كم أنا بائس.. ما أضيق الدنيا.. واسوأ الحياة.. ولماذا أعيش بلا أمل ولا هدف.. ولا عمل.. وما هو مصيري.. والشياطين من بعدي.. ومن أغوي..؟ ولمن أوسوس.. منذ أن أغريت آدم بالخلود إذا أكل من شجرة الخلد.. وأنا لا افتأ استمتع بحياتي طولاً وعرضاً.. كم سفكت دماء لأجل حفنة دراهم.. وبعض مشاعر غضب.. وكثير من الأوهام والخيالات.. كانت وصفاتي لا تخيب.. أشعلت نار الغيرة والشك.. وسهلت وزينت الخيانة فهدمت بيوت وشردت أسر.. ورملت نساء ويتمت أطفال..! لمعت السلطة وطليتها بالبريق.. فتقاتل الرجال.. لاعتلاء المناصب وأخذ الامتيازات..! هدمت المعاني السامية.. فدرست آثارها واضمحلت وصار الحب هراء.. والوفاء جفاء.. والحياة عناء.. دول تحارب بعضها.. هرج ومرج ودماء وأشلاء.. أطماع ونفوذ.. وبداوة رجل الغاب..! انتصرت على الوالدين وجرعت الكثيرين مرار العقوق.. لدرجة التطاول بالأيدي على من هدهد المهد.. ووهب الحنان.. سرقة.. اختلاس.. وقتل.. وجبات دسمة اقتات منها.. زادي «لحرب الوعيد» حين قال الرب اذهب فإنك رجيم.. فسألته أن ينظرني إلى يوم يبعثون.. فقال إنك من المنظرين..! زنا.. ولواط.. وسفاح.. وحرام.. متعة زائفة وعواقب وخيمة.. وصغار تائهين.. ورب ديان..!! خمر وسمر.. ليل بهيم.. يتخفى فيه المارقون.. قمر يشهد بأني لعين.. وهم جاهلون..! مظالم.. وحقوق.. ضائعة.. ما أسعدني حين يصر الظالم على ظلمه استكباراً وترفعاً.. وعزة.. «يا له من غبي لا يعرف أن العزة لله جميعاً».. أم يعرف لكنه الإصرار على الذنب الذي يطربني..! سجون.. ومشانق.. بيوت.. منهارة دجل وشعوذة.. سحر هاروت وماروت.. أخواي الحصيفان اللذان يجردان المرء من إيمانه..! وهل نرتضي أكثر من أن يخلع الانسان «قميص الإيمان».. الحياة.. دائمة.. جميلة فلنعشها فلن تموت الآن أنسيتهم الموت فنسوا أنفسهم..! لكن ما أشقاني والإنسان أصبح لا يحتاجني لكل ذلك بعد أن جردني من عرشي وصولجاني وطردني وتربع على ملكي.. وأغواني بالانتحار..! ü زاوية أخيرة أليس من المفروض أن انتحر.. وما فائدة عيشي وأنا الذي أوسوس للإنسان فيسرق وينهب.. وعندما يغتني ويصبح من أصحاب الأموال يفتتح شركة ويعلق لوحة في حجرة الاستقبال مكتوب عليها «هذا من فضل ربي»..!!