ليس من باب الإطراء ولا الثناء ولا النرجسية لهذا القلم بأن مداده صار صوتاً يسمعه من نوجه له الحديث إنابة عن الغلابى والمظلومين وأصحاب الحاجات، ليس من هذا الباب أقول إنني احتفيت بدعوة السيد معتمد الخرطوم الأستاذ عمر نمر لشخصي إلى مكتبه أمس، حيث أعلمني الإخوة في مكتبه أنه قد طلب أن يحددوا لي موعداً لمقابلته في الثانية عشرة من نهار الأمس، لأن لديه مايريد أن يقوله لي رداً على مقالين كتبتهما بمداد الإنسانية لأصحاب مظالم من المهددين بإزالة أكشاكهم.. وأصدقكم القول أن ما سمعته عن الرجل قبل أن أقابله جعلني أكوِّن فكرة مبدئية عنه، وسيرته العطرة من ولاية النيل الأزرق جاءت تسبقه إلى محلية الخرطوم.. وبالصدق كله أقول إن بعض الناس تعرفهم من سيماهم والرجل يستقبلني هاشاً باشاً مبدداً عتمة «الطنقعة» التي يمارسها بعض المسؤولين الذين يظنون أن وظائفهم هي أهم من الشعب الذي يدفع الضرائب ويربط الأحزمة لتتوفر لهم المرتبات والنثريات والبدلات.. المهم أن الأخ عمر أكد لي في بداية حديثه الذي شهده وشهد عليه الأخوان الأستاذ شريف أحمد الأمين وإسماعيل عبد الله من المكتب الإعلامي، أنه جاء المعتمدية وهو ينوي أن يضع حداً للكثير من معاناة مواطنيها، وأخبرني أنه التزم وسيلتزم لمن يرغب من التجار في توفير السلع الضرورية من مراكزها دون وسيط لتباع للمواطن بهامش ربح قليل.. وقال لي إنه مهموم بالمعاشيين ولديه الكثير الذي سيفصح عنه في الأيام القادمة مما سيعود عليهم خيراً ورزقاً وسنداً. أما بخصوص الأكشاك قال لي إن هناك من هو غير مستحق ولايحمل أي صك أحقية، لكنه ملتزم ألا يزيل كشكاً صاحبه يحمل إثباتاً.. وأن ما سيقوم به هو توفيق لأوضاعهم ووضع هذه الأكشاك داخل مجمعات أسواق بصورة حضارية وراقية.. وحدثني الأخ عمر كيف أنه مهموم بأن تكون محلية الخرطوم مثالاً للنظافة والجمال، وأنه اجتمع ببعض اللجان الشعبية ووجه أن تكون العوائد المحصلة من المواطنين موجهة مباشرة لخدمة وترقية الأحياء بواسطة هذه اللجان.. وللأمانة وأنا استمع للرجل وهو يتحدث بتفاؤل عالي الإيقاع ونشاط وحماس، قلت في نفسي والله لو وجدنا أكثر من مسؤول يفهمنا ويفهمنا لطلعنا من حفرة البيروقراطية والرتابة والفشل الذريع.. عموماً استمعت للأخ عمر وأنا في انتظار إنجاز ما وعد به لمحليته، فإن أوفى صفقنا له وأشدنا، وإن أخفق ونام على الخط، فعندها أرجو أن يعذرنا.. وحتى ذاك الوقت دعوني أهنئ أهل الخرطوم بمعتمدهم القادم بنمرة خمسة!! كلمة عزيزة: يا اخوانا الحاصل شنو البلد كلها بقت متسولين ولو وقفت في أي إشارة معناها دقست واتملصت!! كلمة أعز: غداً أحدثكم عن السياحة في بلادنا المافي زول شغال بيها رغم أنه عندها وزير اتحادي و وزير دولة !!