قالت: والدي ولا فخر اعتبره منذ الصغر بأنه شيخ حكماء السودان ويضحك دائماً عندما أقول له هذا، فيقول فقط انت معجبة بأبيك وكل فتاة بأبيها معجبة.. قالت: ربانا أولاً على الصلاة في أوقاتها وأن لانكذب حتى لو أخطأنا ونعتذر ونتحمل نتيجة الخطأ وأن نجتمع كل يوم جمعة للغداء معاً ومناقشة أحوال الأسرة والخطط الاقتصادية، قالت: قد حباني الله بنعمة الجمال وكنت سعيدة بذلك جداً، ولكن قادني والدي بحكمته القوية إلى أن جمالي في ديني وأخلاقي وأسرتي وسوداني العريض. ثم بعد ذلك قال إياك أن ترتبطي بمن يشده إليك جمالك دون أن يرى ما بداخلك من جواهر ودرر، قلت له: إن الله جميل يحب الجمال، قال: من قال إنه الجمال الظاهري؟ من يتزوجك لظاهرك فإعجابه بك حده قليل، بعد ذلك يراك عادية، بل أقل من غيرك.. ومن يتزوجك لجوهرك كلما مر يوم تزدادين في نظره جمالاً وتقديراً. هكذا صرت في الجامعة فتاة متعجرفة في نظر البعض ومتكبرة في نظر البعض الآخر، و بعض زميلاتي يقاطعنني بلا سبب ويعتقدن أنني اتحفظ للفت نظر الزملاء.. المهم الحمد لله تخرجت من الجامعة بأقل خسارة أي خصام مع بعض الزميلات، ولكن الحق يقال قد صادقت زميلات هن مصدر فخري وسعادتي واعتز بهن دوماً، وكلهن ذوات دين وخلق استمعت لها بعمق ولم أقاطعها.. إلى أن قالت الآن جئتك طلباً للمخرج والنصح كيف العمل من أين أجد من يرفع رأسي أمام والدي؟ شيخ حكماء السودان. قلت: إن الله على كل شئ قدير، فأنتن معظم البنات لاتطلبن ذلك من الله فالأرزاق بيد الله والغنى بيد الله والسعادة والخير كله بيد الله عز وجل فاطلبي مبتغاك من الله عز وجل وقولي في سجودك دائما يا باعث ثلاثة مرات «اللهم يا باعث ابعث لي» بعلا صالحاً وأبناء صالحين أقر بهم عيني وينفعونني في ديني ودنياي فالحمد لله تم لها المخرج ووجدت أخا لزميلتها في زيارة لهم وتطورت اللقاءات العائلية وعلمت لاحقاً أنه انفصل قبل عامين من مخطوبته لتمسكها بالمظاهر ومتابعتها للحفلات والسهرات والبذخ وكان هو يريدها أن تذهب معه ولو لمرات قليلة إلى محاضرات شيخنا الكاروري أطال الله عمره وشيخنا عبد الحي يوسف أو لزيارة أم ضواً بان. وهكذا تقدم لها واستخارت وجاءتني واستشارتني وهي وهو الآن في منتهى السعادة، ومما زاد سعادتهما الكبرى مولودهم الأول محمد.. وقالت عندما ذهبت للتهنئة: اسمح لي بأن أناديك شيخ حكماء السودان رقم (2) قلت لا والله عبد فقير.. وإن السودان يذخر بالملايين من الحكماء ساسة أو شيوخاً أو أساتذة أو تجاراً أو ناساً عاديين.. فقط علينا أن نرجع لله عز وجل وهو القائل في كتابه: «ومن يتق الله يجعل له مخرجاً» سورة الطلاق الآية (2).