كثر الحديث واقيمت الندوات والسمنارات التي تناولت العنف الطلابي في مرحلة التسعينيات ومنتصف الالفية الثالث وكان أي ظاهرة العنف هذه مخاض طبيعي لممارسة تجربة العمل السياسي الذي يجد مناخ الجامعات أكثر مناسبة له من الشارع العام خاصة في فترة حظر العمل السياسي الحزبي في مرحلة ما.. من مراحل نظام الانقاذ الثوري ما قادني للحديث عن هذه الظاهرة السياسية الاجتماعية الطلابية اغلاق جامعة الخرطوم وتعليق الدراسة إلى أجل غير مسمى كما يعلن دائماً عن كل قرار بتعليق الدراسة بأي جامعة. واضح أن إغلاق الجامعة كان يعني إغلاق الباب أمام كل حركة عنف طلابي.. فالعنف كالنار سريع الاشتعال والتمدد وحرائقه تفرز دائماً أوضاعاً مأساوية. فقد اتصل بي هاتفياً الأستاذ النيل الفاضل القيادي الطلابي المعروف وأمين أمانة الإعلام بالاتحاد العام للطلاب السودانيين.. تحدثنا عن أعياد الاستقلال وعن مشاركة الأحزاب في الحكومة الحالية.. وعن العنف الطلابي.. ذكر لي (النيل) أن اتحاد الطلاب في طريقه لاطلاق المبادرة الطلابية لنبذ العنف.. سيتم من خلالها طرح ميثاق شرف يفترض أن يطور العمل السياسي من خلال الجامعات. طبعاً الهدف كبير بقدر طموح هؤلاء الشباب.. النيل الفاضل يرى أن المبادرة ستطور العمل السياسي بالسودان من خلال الجامعات!! وهو متفائل بأن هذه الأماني العريضة أطلقت على مستوى الشبكة العنكبوتية ووجدت تجاوباً على مستوى الطلاب «العاديين» على حدتعبيره.. و.. و.. الأحلام عريضة عزيزي النيل.. وعندما تتحدث عن العنف الطلابي والذي دائماً وراء كما هو معلوم أجندة حزبية خارج حوش الجامعة.. ظاهرة العنف الطلابي ارتبطت بظاهرة الاحتفالات السياسية داخل الأحزاب وداخل القبيلة وداخل الجهة وهذا أمر ظهر حديثاً وأرتبط ارتباطاً عضوياً بظاهرة العنف الطلابي.. - أقول هذا وأمامي مشهد من تكتلات وتجمعات وتنظيمات تدعى الممارسة السياسية وماهي الا احتجاجات جهوية أو قبلية.. وأمامكم بعض من حركات دارفور أن لم يكن معظمها التي تنطلق من منطلقات عنصرية.. تسيطر عليها قبيلة معينة بل أن أجندة بعضها تحلق نحو الانفصال بالإقليم!! بل وأنظروا إلى الانقسامات داخل المؤتمر الوطني نفسه بالولايات.. بعض الاحتجاجات تتبع من اتهام أن القيادي زيد أو عبيد أجندته جهوية أو قبلية!! - مصيبة العنف بالجامعات انه حمال أوجه سياسية متعددة.. أذ نراه أخرى إلى وهو بدايته لا توجد الا في مجتمعات «يادوب» قد بدأت أن تتحلق داخل رحمها بدايات تعتبر نقطة للانطلاق والسير في طريق الحضارة التي مطلوب أن تعبعدها عقول مستنيرة تنير الطريق للقافلة القادمة.. - الحل الآتي والمطلوب حتى نعبر نفق العودة لمربع الممارسة السياسية الأول.. هو التنمية السريعة بالولايات وأولوياتها التعليم والاتجاه نحو تأسيس جامعات كبرى داخل الولايات.. فالافضل للطلاب خلق التغيير الايجابي داخل مجتمعاتهم وهم قادرون على ذلك من خلال العمل النقابي والطوعي بل والسياسي داخل تنظيماتهم بدلاً من القفز بالزانة نحو إسقاط النظام السياسي.. والذي سيمتطيه بالتأكيد وعمادهم السياسيون لتحقيق طموحاتهم الشخصية نحو الحكم الكرسي والسلطة.. هذا الساحرة.. التي رفضتها الجبال والأرض ورتضاها الإنسان. أنه كان ظلوماً جهولاً.. ظلوماً لنفسه وبالتأكيد من يظلم نفسه يظلم غيره.. وجهولاء بالعواقب.. اللهم أجعلنا من المظلومين ولا تجعلنا ظالمين. ü الصباح الجديد وأنا أطالع مجلة الصباح الجديد لصاحب امتيازها ورئيس تحريرها ومحررها الأوحد الصحافي الكبير والشاعر العظيم حسين عثمان منصور رحمة الله.. وبصورة جديدة غير مطروحة يتحدث بأخيرة العدد الثاني من العام أربعين.. يخاطب (العملاق وردي) في رسالة تقول لماذا لا تغني بلهجة أهلك الكنوز؟ ويقول له نأمل أن تستجيب لأمنية (مليون ونصف) من الكنوز يحملون جذور سبعة آلاف عام داخلهم.. ليس ترضيه لهم أو جبزا لخواطرهم.. دائماً تكون حنجرتكم الذهبية تستحق سلاسة مفرداتنا وسهولة الفاظنا وستكون منهلاً عذباً ومعيناً لا ينضب للاجيال القادمة. ü ذكرني حديث الراحل المقيم حسن منصور والتي لو، اتفقت أو اختلفت معه لا تملك الا الاعجاب به.. ذكرني حديثه بحديث الصديق الدكتور (اليسع) عبد القادر المبارك بأن أهله الكواهلة هم أكبر قبيلة سكانية في السودان..! حتى الدكاترة ولادة الهناء.. انزلقوا وساهموا في تزكية أتون الجهويات والقبليات1! ü بوح سياسي:- لشاعر الأغنية الوطنية حسن عثمان منصور روائع شكلت وجدان أجيال أمتنا السودانية العظيمة.. بلادي أنت فاتنتي سلاما سلام متيم بك مستهاما سلام فيه تبريح وشوق وشوق الحر تعشقه النداما كل عيد استقلال وكل عيد رأس سنة والأمة السودانية بألف عافية وسلام..