ü مقتل خليل إبراهيم خطف كل الأضواء و«تسيد» الخبر المشهد السياسي والصحفي وضاعت كل الأخبار والأحداث في الزحام وتحت غبار المعركة الكثيف، ومن بين هذه الأخبار تصريحات الإمام الصادق المهدي وهجومه الكثيف على المعارضة!! ü المذيع في برنامج «خطوط عريضة» في تلفزيون السودان حاول تلمس صدى هذه التصريحات وهو يسأل الزميل الصحفي د. ياسر محجوب حول مواقف الإمام، إلا أن الأخير لم يتردد في وصف مواقف الصادق بأنها «رمادية» ولا يعول عليها كثيراً في العمل السياسي الذي يحتاج لربط القول بالعمل!! ü ياسر ربما أصاب كبد الحقيقة وهو يقلب بذاكرته في محطات زعيم مثل الصادق المهدي له تاريخه وكسبه السياسي. وهي محطات متقلبة ولا تثبت على قرار، قد يقول قائل هي السياسة أو المشي في رمال متحركة والقصة ليست تنطبق «حصرياً» على المهدي وحده. ü ولكن هل يقنع مثل هذا المسلك الجمهور العريض الذي يتابع ويرى ويحلل، وهل يجد مثل قول الصادق المهدي وهو يحتفل بعيد ميلاده، فمن ناحية ينتقد حكومة القاعدة العريضة وبجواره ابنه مساعد رئيس الجمهورية الذي يحتل منصباً مرموقاً داخل حكومة عريضة تضم أكثر من «14 حزباً»، ومن الناحية الأخرى ينتقد الصادق المهدي قوى الإجماع ويقول إن التسمية لم تعد تنطبق على الواقع.. وبعض هذه العناصر تحركها عوامل ذاتية فترفع شعارات تقفز بها على المرحلة. ينتقد الصادق المهدي قوى الإجماع وبجواره ابنته مريم الصادق التي تحتل موقعاً متقدماً داخل هذا الكيان الذي يهاجمه والدها بكل هذه الشدة وهذه القساوة، وهو في ذات الوقت رئيس حزب الأمة!! إذن لم يبتعد د. ياسر وهو من صحفيي الجيل الحديث، والذي لم يعاصر الصادق المهدي أيام الديمقراطيات السابقة ولكنه التاريخ والزمن الذي يسجل ويرصد كل شيء.. الآن الجيل الحديث يحاكم مواقف زعماء الجيل القديم ويقول إن مثل هذه المنطلقات رمادية!!.. وكلنا نعرف ماذا تعني كلمة «الرماد» في الأدب السوداني اليومي!! الصادق المهدي سوداني أصيل وأحسن من يجيد توظيف المثل السوداني لتحليل المواقف السياسية، فأنا لو كنت في ذات الكرسي الذي جلس عليه د. ياسر محجوب، كنت سأكتفي بترديد المثل الذي يقول «كراع في المركب وكراع في الطوف». وما أكثر مثل هذه المواقف هذه الأيام، فالصادق المهدي ليس وحده ولكنه زعيم!!