وصفت مستشار رئيس الجمهورية الأستاذة رجاء حسن خليفة مجيء ثورة الإنقاذ في العام (1989) بأنه الربيع العربي السوداني، الذي طالما ترقبه الشعب، نتاج الحالة السياسية التي كان يعيشها قبل الإنقاذ.. وقالت إنه مارس التمرد على أعتى الديكتاتوريات، وأطاح بها وأتى بحكم ديمقراطي مرتين، والمرة الثالثة عندما قبل الشعب السوداني بالإنقاذ، وهذا هو الربيع الثالث، وأشارت الى أن التفاوض مع القوى السياسية بغرض إشراكها بدأ قبل مجيء ثورات الربيع العربي، وأكدت أنه ليس هناك ما يجبر الوطني على إشراك بقية الأحزاب.. مشيرة الى أن إشراك القوى السياسية واجب ومرحلة تقتضيها الظروف السياسية الحالية، وإذا تكاملت عوامل الإطاحة بالنظام والثورة الشعبية، لا يعفى هذا أو ذاك، والوطني يعمل بقاعدة أن الله يرزق من يشاء، واصفة اشراك القوى السياسية بالعمل الرشيد، الذي يمتص حالات الإحتقان، ويفند ادعاءات التهميش التي يروج لها البعض، وقطعت بأن مقولة (المستشار الذي لايشار) لا تنطبق عليها.. وقالت هناك أنشطة سياسية لا تكون معلومة للآخرين، وأبانت الكثير المثير حول توليها المنصب، ودور المرأة داخل الحزب والتحديات التي تواجهها في مجال تفعيل قانون حماية المرأة والطفل، في ظل تنامي معدلات اغتصاب الأطفال، إفادات خاصة مع بدايات العام الجديد ل(آخر لحظة) .. فإلى مضابط الحوار .. المؤتمر الوطني كان مجبراً للتنازل للمعارضة بنسبة 70% من المقاعد تخوفاً من انتقال الربيع العربي ماتعليقك؟ المؤتمر الوطني جاء بتصويت كبير جداً من المجتمع السوداني في الانتخابات، واعتقد أنه عندما بدأ الحوار مع القوى السياسية والنقاش معها للمشاركة، ساعتها لم تتكامل صور الربيع العربي المسمى الآن، وحتى مصطلح الربيع العربي لا يخلو من ظلال.. نحن في السودان مارسنا الثورات الشعبية والشعب السوداني مارس التمرد على أعتى الديكتاتوريات، وأطاح بها وأتى بحكم ديمقراطي مرتين، والمرة الثالثة عندما قبل الشعب السوداني بالإنقاذ، وكان يترقب مجيئها من الحالة السياسية التي كان يعيشها، هذا هو الربيع الثالث.. وبالتالي هو أتى من المسئولية الوطنية التي ترمي لاشراك القوى السياسية عن قرب، ونحن نريد أن نرسل رسالة هي.. إن قانون الإنتخابات صيغ بمشاركة كل الأحزاب السياسية الأخرى، إلا أنها لم تحرز نتائج تتناسب مع تاريخها ، ومع غيره من المستوى الوطني وهوآثر اشراك الآخرين من الأحزاب في دفة البلاد كمسؤليه وطنيه وكواجب مرحلة لكن ليس هناك مايجبره .. ثم ثانياً عوامل الربيع والثورة الشعبية للإطاحة، إذا تكاملت لا يعفي هذا أو ذاك.. وفي النهاية نحن قناعتنا القاعدية العقدية في الله سبحانه وتعالى، يرزق من يشاء، لذا أنت تمارس الحكم بطهر ونقاء وتجتهد لتخدم شعبك. وصول الإسلاميين للمناصب العليا في الهيكل التنفيذي جاء بموازنات الجهوية والولاء السياسي، ويصب في أجندات ما تعليقك؟ اعتقد أن السودان حتى بعد انفصال الجنوب، هو قطر كالقارة وبه تنوع كبير جداً في اللغة أثني، وثقافي، واجتماعي، وغيره وبالتالي من حصافة القيادة السياسية مراعاة هذا التنوع في إدارة حكم بلد كالقارة، وكلما وجد أهل السودان أبناءهم وبناتهم في قبة البرلمان يتابعون التشريع والمراقبة اطمأنوا أكثر بأنهم يشاركون في مستقيل البلاد، وكلما رأوا أبناءهم وبناتهم في الجهاز التنفيذي على مستوى العمل في رئاسة الجمهورية وعلى مستوى العمل التنفيذي، وكلما أشركت البلاد أبناءها من كافة الاتجاهات، فشيء طبيعي أن نجد في الحكومة الوجه