هذه الأيام سوف يسجلها التأريخ،«خصماً» أو «صاحباً» على «فاعلها» - لاحظوا أنني قلت فاعلها وليس قائلها - ف«أنا» أتحدث عن الوحدة والتي صارت أمانة على عاتق كل السودانيين شمالاً وجنوباً ... هذا المقال كان بمناسبة أعياد الأستقلال و نشر بتاريخ الخميس 2009/12/24م وأعيد نشره ليس لشيئ غير التذكير فالذكري تنفع المؤمنين.. أيام قلائل قادمة نطفيء بعدها الشمعة الرابعة والخمسين لسوداننا الحر المعافى- دون ذكر الحكومات بشرها أو خيرها - فكما هو معلوم أعلن استقلال بلادنا «في يوم واحد.. واحد.. سنة ألف وتسعمائة ستة وخمسين»، وأنا مثل كثيرين- بلغت الإن من العمر 34 عاماً - لم نشهد هذا اليوم الأول عظمة وتاريخاً في صحيفة «السودان» على مر عصوره وبطولات أبنائه وسجلاته.. تلقينا مشاهدات في دراسة التاريخ من خلال مراحلنا التعليمية المتسلسلة، وعبر الجهاز الإعلامي الرسمي- إذاعة وتلفزيون- رأينا وسمعنا، لم نشهد «عياناً» هذا اليوم، ولكني- هذا شعوري الخاص- أحس عند الاحتفال بذكراه سنوياً أنني واحد من كم وكم من الناس جمعهم وطن هو «ماعون» لنا ولغيرنا، ولكن ب«المعروف»..! وعندما أصبح لي منزل وأسرة تغير الإحساس وقمت بتوجيه سؤال لنفسي.. - عيد الاستقلال والمهدي و علي عبد اللطيف والأزهري بعد كم سنة..! حيكونوا تاريخ «لي ياتوا» «دولة»؟... الحقيقة أنني تحاشيت الإجابة.. ولكن سأحدثكم عما دار في عقلي وتخاطرت به مع نفسي.. «المهدي» و«علي عبد اللطيف» وكثير من أبطالنا سعوا لعدم التشرذم والاقتطاع و«التكسير» والتاريخ «شاهد كل حاجة»، فقد توسد آنفو الذكر عقولنا وقلوبنا، «الثورة المهدية» و«الطابية المقابلة النيل»، و«ثورة اللواء الأبيض» و«الضباط الأحرار»، وعبَّرت تلك الثورات عن الوعي والقدرة لأجيال تلتها حتى جاء إعلان «الاستقلال» من داخل البرلمان ورفع «الأزهري» «العلم السوداني» ليرفرف عالياً بين الأمم. لي «جار» و«صديق» يعمل خارج السودان ويتحدث الإنجليزية بطلاقة، وأحمد له أنه كان أستاذي يوماً ، والحمد لله كان له الفضل من بعد الله في إحرازي 72 درجة في امتحانات الشهادة السودانية، هذا الصديق كان دائم الحديث عن بطولات جده «علي عبد اللطيف» وكان فخوراً به وبأنه «دينكاوي» وكنت أشاطره بإحساس الإمتنان لهذا البطل الذي صنع تاريخه ناصعاً ولامعاً يلبس كقلادة فخر وشموخ ل «أحفاد أحفادنا» إن شاء الله.. إذن التاريخ يلازم الحدث ويسجله متخصصون هم «المؤرخون» وتأتي الأجيال وبعدها الأجيال وتواجه تاريخها، فإما «أن تلبسه أو تخلعه».. «التأريخ لا يرحم»!!.. و«كُتبِه وكاتبُوها» يراعون« الأمانة»..!! نال السودان استقلاله قبل 54 عاماً، فاستغلوا أنتم هذه المساحة الممتدة على خطوات من الآهات والنزاعات وراعوا ضميركم- أنتم ونحن- وإياكم أن تتناسوا أن الحساب «يجمع» والتاريخ «عندو» عين، وعينو «حارة». «الحب» هو «شئ» وليس «كلمة».. هذا الشيء تجتمع فيه كل المتوافقات والمتضادات، والتضاد هنا يبدأ بالغيرة ثم من بعدها فرض الآراء، وأخيراً «قوة الرأس» وبالمقابل تأتي من الطرف الآخر التنازلات والتضحيات.. وغالبية قصص الحب لا تنتهي ب«الزواج».. وأنا أرى أن «حب السودان» هو «فعل» ليس ب«كلام» أو شيء من الأشياء اللفظية.. إذن نحن وأنتم وكلنا ممنوعون من التنافر والتضاد وخلق المخاشنات، فماذا أنتم فاعلون وذكرى استقلالنا على الأبواب، فالوطن يحتاج ل«حبكم» وهذا بالفعل، والفعل هو «هَّم» التاريخ..!! خارج الاعادة: ذكرت أعلاه أننا على آعتاب ذكرى الأستقلال فماذا نحن فاعلون..؟ الآن نحن نحسب ماتبقي من زمن على الإستفتاء وحق تقرير مصير الأخوة الجنوبيين !! ولا أملك غير جملة واحدة أدخرتها في قلبي وعقلي..«التاريخ» شاهد كل «حاجة»..؟! فهل أنتم مستعدون ل«لبس» أو «خلع» تأريخكم ...