذه الآراء والمقترحات كيف يستفاد منها وهل تصل للسلطات؟ - هذه المقترحات تقدم بوسيلتين للمجلس الوطني الذي يتولى إجازة القوانين وتقدمها كذلك من خلال النشر عبر وسائل الإعلام باعتبار أن الإعلام الذي كان يقال له السلطة الرابعة أصبح الآن الأولى. هل يؤخذ بذلك؟ - المنظمة طوعية ومسجلة في وزارة الشؤون الإنسانية وهي ضمن منظمات المجتمع المدني الذي يحكمها قانون، ودورها يتمثل في ممارسة الضغوط فهي ليست صاحبة قرار. هل تناهضون ملاحظات الصحافة خاصة وأن بعضهم تعرضوا للاعتقالات وهناك حالات معروفة؟ - كل الاعتقالات التي تمت في السودان أصدرنا بيانات تنادي بإطلاق سراحهم مثل السبكي وحالات أبي ذر ومجموعته واعتقال صحفيي الميدان وأجراس الحرية. هل ما يتعرض له الصحفي بسبب قصور في مهنته أو تجاوز؟ - نعتقد أن الصحفي السوداني مسؤول ومميز ويحب وطنه كما أنه يقدم عطاءً كبيراً بمقابل قليل ولا يستحق ما يتعرض له من ضغوط، أما إذا كانت هنالك تجاوزات فعليه أن يخضع للقانون فقط، ومشكلة الصحفي أنه الوحيد المستهدف بسبب مهنته. كيف تقرأ انعقاد مؤتمر الفدرالية الأفريقية للصحافيين خاصة بعد انفصال الجنوب؟ - قد تكون هنالك حكومات بعينها في أفريقيا لها مواقف تجاه السودان لكن الشعوب الأفريقية والمنظمات فأفقها واسع وعلاقتها بشعب السودان متميزة الأفريقية الفيدرالية تضم كل الصحفيين سواء كانوا في شمال أو وسط أو جنوب أفريقيا دون تمييز أو اعتبارات قومية ودينية لذلك كان من الطبيعي ان ينعقد الاجتماع الدوري في السودان أو أي بلد آخر في شمال أفريقيا أو جنوبها، وجاء الإخوة الأفارقة الصحفيين إلى السودان دون أي (عقد) وكانوا متفاعلين للغاية ومعجبين بالشعب السوداني وكرمه سواء كان في اتحاد المصارف حين أو ولاية النيل الأبيض حين استضافتهم منظمة سودان برس ووتش بدار اتحاد المصارف واستضافهم اتحاد أصحاب العمل. مثل هذه الاجتماعات هل تسهم في حل قضايا الصحافة والصحافيين؟ - هذه ليست اجتماعات حكومية بل منظمات مجتمع مدني وعلى هذا الأساس اعتقد أن السودان والصحفيين السودانيين استفادوا من ذلك من خلال التضامن الذي حدث ويحدث بين كافة اتحادات الصحفيين في كافة البلدان للدفاع عن الصحفيين مثل السودان أو غيره من البلدان، والتضامن القاري من شأنه الضغط على مختلف حكومات القارة الأفريقية باتجاه انفتاح أكثر على الحريات الصحفية من مختلف البلدان. بصراحة ووفقاً لدراساتكم كيف تنظرون لواقع الصحفي السوداني؟ - أعتقد أن الصحفي السوداني هو الأكثر ظلماً وتعرضاً له فيما يتعلق بحقوقه، فحقوق الصحفي وما يجنيه لا يتناسب مع الجهد الذي يبذله والراتب ضعيف وحقوقه في الخدمة وما بعدها مهضومة، كما أن البيئة التي يعمل بها متردية من حيث توفير المعينات المتعلقة بأداء عمله مثل الحاسوب والكاميرا والسيارة والنثرية (من جيبه الخاص) وهنالك صحفيون تتأخر رواتبهم لفترة قد تمتد إلى 6 أشهر أو أكثر وقد يتم إيقاف الصحيفة، لذلك اعتقد أن هنالك تقصيراً من مختلف الجهات المسؤولة عن القيام بواجبها تجاه الصحفي فيما يتعلق بالحريات الصحفية فالصحفي مضطهد ومعرض للمخاطر، خلال 20 عاماً تم اعتقال 1500 صحفي في أكثر من 120 دولة على مستوى العالم وفي السنوات الأخيرة سنوياً يتم قتل ما يقارب ال100 صحفي بسبب أدائهم لمهنتهم ويتعرض آلاف الصحفيين للاعتقالات والضرب والسجون مما يضطر الكثير منهم إلى الهجرة، وفي العراق ومنذ 2003 قتل أكثر من 300 صحفي وهنالك آلاف الصحفيين اضطروا لمغادرة البلاد لعدم وجود الحماية الكافية لهم. تحديداً ما هي التجاوزات التي يتعرض لها الصحفي في السودان؟ - في تقديري أن هنالك صحفيين سودانيين تعرضوا في الفترة الأخيرة لاعتقالات وتم إيقاف صحفيين وتضرر العديد من الصحفيين جراء الإيقاف أصدرنا بياناً في ذلك الصدد بإطلاق سراح المعتقلين وإرجاع الصحف التي تم ايقافها، وفي تقديري إننا نحتاج إلى المزيد من الحريات الصحفية، كما أننا نطالب باللجوء إلى القضاء في أي موضوع وإن الجهة المتضررة يجب أن تلجأ أيضاً إلى القضاء ولا أعتقد بوجود وسيلة أخرى. وأنتم معنيون بالحريات الصحافية ما هو تقييمكم لمستوى الحريات الصحفية في السودان؟ - في الفترة الأخيرة لاحظنا تطورا وانفراجاً نسبياً في مجال الحريات الصحفية وهنالك جهات كثيرة ترى أن الصحفي السوداني أصبح أكثر جرأة في مسألة النقل ولابد من تفادي الرقابة القبلية وتفادي إيقاف الصحف. كيف تراجعون الخروقات والحريات الصحفية بالداخل والخارج؟ - تعمل منظمة عيون الصحافة وفقاً لمهنية عالية لأنها المنظمة الوحيدة في السودان التي تعمل في مجال الحريات الصحفية ولدينا آليات متعددة ذات صلة بالعمل الصحفي والحريات بالداخل والخارج وفقاً لمنهج علمي يختص بالجودة والقياس في كل ما يتعلق بالحريات الصحفية وللمنظمة علاقات إقليمية ودولية واسعة ونالت تقديراً وإشادة من المنظمة الدولية امنستي وكذلك إشادة واسعة من الاتحاد الأفريقي ويجد التقرير السنوي الذي تعده وتقدمه المنظمة بشأن الحريات الصحفية في العالم أجمع احترام وتقدير للمهنية وتتعامل معه كل الجهات ذات الصلة في العالم.