ليس لأنه يقف مفرداً منتصباً بعنفوان .. متقدماً كل رصفائه من الأشهر الأخرى.. ولكنه كان بداية هذا العام.. موقعاً ورمزاً (لشد) الحبل.. حين وقف (المنجمون) و(الخراصون) يقولون لا شمال بلا جنوب.. فصار هناك شمال.. بل سودان وله جنوب.. وهو (الضعين) شرق الوليدة.. و(غرب كردفان) المجيدة.. وهو (تلودي) و(الليري) و(كالوقي) و(أبو جبيهة).. وهو (كوستي) و(الكرمك) و(قيسان) حتى (سنار) النار- يا باغون سنار موعدنا- ثم تمت ونمت أطراف الدولة بأجنحة متينة كأنها وجدت ودربت على الخفقان منذ أمد بعيد.. فكيف ترى أنت.. الشاب (حيدر أتيم) العريس الجديد- والياً على (الجنينة).. وكيف ترى بحيرة (تبس) وقد جاورتها ولايتنا الوسطى بدارفور وهي (زالنجي) وعليها مهندس الجسر بالخرطوم (يوسف تبن).. وهل علمت بالشاب الفطن القوي (حماد إسماعيل حماد) قائماً ببطونه كافة والياً على (جنوب دارفور) العتقية.. يسانده ويصحبه إليها أخي الدكتور (عبد الحميد كاشا) وكلهم قد سمعوا أن أخي (إيلا) حاكم بحرنا الأحمر النقي كلهم (الخمسة) ولاة.. قد سمعوه: تعالوا لي زائرين لنقضي أسبوعاً معاً تفريجاً وترويحاً واقتباساً .. ثم فيه (أي يناير).. تنادى وزراء الشباب والرياضة من كل ولايات السودان.. تنادوا (لملتقاهم) الدوري كتنسيق بين حراكهم ونشاطهم قاطبة (شباباً) و(رياضة) و(تحديات) و(رصداً) للماضيات و(استشرافاً) للمستقبل بهمة وابتدار.. فالتقت (الأوراق) و(المرصودات) و(المقترحات) و(السياسات) في قاعة المؤتمرات الدولية (بجامعة أفريقيا العالمية) بالخرطوم، حيث يصدر من هناك للعالم كله ومن دار (مصحف أفريقيا).. يصدر (المصحف الشريف) الأنيق.. ونعم الطباعة وحسن الابتدار.. فكانت صبيحة الخميس (19/1/2012م) هي فحوى الخطاب.. ولقاء المشرفين الأوائل قبل (الوزراء) أجمعين.. لقاؤهم في قضايا (الشباب) ومناهج (الرياضة).. تقود ذلك كله وزارة الشباب والرياضة المركزية.. بوزيريها الاتحاديين (الفاتح تاج السر) ووزير دولته (محجوب عبد الرحيم توتو) بوكيلهم الشاب اللبق (عبد الهادي عبد الرحيم محمد خير) ولا تتركه للحظة واحدة الأستاذة (عفاف) مدير الشباب.. ولا يفارقه هنيهة أخرى الدكتور (نجم الدين) مدير الرياضة.. فكان منهجهم أن يقدموا الخطة (الخمسية) الإستراتيجية للأنشطة الشبابية (2012/2016)، تليها خطة العام (2012) مفردة لوحدها، أو ثم يسبقها أو يتلو ذلك تقرير الشباب والرياضة لعامهم المنصرم (2011م) وأهم ملاحظاته وملحقاته.. ثم كان من ثم خطة الولايات مجتمعة.. حتى إذا كان يوم السبت (21/1/2012) جاءت النفرة الكبرى.. حيث استوى كل الوزراء الولائيين ومديريهم ومشرفيهم و(مفوضية الرياضة) اللواء م. مأمون مبارك أمان.. وتوالت الجلسات والشاشات والتعليقات حول التخطيط والأداء الكلي.. ورصد الولايات التي أسهمت بتنسيقها في