الذي يحمل ملامح شرق السودان، وملامح كردفان ودارفور، والشمال، والوسط، لأن هذا هو السودان، ولا اتفق معك في أن بعض الأسماء أتت بهم فقط الولاءات، لا افتكر كلهم على درجة عالية من الكفاءة، وبعد ذلك الخبرة متفاوتة من شخص لآخر، وبالتالي البعض إذا كانت خبراتهم السابقة بالممارسة والإعانة بالخبراء فقط، فأنا لن استعين بالكوادر الجديدة ، ولا اعتقد أنه في اطار الترضيات.. نعم كانت هناك تسويات خلال اتفاقية السلام ونحن لا ندفن رؤوسنا في الرمال، وإذا كان هناك مشكلة في دارفور الدولة تصدت لها، وفتحت فيها حوار، قبلت فيها بدخول أطراف من الخارج للوساطة، وأخرجت مخرجات أرى أنها كانت لمصلحة السودان، الدوحة كمثال، وقبلها تسوية الشرق، حتى الإتفاقية التي أخرجت الجنوب كدولة عقدناها بحس وطني وبمسؤلية، بإعتبار انها كانت مطلباً، ولابد من إيقاف هذه الحرب والوصول الى سلام شامل. مقولة المرأة إذا كانت فاس لا تقطع الرأس تحديات تواجهك خلال مسيرتك القادمة، خاصة في مجال المرأة والطفل ومسألة تفعيل القانون في ظل تنامي معدلات حالات اغتصاب الأطفال هل نتطلع لأدوار حاسمة؟ هو سؤال مهم.. عدنا مؤخراً من قمة البحيرات وهي مخصصة لقضايا العنف ضد المرأة والأطفال، اعتقد أولاً أن المرأة لم تخلق لتكون فأساً، فهي للبناء والنماء، ولسنا نحن في معرض الحديث عن كسرالرؤوس، نحن نبني الرؤوس بالعلم والتنمية والحنان والمودة، ولسنا في معرض التشبيه بالفأس لنكسر الرأس، لكن موضوع الإعتداء على الأطفال وتنامي حوادث الإغتصاب مسألة قبيحة، يجب أن تحاصر بصورة نهائية، ويمكن من خلال التداخل والإعلام المفتوح والكثافة في المدن كثير من العوامل التي تساعد في الحوادث وكثرتها، نحن في عالم صغير يجعل الجميع يتعرف عليها بسرعة، واعتقد أنها مسألة مزعجة، والحكاية دي محتاجة لجانبين جانب توعية مجتمعية، يقوم بها المجتمع المدني والدولة عبر وزاراتها المختصة، عبر حملات الإرشاد والتوعية والمناصرة، توعية الأمهات أنفسهن، والتوعية هي العلاج الأول، بحيث أننا من خلال التوعية نستطيع منع حدوثها، لكن عندما تحدث يكون هناك عدد من التدابير، وأعتقد أن التشريعات رادعة جداً، حيث تم تنفيذ حكم الإعدام على عدد من الذين ارتكبوا هذا الجرم، بإعتبار انها عقوبتة لا يجب أن تقل عن الإعدام، الشيء الآخر بعض الآليات التي قامت مثل وحدة حماية المرأة والطفل التي تتبع للرعاية الإجتماعية، هى مختصة في الجانب، وهناك وحدة حماية الأسرة التي تتبع للشرطة، بدأت في ولاية الخرطوم، والآن الداخلية بصدد تعميمها على الولايات، بها خط ساخن، وبها بلاغات، فيها متابعة للأسر، متابعة لبلاغات في نواحي إرشادية وتوعوية، اعتقد أنها عدد من الآليات على صعيد تفعيل التشريعات، وعلى صعيد الآليات نفسها التي يمكن أن تساعد في ذلك، يأتي دور المجتمع في التوعية والتبصير بهذه المخاطر، بحيث أننا نستطيع أن نقلل من هذا السلوك الجديد على المجتمع،، وحقيقة اقرأ في الصفحات الإجتماعية والجريمة في مجتمعنا أشياء لا تشبه مجتمعنا السوداني، حوادث غريبة تحتاج حزمة من حملات التوعية والتهدئة النفسية والوازع الديني والأخلاقي والمجتمعي، نحن في فضاءات مفتوحة وهناك ضغوط كثيرة اقتصادية ومجتمعية، ولكن المجتمع السوداني مؤهل للقيام بهذه الأدوار والدولة بآليتها الرادعة، وحول آلياتنا نحن على استعداد تام لنقدم اي دفع إن كان عبر العمل في البرلمان المتعلق بالتشريعات التي يمكن أن تتطور أكثر ونضيف اليها بعض المواد التي