24 ساعة تفصلنا عن العام الميلادي الجديد 2012م كل شعوب الدنيا تحتفل بمطلع العام الجديد وأعياد رأس السنة بصورة صاخبة!! نحن جزء من هذا العالم ومع ذلك نحن الأقل اهتماماً بمثل هذه الأعياد، وإعلانات حفلات رأس السنة التي تملأ شوارع العاصمة هي استثناء ولا تمثل كل جموع أهل السودان والذين أجزم بأن 9.99% منهم تمر عليهم هذه الاحتفالية مرور الكرام بل يأتي هذا اليوم ويجد العقرب «تنتح في نتحها»! لا شيء يتغيّر!! لا شيء يتجدّد«الحال ياهو نفس الحال» ليس هذا تشاؤماً ولكنها «الواقعية» أو الفيزيائية!! كما يقول صديقي «أمين» وهذه فرصة لأرسل له تحية وهو بعيد عنّا في الأصقاع البعيدة وربما يحتفل في «عالمه الجديد» برأس سنة أحلى وأنضر!! والواقعية التي أراها هي التي قالها فنان السودان الأول محمد وردي بإحدى الصحف ليس هذا السودان الذي غنيت له اليوم نرفع راية استقلالنا!! فالسودان لم يعد هو المليون ميل مربع. انشطر لنصفين!! وكل شطر يُعاني ما يٌعاني من ويلات عدم الاستقرار واشتعال الحروب !! كيف نحتفل بالعام الجديد والفقر يُحاصر النّاس ويتمدّد والمرض ينهش في الأجساد ويتسيّد!! ما الذي حدث في حياة النّاس؟ وماذا أضافت لهم السنوات العجاف!! دعونا نحتفل برأس السنة ونذهب في زيارة للأرياف البعيدة فلنأخذ الولاية الشمالية ومعها ولاية نهر النيل!! أدخل أي قرية هناك ستجد أن الآلاف قد هجروها ورحلوا للخرطوم والمنافي البعيدة ولم يتركوا وراءهم سوى صدى أغنية حمد الريح أحبابنا أهل الهوى رحلوا وما تركوا أثراً!! هل تكفي هذه الصورة للاحتفال هناك برأس السنة!! حسناً ودعونا نسافر إلى الجزيرة ونحتفل مع الأهل هناك برأس السنة ترى كيف يكون الحال إذا اسمعتهم مقطعاً من النشيد القديم «في الجزيرة نزرع قطنا نزرع نتيرب نحقق أملنا»؟ لا حاجة للتعليق والآن دعونا نذهب للاحتفال برأس السنة على شاطئ البحر الأحمر ونسأل النّاس هناك أين سودان لاين؟ وأين الجيش الجرار من بحارة السودان؟ وأين الناس من المطلب القديم بحل مشكلة مياه بورتسودان المزمنة وحل مشكلة الفقر والمرض المستوطنين هناك؟ أما إذا أردت الاحتفال برأس السنة في دارفور أو جنوب كردفان أو النيل الأزرق فإن للحكاية «حكاية» ومع ذلك دعونا نتفاءل ونقول كل عام وأنتم بخير!!