سعدتُ صباح الأمس بمحادثة هاتفية من الشيخ الأستاذ بروفيسور أحمد خالد بابكر، الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي، الذي نعتبره من أهم مؤسسات إحياء سنة الاجتهاد الجماعي، إذ إن المجمع نفسه يؤكد ضرورة هذا الاجتهاد الجماعي، ومواكبته ومراقبته لكل المستجدات، من أمور أو قضايا أو ظواهر اجتماعية، تحتاج الى أن يتم النظر اليها بعين الفقه والعلم، وقد قام مجمع الفقه الإسلامي بدور عظيم في الحياة السودانية، منذ إنشائه في العام 1998 إن لم تخنِ الذاكرة. أعود للمحادثة الهاتفية التي لم تكن بعيدة عن شأن المواكبة والمراقبة، إذ تحدث الشيخ الجليل بعد عبارات ثناء للصحيفة وخطها ونهجها، تحدث عن حوار أجري مع الخبير الفلكي الدكتور محمد حبيب الكنزي في الصحيفة، وتم نشره يوم الاثنين الأول من أمس، قال فيه.. إن العالم موعود بكوكب يدمر الكرة الأرضية عام 2036 .. وليست هذه هي القضية، إذ إن ما استوقف أستاذنا العالم الجليل بروفيسير أحمد خالد بابكر، كان إجابة الدكتور عن سؤال حول خواص الحروف والأرقام وإن كانت لها دلالات!! وقد أجاب الدكتور الكنزي ب(نعم) مستشهداً بالرقم (4) على سبيل المثال.. مشيراً الى أن اسم الجلالة في معظم اللغات مكون من أربعة حروف، وأن أية عبادة بين العبد وربه هي أربعة حروف، وأركان الإسلام أربعة. قطعاً أركان الإسلام ليست أربعة أركان، بل هي خمسة، وربما تصبح ستة إذا أضفنا لها الجهاد، هكذا كانت جملتي التي قاطعت بها البروفيسور أحمد خالد بابكر، الذي أراد أن ينبه الى هذا الخطأ الوارد في حديث الدكتور الكنزي والذي ربما هز العقيدة.. وقلت له إنني لا أعرف كيف مر مثل هذا الخطأ على المحاور والضيف وعلى بقية المشرفين على مراحل جمع وتصحيح وطباعة الحوار.. وقلت للبروفيسور أحمد خالد بابكر، إنني سأشير الى الأمر وأصححه من خلال هذه الزاوية، وليس من خلال تصحيح عام أو تنويه.. فشكرني الرجل ودعوت له بالخير. ها أنا أفعل، لكنني أجد نفسي في حالة وقفة ومراجعة مع الأرقام من جديد ودلالاتها في حياة الناس، حتى أننا نقول عن الشخص المؤثر في المجتمع إنه (رقم)، أي أن له قيمة، وبمعنى آخر أنه لا يساوي صفراً بين الناس.. وأرى أنه من الواجب أن أشير الى عنوان هذه الزاوية (أرقام في حياتنا)، أتيت به هكذا على نهج برنامج الأستاذ عمر الجزلي المعروف (أسماء في حياتنا)، ورأيت أن أقف عند الرقم (أربعة) ودلالاته وأسراره في حياة الإنسان، وقطعاً هناك من يؤمن بمثل هذه الأمور، استناداً على ركائز وضعها بعض ممن يعرفون بعلماء الأرقام والحروف، الذين يؤكدون وجود هذا العلم منذ آلاف السنين، وقد عرفته معظم الحضارات القديمة من كلدانية، وفرعونية، واغريقية، ورومانية، وهندية، وصينية، إضافة الى الحضارة الإسلامية، والحديث حول هذا الأمر يطول.. لكن أحد علماء الأرقام وهو الدكتور أحمد أبو الرب الذي تفرغ لهذا العلم، بعد أن هجر التدريس الجامعي في فلسطين، يقول عن الرقم (أربعة) إن اسم أبو الخلق سيدنا آدم عليه السلام مكون من حروف يساوي مجموعها (46) وإن مجموع مكونات هذا الرقم أي (6+4) يساوي (10) وهذا يدل على أن آدم كامل الخلق وتام الخلقة.. وإن قسمة العدد (46) على (2) تساوي (23)، وهذا هو عدد الصبغيات التي تحمل الصفات الوراثية في الإنسان، ولا توجد إلا عنده- وإن لفظ الجلالة (الله) مكون من أربعة حروف، ومجموع أرقامه يساوي (66)، وعدد آيات القرآن (6236) أي أن الرقم (23) محفوظ بالرقم (66)، أو بمعنى آخر إن الإنسان محفوظ برقم الجلالة. قطعاً لا أستطيع الفُتيا في هذا الأمر، ولا أعرف إن كان الأمر علماً أم رجماً بالغيب الذي هو أقرب للتنجيم، لكنني على ثقة تامة بأن أمور الخلق بيد الخالق، وأؤمن بالحديث الشريف (كذب المنجمون ولو صدقوا)، واستدل على ما ذهبت اليه بأن كل تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية حول (أمطار وعواصف متوقعة بالخرطوم يوم الاثنين) كانت (زوبعة في فنجان) التوقع ليس إلا.