وانفتح الباب.. وأطل بوجهه الذي لا أدري عن تفاصيل ملامحه إلا اسمه .. مؤمن غالي.. فهو غريب المعالم .. غير واضح السحنة.. يربكني أحياناً .. وأحياناً أخرى .. «اكش» من عباراته غير المدثره بدثار الخوف من المعنى..السافر للحقيقة.. يبتسم كما هو دائماً.. إذا كان المرح حاضراً أم لا.. وإذا وجد ملأ المكان بالضحكة.. وإذالم يوجد ابتدعه.. من العدم.. وفي عبارات سهلة.. جميلة.. ممتعة اجتاحت كل بنات أفكاري.. وملأتني زهواً حتى النخاع.. بإشاداته الجميلة.. إلى حبري الصناعي.. وحروفي المسروقة من دفاتر قديمة من خيالي.. وكلماتي التي أعبر بها عن بعض الشيء من خوفي .. ووجعي.. وأملي .. وحبي..وأمنياتي.. ودار الحوار عن أحدٍ ما .. بعث برسالة إلى شمس المشارق .. وقد آثرت الزاوية استضافته.. وعبّر صاحب الحروف الأنيقة .. والمعاني الواضحة.. واللغة السافرة.. عبّر مؤمن عن إعجابه بذلك الحبر.. وتلك الكلمات .. وقد أدهشني ما قاله.. وهو أنه لو كان الأمر بيده لتخلى عن الكتابة لصاحب الرسالة.. فهو بليغ .. حساس .. أخجل المعاني وسحر الحرف.. وأخرج من بين اللمحة واللحظة والحرف والمعنى .. أكثر من شجون.. وألهب بإحساس المعنى حواس اللغة.. وأخجل تواضع العبد لله «مؤمن». وأنا عزيزي مؤمن أتوارى خجلاً عندما أجد زاويتي المتواضعة يميناً.. وشمس المشارق يساراً.. وأجد الحرج في التواجد رأساً برأس مع إبداع حروفك الجهنمية.. وأفكارك المجنونة السحرية.. وعباراتك التي تأتي بها عزيزي تبهج لغة الضاد.. وتفرحنا نحن عشاقها.. وأنت أهل للفرح.. والتواجد مع معاني التواضع و الوضوح والصدق. استوب: ولحظة فرح في نقطة شرود.. بداية مطاف.. نهاية جمود.. إثبات لكل حقائق الغموض.. طريق اللاغموض..ومابين غروب .. وغروب.. كان الولوج.. كان الدخول إلى عالم غريب.. عالم مبتداه ومنتهاه لحظة الشرود.. نقطة فرح.. عالم خلود..