لا يصاب الكٌتاب ولا الصحفيين بالاكتئاب.. لأنهم يعبرون عما يجيش من دواخلهمو. ويفشوا خلقهم وغباينهم في العمود المسكين ده.. ويعصروا القلم.. لما يطلعوا زيتو.. فتضحى أفكارهم منهمكة.. وعقولهم مسغولة دوماً بترتيب الاخبار والأفكار.. واذا استفزهم أمر كتبوا فيه واذا استوقفهم خبر قتلوه بحثاً اضافة للتنظير والفلسفة واستعراض المعلومات.. كلها أسباب تجعل من الصعب الاصابة بالاكتئاب «لانهم كملوا الكلام كلو باكراً»...ولأن الكاتب.. يملك حرية ومضاعفة منحها له رئيس التحرير و«حرية الصحافة» والقراء بأن يكتب ما يشاء فان البعض يوجه سهام نقده إلى درجة التجريح..خصوصاً كتاب الفن... «الا أن هناك.. يستحق التبصرة، بأن الخط الذي يسير عليه مائل عن طريق الفن الأصيل.. وكثيراً ما استوقفني - الكاتب الفني - مدير تحرير صحيفة فنون الشاب النابغة والصحفي المثقف محمد إبراهيم صاحب عمود «مسامرات» والذي يكتب نقد فني بناء له مسبباته وأسلوبه وطرق علاجه.. لم أقرأ له في يوم نقد غير موضوعي أو تجريح او تهكم.. أو استفزاز لقد استعمل قلمه السيال دوماً في قول الحق وكان قدحه يشبه المدح لأنه يعني تماماً دور الكاتب الرسالي الذي لا يتاجر بقلمه في الممنوع ولا يخوض به في اوحال الدم غير المبرر لمجرد أنه يمتلك قلماً ومنبراً..! استمعت أكثر من مرة للباحث والمؤرخ من الحقيبة والمغني المخضرم - الزين كلس - وهو بمثابة مرجعية فنية تاريخية.. وموسوعة علمية وعقلية باذخة الجمال والموهبة الفطرية ولا أعرف لما لا تتسابق وسائل الإعلام نحو هذا الرجل الذي يعتبر كنز حقيقي.. لتوثق مفهوم جديد.. لتاريخ الفن في السودان من ذاكرة هذا الرجل الحديدية قبل فوات الآوان وقبل أن تذبل الزهور!! ازدانت صحيفتنا العامرة.. بالقلم الدفاق والشاعر المليء بالاحساس والعاطفة النبيلة.. الأستاذ سعد الدين إبراهيم.. فأضاءت الصفحة الأخيرة بوهج انواره ومقالاته الشيقة من قلب المجتمع النابض بحسه الفني الرفيع فأحدث التوازن المطلوب بين الاجتماع والسياسة.. فالناس تحتاج لاشكال متعددة من ضروب الكتابة... أهلاً بك أستاذ الأجيال سعد الدين صاحب «العزيزة - وأبوي شعبتنا روح آمال ضو البيت.. ضراعو الخضراء ساريتنا نقيل في ظلالا نبيت..». زاوية أخيرة اذا كان النقد أو الذم السلبي.. معقول ومسبب فلا أحد يرفضه واذا كان جارح ومموج فالناس في غنى عنه كشف المسالب ودق الطار.. الحياة صعبة والكلمة الحلوة صدقة..!!