الكمدة بالرمدة: أمير أحمد السيد الأطفال فلذات الأكباد الحاضر الجميل والمستقبل المشرق، شباب الغد الذين يعتمد عليهم الوطن غداً في بنائه ونهضته وسلامته، يتعرض هؤلاء الأطفال في زمان الفضائيات للغزو الفكري ،الثقافي ومشاهد العنف والدموية التي وصلت إلى الفضاء واكتشاف عالم جديد وسكان جدد لشن الحروب عليهم بآلية حربية جديدة، إلى المشاهد العاطفية والحميمية الفاضحة التي تؤثر في سلوك الطفل الجنسي وقد تؤدي للإنحراف كتلك التي نشهدها في مسلسل (باباي) على إحدى فضائيات الأطفال، وتقوم تلك الفضائيات باستخدام الكثير من عوامل الجذب للأطفال، وأهم تلك العوامل العنف الذي جعل أطفالنا في حالة محاكاة دائمة لذلك العنف وتقليد شخصيات كسوبرمان وبات مان في القفز من أعلى. إضافة إلى الرسائل الخفية داخل أفلام الكرتون ومثال لذلك الأفكار الصهيونية المغلفة داخل جملة أو تصرف والإساءة للعرب وأحياناً للدين الإسلامي، يبث كل ذلك في فضائيات الأطفال بأسلوب ناعم ورقيق وجميل لكنه خبيث وله مضمون يعرفه جيداً من يسوقون لهذه الأفكار وسط أطفالنا. لقد ظللنا ولسنوات طويلة نتساءل هل اندثرت قيم الفضيلة والخير في دراما الطفل؟.. وهل تلك القنوات تسرق طفولة أطفالنا؟.. وأين الدولة من ذلك الواقع المرير لشريحة من المفترض أنها أمل هذه الأمة ومستقبلها؟.. ولماذا لم تقدم الدولة المتخصصة في فضائيات المنوعات، على عمل فضائية للأطفال لتنشر وسطهم قيم الخير والحق والفضيلة وعاداتنا وتقاليدنا السمحة والمستوحاة من ديننا الحنيف؟.. أم أن الدولة تعلنها صراحة أن هذه الشريحة ليست من أولوياتها؟ كل تلك التساؤلات تجول بخاطري حين اتصل بي الأستاذ المبدع معتصم الجعيلي ودعاني لاجتماع حضره إخوة أعزاء ليعلن لنا عن عزمه على قيام فضائية جديدة خاصة بالأطفال باسم (سودانيا)، واستعرض لنا الرجل عدداً من الأعمال التي قام بصناعتها وتجهيزها من أجل هذا العمل بمشاركة مجموعة من الشباب الذي اعتبره عملاً كبيراً وعملاقاً، حقيقة لم تصبني الدهشة وأنا أشاهد تلك الأعمال، فأنا أعلم تماماً مثل غيري أن الأستاذ معتصم الجعيلي رجل مبدع وخلاق في مجال الأطفال، ويكفيه شرفاً الجائزة التي حصل عليها في (بلطية بنت النيل) لكن يتضح لنا تماماً أنه مشروع كبير ومن أجل أطفال هذا البلد الذين هم أمل المستقبل المرتجى لوطن نحلم بأن يكون من أعظم الأوطان، وذلك لا يتأتى إلا عبر رجاله، إذن دعونا ندعم هذا المشرع ونقف معه لنحقق الحلم، دعونا نوقد شمعة وسط هذا الظلام الدامس، دعونا نبني أمة فالأمم تبنى بأيدي أبنائها. كمدة: كتابات الزميل الحبيب محمد إبراهيم بصحيفة فنون، كتابات واعية ينتقي فيها مفرداته بعناية فائقة، وهذا هو شباب الصحافة الفنية الجديد يا أبو... وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون. كمدة أخيرة: وانتبهنا بعد ما زال الرحيق وأفقنا ليت إنا لا نفيق يقظة طاحت بأحلام الكرى وتولى الليل والليل صديق وإذا النور نذير طالع وإذا الفجر مطل كالحريق وإذا الدنيا كما نعرفها وإذا الأحباب كل في طريق رحم الله د. إبراهيم ناجي، ورحم الله سيدة الغناء العربي أم كلثوم، ويا خوفي أن تكون كل الأشياء أطلال.. السياسة.. الرياضة.. الفنون.. وحتى الحب يباع ويشترى في سوق الله أكبر واللي ما يشتري يتفرج.