تضاءلت (الهمة) كثيراً!! وضرب الخمول كثيراً من أجهزة الدولة.. فانهيار كامل لجيش روع المواطنين في أمنهم وسلامتهم، لم يحظَ بما حظي به خبر السيدة هالة ومصالحة السيدين! كان العنوان الرئيسي للأخبار عموماً «انضمام 20 قيادياً بالحركة للسلام».. الصحيح انضمام كافة قوات حركة العدل والمساواة ومعسكراتها بكل ولايات دارفور الى السلام.. لم يتبق إلا الذين في دولة الجنوب.. من القيادات التي انحازت للسلام قائد الإشارة عند دخول قوات خليل لأم درمان.. الحقائق والتفاصيل تكشف بوضوح انهيار أكثر من 90% من العمل المسلح بدارفور.. ومحصلته تضخ في شرايين الإقليم أمناً لتوظف ملايين الجنيهات من بند الحرب والملاحقة العسكرية الى التنمية.. ليس 20 قيادياً فحسب، بل الآلاف من الجنود والمعسكرات في ركب السلام.. وحقائق تكشف لأول بعضها من القيادات السياسية الرفيعة وبعضها من قيادات عسكرية عليا.. التفاصيل تحتاج أكثر من حوار ولقاء.. ففي جانب أهمية هذا التحول ومضامينه الغائبة كيف كانت تدار حركة العدل والمساواة، وما هي تفاصيل اللحظات الأخيرة لمصرع خليل، والحقائق حول كنوز وعربات الذهب المحملة من الجماهير ية الليبية، ومن يدير الحركة فعلياً الآن في دولة جنوب السودان، والأهم هل انتهت فعلاً القوة العسكرية؟ الجزء الأول من الحوار كان مع السيد «كرمة» ويليه لقاء المعلومات الخطيرة والمهمة مع اللواء يس عثمان.. وفيما يلي الجزء الأول من اللقاء مع عمر كرمة.. عمر عبد الله كرمة .. سيرة ذاتبة: من مواليد مدينة الجنينة، درست المرحلة الابتدائية بالجنينة، ثم المتوسطة والثانوي بمدرسة الجنينة الفنية، ثم جامعة السودان العالمية وتخرجت في العام 2004م، وبدأت العمل الثوري منذ الجامعة بجبهة طلاب دارفور، ثم تطور الى عمل مسلح في العام 2005 عبر الجبهة الثورية السودانية ولوحدة النضال، أعلن انضمامه الى حركة العدل والمساواة في العام 2007، وهو الآن الأمين العام لحركة العدل والمساواة القيادة التصحيحية.. حدثنا عن فترة انضمامكم الى العدل والمساواة وكيف كان وضع الحركة نفسها؟ - في العام 2007م لم تكن العدل والمساواة بالشكل الموجود حالياً من حيث الجيش والآليات، فقد كانت بسيطة وقليلة حتى في مطامعها، لكن بعد انضمامنا كجبهة ثورية وانضمام أخوة من كردفان ب«حركة شهامة»، وجدت الحركة توسعاً كاملاً من حيث المناطق والقبائل، كما أن الطرح للحركة كان مقنعاً وقتها، وكانت تحتاج الى جيش وتنوع حتى تبرز، وتم استغلال ذلك بتواجد كل أبناء القبائل، لكن بعد ذلك حدثت ظواهر سالبة والتي على أثرها اتخذنا نحن قرار الجنوح للسلام. ما هي تلك الظواهر؟ - بعد الهجوم على أم درمان مباشرة قمنا بإعادة تنظيم قوات الحركة، حيث بدأنا بالدكتور خليل ابراهيم رئيس الحركة، وهو فريق أول، وسليمان صندل فريق أول، ودبجو فريق أول، والمرحوم محمد الحسن فريق أول، ورأينا انهم كلهم من قبيلة واحدة. نريد توضيحاً أكثر؟ - لا نقصد قبيلة الزغاوة لأنها قبيلة عريقة، ولدينا معها عمل استراتيجي، لكن نقصد أنها «خشم بيت» من الكوبي، وأصبحوا (يتنرفزون) على الآخرين، كما أن كل ما تجنيه الحركة أصبح يصب في مصالحهم الشخصية، وكان لعدد من قيادات الحركة رأي واضح في ذلك، أمثال المرحوم جمال ميدوب أ، والشهيد حسين عقيد، ورأوا أن تتم الترقيات في الحركة، على أساس التنوع، وليس خشم بيوت كما كان يحدث، ووجد هذا الرأي قبولاً من عدد كبير من أخواننا القادة، وعلى هذا الأساس صُنف بأنه يعمل عمل ميدوب من قبل جماعة خليل، فتمت تصفيتهم في 1/1/2009 بعد نشوب خلافات حادة، وتم إيداع أبناء الميدوب في سجن بمنطقة «ام جرس» ومعهم مجموعة من أبناء البرتي، وعدد بسيط من المساليت، لم تقتصر الاغتيالات على جمال ميدوب، وحسين عقيد.. بل كان معهم مالك تيراب وهو كان قائد الاستخبارات بالحركة، الذي تم ايداعه بالسجن لدعاوٍ كاذبة لا أساس لها قام بها «عُشر» وآخرون. كم عدد القيادات التي تمت تصفيتها تقريباً؟ - لا استطيع حصرهم تحديداً، لكن كان العدد كبيراً جداً، منهم أخونا كوفتي من أبناء الحمر من كردفان، أحياناً كانوا مبعدين عن أنظارنا ولا نعلم مصيرهم أحياء أم أموات في سجون الحركة، كنا في ذلك الوقت بتشاد التي كانت ترعى الحركة. وفقاً للإعلام الذي يؤكد أن حركة خليل- باعتبارها القوة الضاربة- كيف كانت علاقة الحركة وتسلحها هل هي بالواقع الذي تتناقله وسائل الإعلام؟ - للأمانة والتاريخ كانت حركة العدل والمساواة الأقوى على مستوى الميدان، من حيث العتاد، وعدد الجيش، وكان ذلك بتضامن أبناء القبائل التي انضمت لها، وفي فترة سابقة كان تسليح الحركة عبر تشاد، ولم يعد الوضع كسابقه، بعد بوادر السجون والاغتيالات أصبحت كل القيادات لديها رأي واضح، بدليل انحياز العدل والمساواة التصحيحية للسلام، وآخرون في الطريق إن شاء الله. هل كانت تسعى لإسقاط النظام بمعنى هل المعركة مع الخرطوم أم المطالبة بالتنمية؟ - طموح خليل كان كبيراً جداً متمثلاً في تحقيق سابقة لأبناء دارفور بحكم التنافس القبلي مع أبناء عمومته أو أسرة دوسة تحديداً، لأنهم أبناء السلطان عبد الرحمن فرتي، لذلك كان يسعى ليصبح نائباً للرئيس بغض النظر عن وصول قضية دارفور الى اي مدى. أين كان تتوجه الحركة في الفترة الأخيرة وهل كانت تعتزم الدخول للخرطوم ثانية أم الى جوبا؟ - ما عادت الحركة تريد الدخول الى الخرطوم، لأن الكل يعلم التململ وسط الجيش من تحركات خليل، وأحمد آدم بخيت، وسليمان صندل، ومجموعة نطلق عليها «مجموعة الإسلاميين»، وارتكبوا مجموعة من الأخطاء عبر تصفية حسابات لكل من يخالفهم الرأي، ويريد تصحيح مسار الحركة، وعلى أساس ذلك يزجون بالكثير في سجون الحركة، في كل من وادي هور، مثل أحمد النجيض، ويزيد دفع الله «رشاش»، والقائد تمبرلي، وآدم سمين، ومحمد بشر ابن عم خليل، وعز الدين يحيى، ومجموعة كبيرة من القيادات، وكذلك الأخوة في سجون الحركة الشعبية مثل أخونا القائد علي وافي بشار، والتجاني الطاهر كرشوم، وبابكر ابكر، وأبو زمام كير حامدين، وفضل الله عيسى، واركو سليمان ضحية، ومحمود بحر. ... نواصل