والأيام والأحداث بمحتواها.. والجمعة من الأيام المشهودة في حياتنا هي دعوة لأن نجعلها بعضاً من أوقات التجلي والتفكر.. ننظر فيها جملة ما أنجزنا وما أخفقنا فيه في الأسبوع خاصة إن كنا في موضع تقديم خدمة عامة أو مطلب حيوي مهم.. لنسأل فيها أنفسنا ماذا كان المطلوب وما هي حصيلة ما تم.. عموماً لجمهور العاملين بالمؤسسات الحكومية والذين هم الأيدي الخدمية للمواطنين.. والأيدي التنفيذية للحكومة.. كيف ينجز هذا الجمهور مهامه الجسام أو قل كيف تتجسد الوحدة الواحدة في هذا الجمهور كمثال الموظف.. فهل هو نموذج للانضباط والأداء والأيام بالعمل حتى تكتمل عبر تروسه دوائر الإنتاج العليا.. أم أنه مجرد «آلة» تمضي الوقت المحدد للعمل في حوى المواقع لا أكثر ولا أقل.. ولا أظن أن التربية على قيم العمل تأتي بالغرض أو بالجدولة أفعل هذا ولا تفعل ذلك.. كثيراً ما أجد عند البعض من العاملين القول الذي يدعم نظرية أنهم «مجرد أداة» يسلمون أنفسهم للمنظومة داخل العمل على أمل أن تملي عليهم كل ما يجب فعله وليس في ذلك خطأ أو إجحاف ولكن أن تقتل كل وحدة من هذا الجمهور روح المبادرة والإقدام وتستكين للحرفية المطلقة.. فإن ذلك يؤدي حقيقة إلى أن يكون الأمر مجرد حضور وانصراف للبعض.. ومن الطرائف التي يحكيها «عبدو الموظف» أنه كان يحضر باكراً للعمل إيماناً بنظرية أنه «موظف مأمور غير مبتكر».. قبل كل البقية.. ويبقى في الموقع إلى أن يخرج كل العاملين وهو يعتقد أنه الأجدى بينهم.. وكان يسمي مهمة «اعداده لصحن البوش للفطور..» واجب الدولة.. حيث يقوم بجمع مشاركة «جماعة الصحن» ويذهب «لتزبيط البوش».. وعندما يسألونه «وين كنت..».. بكل جرأة يقول إنه كان يؤدي واجب الدولة.. فأمثال «عبدو هذا» كثر.. إن جلسوا لأنفسهم يوم الجمعة وجدوا حصيلتهم في الأسبوع «إعداد خمسة صحون بوش.. عمل خمس عشرة مرة تحضير للشاي».. والنتيجة الأصلية للأداء العام «زيرو».. أو كما تقول صديقتي.. «بِقْ زيرو» آخر الكلام: الجمعة الزينة فرصة لإعادة النظر في برنامج الماضي على أمل أن نبدأ أسبوعاً جديداً بروح جديدة ونفس جديد «لنج».. وجمعتكم زينة.. «آها فطوركم شنو؟». مع محبتي للجميع