تكون أكثر فاعلية، أو على مستوى المساهمة في آليات الدولة التي أنشأتها عبر وحداتها المتخصصة، وحدة حماية المرأة والطفل، وغيرها، ولمست ذلك عبر وجودي في مجلس شؤون اتحاد المرأة عبر المجتمع المدني والمبادرات، التي يمكن أن تساهم في زيادة حملات التوعية هى سلسلة إجراءات يمكن تساهم في الحد من الظاهرة المستوردة والغريبة عن المجتمع السوداني.. حتى الآن في القانون لم نسمع بإعدام من تسببوا بجرائم إغتصاب الأطفال ربما حالة فقط، حيث نجدهم يبقون في الحراسات فترة بعدها يتم إطلاق سراحهم وللأسف بالقانون أيضاً؟ الآن هناك جهات منوط بها متابعة القضية، والترافع بأسماء هؤلاء الأطفال، حتى لو كان الطفل مجهولاً، وهى مجلس الطفولة، وحماية الطفولة، وحتى إتحاد المرأة يعمل على أن تظل القضية حية، ومتابعتها لأن العقوبة هى واحدة من انجع وسائل التراجع لهذه الظاهرة. توقعاتك للمرأة في العام2012؟ أنا إمرأة متفائلة، وبهذه الروح اتوقع أن يكون عام حصاد استقرار اقتصادي، رغم الظروف المعيشية الصعبة والقاسية، لكي نستفيد من مبادرات المجتمع ومن تدابير الدولة التي عملتها تجاه(قفة الملاح)، أتوقع أن يكون عام رحمة واسعة تنزل على نساء السودان الغبش الشايلين هم اليتامى والفقراء، وآليات الدولة التي استحدثتها تقلل من آثار الأزمة الإقتصادية، بجهود المجتمع ومبادراته الإقتصادية في التمويل الأصغر، وتحسين العيش الكريم، إذا فعلت كل هذه تجعل المواطن ينام وهو لايحمل هم كيس العيش، وأتوقع أن نشهد فيه بروز كوادر نسائية من قطاع الشباب يساهم بفاعلية في المجتمع والعمل المدني، خاصة وأن اتحاد المرأة اطلق وسام الإتحاد للتميز في العمل الطوعي، وبالتالي من شأنه أن يعطي دفعة في الجانب والمبادرات، بالتالي توقعاتي للعام 2012 تكون هناك فرصة أكبر لعمل اجتماعي على صعيد الحي والقرية والفريق في مجال الدعوة والإرشاد، وهي وصفة الدواء الناجعة لتخفيض حجم الإعتداء على الأطفال، وتخفيض حالات الطلاق والنزاعات داخل الأسرة، ونرفع حالات البر بالوالدين، خاصة وأننا شهدنا قبل أيام الإحتفال بمرور 14 قرناً على القرآن الكريم، لذا نتوقع فاعلية على مستوى الدعوة والدعاء لله سبحانه وتعالى، لأن الدعاء هو الذي- بفضل الله- تتراجع به كل الإشكالات.. وأخيراً أتوقع أن تساهم المرأة في استدامة السلام والطمأنينة في كل ربوع الوطن، وأن تكون كما كانت داعمة للبلد والقوات المسلحة، خاصة على مستوى جنوب كردفان والنيل الأزرق، وأن تنعم البلاد بحياة مستقرة ولا نسمع فيها طلقة ولا دانة. وفوق كل ذلك بالطبع إزاحة بعبع الغلاء نعم انا بدأت به حديثي بأن هذه المسائل تبذل وفيها مبادرات، وفيها طلب دعاء من الله سبحانه وتعالى، وبعد ذلك يكون هناك أمل من ربنا والأرزاق من ربنا، وأوجه دعوة لإعلاء قيم التكافل، وهو الذي يمكن أن يسهم لحل قضايانا، ولتقريب الفجوة بين الطبقات في المجتمع، لابد أن ندعو ونشجع بعضنا البعض على قيم التكافل ربما تكون هي المخرج من الواقع المعاش. التشكيل الوزاري وحصة المرأة هل ترين أنها عادلة ومرضية؟ بالنسبة لي تكون مرضية عندما أجد مجموعة من النساء المشاركات، واعتقد- الى حد كبير- إذا قارناها بالحكومة السابقة نجد فيها تقدماً للأمام، ولكن إذا قارناها بأحلامنا وطموحاتنا نتوقع مشاركة أكثر، وأقدم دعوة للقوى السياسية لأنها دائماً ما تنسى أن تقدم النساء في قوائمها وهى رسالة مهمة جداً، وبصورة عامة نجد النساء في الأحزاب زاهدات لا يسعين لأنفسهن ويؤثرن غيرهن، واعتقد المشاركة بالمقارنة بالحكومة السابقة لا علاقة بها، نعم فيها خطوة للأمام، لكنها دون الطموح نساء لفتن نظرك من الأحزاب الأخرى بأدائهن المتميز؟ اعتقد النساء السودانيات على مر التاريخ السياسي بمختلف خلفياتهن قدمن صوراً مشرقة من العمل الوطني المشرف، وأنا اذكر مجموعة من النساء اللائي قدن العمل الوطني وشاركن في العمل البرلماني التنفيذي، في فترة الخمسين سنة الماضية، واذكر الأستاذة نفيسه أحمد الأمين بسمتها ووقارها، واذكر سعاد الفاتح البدوي بكل حماسها وفاعليتها، وأذكر فاطمة أحمد إبراهيم بسبقها في العمل البرلماني، وفي روحها السودانية الأصيلة وغيرهن من النماذج على سبيل المثال ليس الحصر اذكر ساره نقد الله، ونهى النقر، وأميرة ابوطويلة، واذكر مجموعات من النساء لديهن مساهمات في العمل السياسي في أحزابهن ويقدمن أدواراً مشرفة. بعض ملامح من السيرة الذاتية؟ üرجاء حسن خليفة حسن (أم أحمد) وتستدرك ضاحكة أحمد ابراهيم الطاهر الصغير، وليس رئيس البرلمان، في الصف الثامن، أنا ام درمانية حتى النخاع، والتي منها أعشق كل السودان شرقاً وشمالاً وجنوباً ووسطاً وغرباً، في الأساس معلمة، مازلت اعتز بانتمائي لمهنة التدريس، درست المرحلة الثانوية والمرحلة الجامعية وحتى الآن وظيفتي الأساسية محاضر بجامعة السودان للعلوم والتكنلوجيا متخصصه في اللغة العربية (آداب) كيف تستطيعين التوفيق بين مسؤليات المنصب والأسرة وكما هو معلوم حجم وثقل الأعباء الملقاة على عاتق المرأة؟ بالطبع المعادلة صعبة جداً، بالتأكيد عانيت منها الفترة الماضية والحاضرة، لكن قناعات الشخص بالعمل الذي يقوم به في إطار العمل العام والوطني، وعمل الدعوة، وكانت قناعاته راسخة بهذه الأدوار كلما يسر له اسباب التوفيق والمسائل دي كلها من الله وتيسير أسباب التوفيق الواسعة، والمسألة لا تخلو من مشقة، واكرمني الله بمساعدة والدتي رحمها الله في الرعاية اللصيقة بابني في سنواته الأولى، عندما كنت في إتحاد المرأة، وكان العمل شاقاً وميدانياً ومربوطاً بالولايات، وبحركة كثيرة على الصعيد القاعدي، بالإضافة الى الأسرة الممتدة نفسها من الأخوات الذين تولوا ومازلن يتولين معي الإشراف في فترات الغياب لظروف السفر، في إطار العمل العام، لكن كما ذكرت القناعة بالعمل تجعل الشخص يرتب اولوياته وينظم وقته، وبالتالي يستطيع ان يوفق بين التزاماته وواجباته في العمل الوطني والعام، وواجباته الأسرية، ولكن هناك واجبات ارشادية ورعاية أسرية تجاه الزوج رحمه الله في أيام حياته، والآن تجاه الابن وهو الآن في سن مراهقة وممتحن بالمرحلة الثانوية، وبفضل ربنا استطعت التوفيق بين هذه المهام . لمن تطرب استاذة رجاء؟ اطرب لوردي في عصافير الخريف، وودالأمين في شال النوار، وعشرة الأيام عثمان حسين، والكابلي اغاني التراث، من الفنانين السودانيين الذين طوعوا الكلمة باللغه الفصحى، مثل اراك عصي الدمع لأبوفراس الحمداني، والأصوات النسائية اللائي قدمن الكثير من الأعمال نطرب لها وغيرهن لكن الشباب لا أعرف عنهم شيئاً . وجبة تجيدين طبخها؟ التقلية والقراصة بالدمعة وانا طباخة ماهرة كنت اطهو في المناسبات الكبيرة هناك اتهام يلاحق المرأة العاملة بأنها لاتجيد أعمال المطبخ؟ طبعاً نحن امهاتنا علمونا وكان ذلك من الأشياء المهمة للبنت المقبلة على الزواج. ماذا اضافت اليك اللغة العربية؟ بالطبع الكثير لأني دخلت الجامعة بقناعه وحب ووظللت استمتع بدراستها وتدريسها، ولكن سرقني منها العمل العام، وهي لغة ثرة.