اللواء يس عثمان سعيد كشف كل الحقائق حول حجم الحركة الآن.. وتفاصيل الجيش ، وفي تفصيل دقيق للهجوم الذي قامت به حركة العدل والمساواة على أم درمان في العام 2008م. قال اللواء يس قائد الاستطلاع الذي قاد المعركة من جانب حركة خليل : إن الهجوم جاء لرد فعل خارجي ، لتصور أن الحكومة السودانية تدعم متمردي دولة مجاورة ، وأشار يس إلى الدعم الذي تلقته الحركة من نظام (القذافي) بعربات محملة بالجاز ، وأكد أن الهدف لم يكن إسقاط النظام ، بل زعزعة الأمن بالخرطوم فقط لادراكهم الكامل بأنهم غير مؤهلين لقيادة الدولة.. كم عدد العتاد (العربات المسلحة) التي وصلت الخرطوم؟ .. ما هو الهدف الأساسي للهجوم؟ .. وأين كان خليل أثناء الهجوم؟ ومتى غادر وكيف؟ .. ولماذا فشل الهجوم؟ اسئلة ومحاور عديدة طرحتها (آخر لحظة) على اللواء يس عثمان وهو من القيادات التي جنحت للسلام في الأيام الماضية .. فإلى إفاداته.. حدثنا عن التفاصيل الكاملة من الداخل ، للهجوم على أم درمان الذي قامت به حركة العدل والمساواة وما هي دواعيه؟ - جاءت كرد فعل من دولة مجاورة حسب تصورها أن متمرديها يُدعمون من حكومة الخرطوم ، وكذلك العدل والمساواة كانت تُساند من تلك الدولة ، وتلقينا دعم مباشر منها ، لكن توجد بعض التفاصيل لم يطلعنا بها خليل وأمرنا بتأهيل كامل في منطقة «أم سنينه» في المدفعية والدفاع الجوي وحرب المدن ، ثم ذهبنا إلى منطقة «أم جرس» ، لكن لم تكن المعلومات متاحة لكل الجيش بل تم تمليكها لبعض القيادات وكنت من ضمنهم ، حيث كنت أقود الاستطلاع وكنت أول من دخل المرخيات واطلق الرصاص ، أما المعلومة التي وصلت للجيش هي أن القوات متجهة للهجوم على منطقة الدبة ، إلا أن الصحيح هو الهجوم على أم درمان. ما هو الهدف الأساسي للهجوم على أم درمان ، هل هو إسقاط النظام؟ - ليس غرضنا اسقاط النظام والدليل على ذلك تحدثت مع رئىس الحركة وذكرت له أننا غير مؤهلين في حالة اسقاط النظام على قيادة دولة ، وليس لنا خطة ، وكان رده بأن هدفنا ليس اسقاط النظام بل نقل الصراع من دارفور إلى الخرطوم ، باعتبار أن الاعلام سيتجه نحونا خاصة وأننا كعدل ومساواة غير مرغوبين بالنسبة للمجتمع الدولي لمرجعيتنا الإسلامية ، وكانت لغته واضحة ومباشرة ، ثم تحركنا وعندما اقتربنا من «الشارع» المتجهة من الشمالية إلى أم درمان تم تنويرنا أخيراً وقالوا لنا العدو أمامكم والصحراء خلفكم ، خاصة وأن جيشنا كان قد أُرهِق كثيراً من الجوع والعطش ، وتمت خدعتنا بأن الشعب في الخرطوم ينتظرنا وسيقف معنا ، إلاَّ أننا عندما وصلنا تفاجأنا بوضع محبط. لم يتم أخذ مؤن كافية؟ - أخذنا لكن ركزنا على الذخائر أكثر ، بعربات «لاندكروزر» بداخله «برميل» ماء ، لكنه لا يكفي لمسافة 1400 كيلو التي قطعناها من منطقة «كارباري». تردد بعض الحديث وقتها عن دعم ليبيا لهذا الهجوم هل هذا صحيح؟ - نعم.. وكنت من استقبل المجموعة التي جلبت لنا «الجاز» وهو ما يقارب ست عربات كبيرة محملة به ، وإستعِنا حتى وصلنا إلى منطقة «الحرة» ببعض من أهلها لخبرتهم في الصحراء. لم يطرح عليكم تساؤل عن هويتكم من قبل هؤلاء الأهالي؟ - طرح علينا لكن للأسف هؤلاء الناس لا يعلمون شيئاً عن الأوضاع السياسية التي يمر بها السودان ، حيث كان سؤالهم لنا (إنتو جيش نميري) مما يعني انهم لم يسمعوا بتغيير في الحكم منذ تولي نميري للحكم. كم كان عدد عربات الحركة التي دخلت أم درمان؟ - حوالي 27 عربة.. خلافاً لعربة الرئيس و 10 عربات لتأمينه. ما هو وضع خليل تحديداً من ذلك؟ كان في آخر القوافل ووصل قريباً من السلاح الطبي ، وعندما فشلنا في المعركة ب«الكبري» إتخذ اتجاه آخر بانسحابه. لماذا فشل الهجوم على أم درمان في تقديرك؟ - لعدة أخطاء إستراتيجية ، حيث إننا ومنذ بداية تحركنا جمعنا كل وسائل الاتصالات واعتمدنا على «التوكوية» ، وبمجرد دخولنا المرخيات اشتركت الأجهزة الحكومية في الخط وأصبحنا مكشوفين ، مما اضطرنا إلى اغلاق تلك الأجهزة وأصبحت سبب أساسي في «توهان» بعض من الجيش ، كما أن هناك بعض المعلومات المغلوطة التي جاء بها عبد العزيز عُشر، إضافة لذلك قيل لنا أن هناك مجموعة داخل الخرطوم ستقابلنا. أين تلك المجموعة الآن؟ لم نقابلهم لنكشف عنهم. قيل إن فشل الحركة لأن العربات التي دخلت أولاً كان بها الأطفال القصر؟ صحيح.. وعندما تحركنا من عاصمة الدولة المجاورة لم نكن «نفرز» بين مواطنها والسوداني ، والتجنيد كان مفتوح واستقطبنا عدد من الأطفال. اتهمت قبيلة الارنقا الحركة بأخذ ابنائها «أطفال» قسراً؟ للأمانة كان المتحرك في جبل مون يعتمد على أبناء قبيلة الارنقا ، لأنهم ابناء عمومته لحمايتهم وقابلنا في منطقة «الحرة». ما هو وضعك في الحركة؟ - أول تكليف لي كان نائب ركن استطلاع ، ثم مفتش عام قوات الحركة ، ثم لجنة إدارة أمن دارفور، وانتقلت إلى العمليات ، حيث كنت في قيادة المتحرك الذي دخل مناطق مهاجرية وتمت ترقيتي إلى لواء ثم قائد لواء للفرقة الأولى، وتوجد بعض المناصب الأهلية مثل : قيادتي للرحل جاء بعد مؤتمر تم عقده من أهلنا ، وعضو هيئة أركان ، وتوليت ركن الاستطلاع في الهجوم على أم درمان لأن أخونا انصاري من أبناء الميدوب تمت تهمته بالعمالة المزدوجة. ذكرت أنك أول من أطلق رصاصة في الهجوم على أم درمان ، ما الضرورة التي دعتك إلى ذلك؟ - اطلقتها لأنني مسؤول الاستطلاع واتقدم القوات ، لذلك اطلقت النار في أول اشتباك بالمرخيات. كم يوم مكثتوا بعد فشلكم ودحركم؟ بقينا ليوم واحد وخرجنا حوالي ال9 صباحاً ب7 عربات فقط ، وقابلنا خليل في منطقة «القرية». كم عدد المعسكرات التي تتبع لحركة العدل والمساواة ؟ وأين تتمركز في دارفور؟ - كل قوات العدل والمساواة الموجودة الآن داخل دارفور تتبع للقيادة التصحيحية ، لكن الموجودة في الجنوب تتبع لحركة العدل ، كما أن لديهم بقية تقدر ب17 عربة في منطقة «بير مركي» بوادي هورو بها بعض من المعتقلين، ولدينا قوات في جبل كنجو ، وجوع ، وكرقو ، وغرب جبل مرة. كيف تنظر إلى تحسن العلاقات بين السودان وتشاد ، ودورها في الأمن بالاقليم؟ تشاد تلعب دور كبير في استقرار دارفور باعتبار أنها المدخل القريب ، لذلك تحسن العلاقة بالتأكيد سيلقي بظلال إيجابية على الأقليم وأمنه. بعد جنوحكم للسلام كيف سيكون وضع من تم اعتقالهم اثناء الهجوم على أم درمان؟ لدينا مجموعة كبيرة من المعتقلين من أحداث ام درمان داخل القيادة التصحيحية وأجرينا معهم اتصالات وآثروا الانضمام للسلام ، وقد وعدتنا الحكومة بترتيب مناسب حتى يتم تصنيف من يتبع للقيادة التصحيحية. لكن لماذا إعلان التوقيت عن الخطوة الآن؟ راعينا لمجموعة من الأشياء حيث كان لدينا أخوة في دورة تدريبية لجهاز الإشارة والتصنت بجوبا ، وكذلك القائد العام كان بواو ، ولتداعيات أمنية خوفاً من سجنهم في الجنوب انتظرنا حتى خروجهم إلى الميادين التي نسيطر عليها حتى نعلن عن الخطوة. العبء الانساني كان الباب لتدويل قضية دارفور ، ما هو «هم» القيادة التصحيحة؟ نحن بذلنا جهد بالبندقية ونريد الآن بذل جهد في السلام من أجل النازحين واللاجئين ورسالتنا لهم أن يعودوا إلى قراهم ومناطقهم لأن دارفور الآن آمنة.