ما بين الفينة والأخرى.. والسطر والآخر.. هناك بين صفحات الكتب القديمة كانت البداية.. فكرة قديمة.. ولدت من بين حطام المعاني.. وبقايا التعاريف.. نشأت في قاع وجدان الحرف.. ونمت مع فتات النصوص.. فكرة لمعت كآخر ضوء للإبداع.. وما تبقى من أمل الرؤية.. كأنما هناك نص مفقود في كتاب التاريخ البالي.. وصفحات ممزقة مجهولة في تعريف الهوية والقضية.. فماذا إذا صرنا ماضٍ.. ليس الآن ولا غداً.. ولكن الأمس البعيد.. الذي انطوت وريقاته وجفت منابع حروفه.. وتيبست أفعاله.. حتى صرنا نحن أفعالاً.. تنصب وتفتح.. وتضم.. ماذا إذا أصبحنا ما بين لمحة ولحظة قصة من الماضي تروى.. ولسنا بأبطال ولا أعلام ولا نملك ما يشرح لماذا كنا القصة؟.. وليس هناك حتى من يروي.. سيبقى التاريخ دوماً موجوداً.. سيكون هو الحاضر الذي نعيشه والماضي الذي عشناه.. وأيضاً المستقبل الذي سوف يكون.. وسنظل نحن الماضي والفكرة.. والموضوع.. وسيكون الحبر كما كان دائماً أسود.. حتى مع اختراع الألوان.. وستكون الفكرة دوماً بداية والحياة لحظة.. وسوف تأتي النهاية كما بدأت أول مرة قصة.. ولكن يمكن أن يكون هناك من يجلس خلف الشمس وليس له ظل.. ماذا لو أصبحت بدل فكرة واقعاً ووجوداً.. ولم تنسَ في زحمة المعاني.. وتضيع بين أبواب الصرف.. ماذا لو كنت النجم الألمع.. والضوء الأسطع .. كنت الماضي والحاضر.. والمستقبل الأوحد.. كنت التاريخ.. كنت بداية كل قصة وبطل كل راوية.. صاحب النص الكامل والإبداع والمعنى.. ويمكن أن تكون أنت الصفحات البيضاء في التاريخ.. والمستقبل الواعد للهوية.. بل يمكن أن تكون أنت القضية! رغم أن هناك حقيقة لا يمكن أن ننساها.. أن كل الأبعاد الثلاثية لها ظل.. والشمس تفضح تفاصيل الأبعاد.. وترمي الظل ولا يوجد من يجلس خلف الشمس.. إذن كلنا ماضي.. وسيبقى النص الأخير دائماً غير مكتمل.. والإمضاء غير موجود.. والكتاب لن يصل الطبع.. وصاحب القرار هو القدر.. اللهم إني أؤمن بالقضاء والقدر. كلمة حق: أبو عركي البخيت.. نجم لمع في الماضي.. ويلمع في حاضر الأغنيات الخالدة.. وسيظل دوماً براقاً.. فالذهب لا يصدأ.. فهو فنان مبدع كما كان ماضياً وسيظل.. وسيكون بعداً ثابتاً ووتراً صلباً.. ونوتة عبقرية في وجدان اللحن.. سيكون هو فنان الحقيقة.. والحرية.. والكلمة الخالدة.. سيكون دوماً بلورة تلمع بقوة لتشع البهجة.. والفرح اللامنتاهي.