غيمات تحمل غيمات.. وتتعاون في حنو جميل .. لتقطع الطريق على الشعاعات الذهبية من التسلل إلى الخضراء .. كما هو حال الأغصان المتراقصة تحمل وريقاتها لتشكل ما تشتهيه من أشكال الظل وكل خيال يستمتع بما يرسمه من خطوط متداخلة ما بين اللون الضبابي ورقراق الشمس... المقدرة على إدراك التفصيل المكمل للأساسي نوع من الإبداع النادر.. رغم إحساسنا المكتسب من إهمال الكماليات على حساب الأولويات ولكن تبقى الكماليات أساسيات الجمال وكمال اللوحة.. فليس في الحياة ما يمكن أن تهمله فكل مهمل قيم في ركن آخر من أركان التفاصيل.. وكل متروك منسي.. تافه بالنسبة إلى منطق ما.. أو فكرة.. ربما يكون الأفضل والأهم إلى اعتقادات أخرى.. الميزان.. العدالة المطلقة.. حرية التفكير والتطبيق.. الحياة كلها ممرات تبدأ مع الصرخة الأولى لحياة العقل والشهقة الأولى للوعي والنبض الأول للإدراك.. وتنتهي مع حدود الممكن واحتمال الأمل.. والزفرة الأخيرة لآخر شعاع من فكرة ربما تموت قبل أن تولد.. أو في لحظة يأس من تحقق بعض أحلام الفرح.. ولكن يبقى هناك الحق الأسمى.. حق الحياة.. الحق الكامل في أن تفتح رئتيك للهواء ليدخل ويترفع صدر الممكن.. وتنتفخ أوداج الاحتمال ولو كان بصيصاً من ضوء فهو يكفي لكي تبدأ رحلة الخروج من الشرنقة والطيران لأبعد من الممكن.. والنظر إلى القمم العالية بتحدٍ ورجاء رغم ضعف الجناح وبعد المرام. لحظة واجبة: ما حدث على خريطة الأحداث في أرض جامعة الخرطوم.. الجامعة التي كان التمني للانتماء لها أصيلاً في أحلام كل العقول وهي تنهم من المعلومة وترهق الحروف.. وتقتل المداد حتى تنال هذا الشرف.. ما حدث أمر يجبر على الوقوف.. بل يجبر كل صاحب فكرة على التمعن في مثل هذه الأحداث التي نتيجتها أن تكون فتيات بلا رقيب أو حواجز من سكان الليل ورياحه.. حقيقة أن اهتمامات الطلاب أصبحت ذات منظور مختلف.. ربما هي سرعة الإيقاع والتفصيل المكمل كما ذكرت سابقاً.. ولكن حتى المهمل لديه قاعدة وكل بداية لابد أن يسبقها تفكير.. وخطة.. وكل خطوة لابد أن تكون لها ما بعدها. والمسؤولية هنا تقع على اللا وعي.. والأكبر والأقدر على تحمل الألم.. وصاحب القرار هو من عليه أن يكظم الغيظ.. وليس الفراشات ذات الأجنحة الرقيقة.. ما حدث يجب أن يجد الصدر الرحب.. والنظرة الواسعة.. وأن يكون هناك ما بين الكتاب والمعلومة.. والسلطة والإدارة هارمونيكا للحوار.. حتى نرتقي إلى سلوك الحضارة.. وهذا رجاء لكل من لديه الشجاعة لتحمل المسؤولية.. مسؤولية فتيات على الرصيف في منتصف الليل.