الغرب يبني سياساته على أسس من المصالح الإقتصادية.. هذه معلومة بالضرورة، وعلى رأس هذا الغرب تقف الولاياتالمتحدة كأكبر قوة عسكرية واقتصادية في العالم، واستناداً على ذلك فإن ساسة وقادة أمريكا لا يعرفون ولا يدركون، وغير مستعدين لسماع أي حديث يمكن أو يسعى لتعديل هذه الفكرة.. مصالحها فوق مصالح الجميع، تبلغها إينما كانت وكيفما كانت.. تموت الشعوب.. يشردون.. يطردون من أراضيهم وأوطانهم وديارهم.. هذا لا يهم.. المهم بلوغ الغايات وحتى المصالح، وهذا بالضبط ما يجري في العالم.. وهذه هي أساسيات السياسة الجارية الأمريكية.. الشركات الكبرى، بيوت المال.. اللوبي الصهيوني.. أما الشعب الأمريكي الذي يمكن أن يشعر بآلام الآخرين ويقدر إنسانيتهم.. لا يعلم شيئاً عما يجري على يد الإدارات الأمريكية في فيتنام، اليابان، ألمانيا النازية، فلسطين والعراق، وأفغانستان والصومال والسودان!! أقدم صحافية في البيت الأبيض وتبلغ من العمر ثمانين عاماً، عبرت عن مشاعرها تجاه العدوان الإسرائيلي على باخرة الحرية وقتل تسعة من المسلمين، فقامت عليها الدنيا ولم تقعد.. وأرغموها على الإعتذار على ما قالت، وطردت من البيت الأبيض في عملية إرهابية مفضوحة، في بلد الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان- حسبما يزعمون- مديرة الشرق الأوسط في القناة الأمريكية CNN دونت في موقعها الخاص مقالاً عن المرحوم محمد حسين فضل الله( حزب الله اللبناني)، عندما انتقل الى جوار ربه.. فكان مصيرها الفصل من الخدمة، في انتهاك صريح لحقوق إنسان عبر عن مشاعره الحقيقية لوفاة هذا الرجل.. قبل أسبوع واحد مضى، أجاز مجلس النواب الفرنسي قراراً بمنع المسلمات من لبس البرقع في الشارع العام، وفرضت غرامة كبيرة على كل مسلمة تلبس الحجاب!! في موقف أقل ما يمكن أن يوصف به أنه انتهاك صريح لخصوصية الإنسان فيما يلبس.. وهو لباس للمرأة المسلمة التي اختارته ولم يفرض عليها!! فإين الحريات، وأين الحقوق في كل ذلك؟ بينما الفرنسيون وفي مقدمتهم رئيسهم ساركوزي قدموا الدعوة للسودانية لبنى عندما بلغتهم الشائعة بأن المحكمة قد جلدتها لأنها ارتدت البنطال، ونحن نعلم ماحدث بالتفصيل.. فإي تناقض هذا الذي تعيشه هذه الدول وهؤلاء الحكام وإعلامهم المضلل الكاذب!؟ الإعلام الغربي يصف المؤتمر الوطني عندما يذكر في نشرات الأخبار بالحزب الحاكم أو حزب البشير، بينما الذي يحكم السودان حكومة وحدة وطنية، وهناك شريك كبير يقاسم المؤتمر الوطني مستويات الحكم في الشمال، وينفرد بحكم الجنوب، وذلك إمعاناً من واضعي السياسة الإعلامية الغربية بإلصاق كل عمل سالب للمؤتمر الوطني تحديداً.. كذلك يصفون الإستفتاء كأنه نهاية الدنيا وتاريخ(استقلال الجنوب)، وليس حق تقرير المصير كما هو مدون في الإتفاقيات والوثائق، ويصفون الجنوب بأنه مخزون استراتيجي من احتياطيات البترول.. الذي هو الهدف الأول للشركات متعددة الجنسيات، التي يسيل لعابها على بترول السودان، وينتظرون موعد الاستفتاء بفارغ الصبر حتى يتم الإنفصال، فيهجمون على الذهب الأسود الذي يملأ باطن أرض الجنوب، فينهبونه قبل أن يستفيق إنسان الجنوب، أو إنسان السودان في حال التصويت لخيار الوحدة. جوبايدن نائب أوباما.. وسكوت غرايشن المبعوث الخاص أدليا بتصريحات سلبية حول الاستفتاء.. وقال بايدن:(نحن نريد استفتاء حراً ونزيهاً)، وأبدى مخاوفه بناء على تقارير لمنظمات إغاثية-(كارثية)-من عودة الحكومة إلى خيار الحرب في حال التصويت للإنفصال.. برغم أن تصريحات الرئيس البشير وقناعات كل القيادات السياسية بالمؤتمر الوطني، الشعبي، الشيوعي، الأمة، الاتحادي الديمقراطي كلها تتحدث عن احترام رأي وخيار أهل الجنوب أياً كان وحدة أو انفصالاً.. وهذه التصريحات تعد تدخلاً في الشئون الداخلية للسودان، ما كان ينبغي أن تترك هكذا دون ردود قوية توقف مثل هذه الرسائل السلبية لمواطن الجنوب.