الحراك الوطني على مستويات الشباب ومنابر ومسارات الرياضة مقارناً بالمبادرات وفك الالتواءات وشح (الإمكانات) حيناً وتسرب (البطالة) وعدم (التشغيل والتوظيف) أحايين عدة.. ولما نظر الناس في قاعاتهم الثلاث (قاعة الشباب) و(قاعة الرياضة) وقاعة (التفكر والتدبر) ركزوا على المخرجات ونقد الذات.. واقترحوا أن تكون وزارة (الشباب والرياضة) المركزية هي القاسم المشترك لكل وزارات الولايات.. وينبغي أن يكون الطواف والتنسيق ورؤية الواقع هي (المنبه) و(المحرك) الأعلى للوصول للنسب التنافسية حتى إذا انعقد الملتقى الرابع القادم بعد (ستة) أشهر أخرى.. بإذن الله.. كانت ملتقيات (ديسمبر 2010) بربك.. و(مايو 2011) بمدني.. وآخرها الثالث هذا بالخرطوم.. كان الميزان القاسم هو الذي يعطي الناتج الوطني القومي.. فإن رأيتم وعايشتم هذا الطرح الظرفي والإلتقاء المفرح على هذه القاعات الحضارية لتمنيتم أن يكون ملتقى منتظماً لأنه للتشخيص والعرض والتنسيق والتشاور والإخاء.. فإذن (ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمرهم) كما أثبت المصطفى (صلى الله عليه وسلم).. وكان هذا الحشد والملتقى التخطيطي والتنفيذي والإثني الجغرافي.. كان محط أنظار (العدسات) و(الآلات) اللاقطة و(الأجهزة) المسموعة.. والمقروءة.. و(للذكريات) ثم كانت الأريحية السودانية في الدعوات والإكراميات حيث بادر (الاتحاد العام للطلاب) جنوب قاعة الصداقة بالخرطوم وبسط تنويعات الإكرام.. وعلا مسرحه الفنان الصادح (عمر إحساس).. إذ تفاعل معه الجميع عندما طوّف بهم على أنحاء وأرجاء ومطربات اللهجات والأداء المتميز.. حتى خرج القوم روحاً وعاطفة.. وطنية واحدة.. ثم توجه بهم (أي الملتقى).. توجه بهم (اتحاد الشباب) القومي لخيمة (كزام) الفارهة.. وتكلم إليهم على منبره وأنشدهم بما أفرح وأمرح.. فتكلموا هم أيضاً وشكروه.. فانتظمت الأنفس وتعارفت واتحدت.. لأن المقولة السارية (لا شباب بلا رياضة، ولا رياضة بدون شباب).. إذن تكاملت وتناسقت الجهود.. ولم يكن ملتقى متفرداً منحبساً.. بل منفتحاً.. لا سيما حين قدم المجلس الأعلى للشباب والرياضة بولاية الخرطوم يتقدمه(وزيره) الشاب (الطيب حسن بدوي) وقدم دعوته للملتقى جميعهم بفندق (السلام روتانا) بالخرطوم ليكون ذلك مقدمة راقية لالتقاء الوزراء والمشرفين والشباب والمرأة في يومهم الختامي بالأحد (22/1/2012) في براحة ورحابة (الكشافة السودانية)- ش17 - غرب مطار الخرطوم الدولي.. يحدوهم كلهم أخونا (عبد الله علي مسار) مستشار رئيس الجمهورية.. وحرمه الناشطة(فاطمة).. فكانت أمسية تصافت فيها الأرواح وانفرجت الأسارير وصدحت فيها (فرقة النيل) الإنشادية.. وعرضت الشاشات مباراة السودان الأفريقية.. التي أدى فيها فريقنا القومي أداءً متميزاً- رغم الهدف الفريد- فإلى الأفق يا شباب عبر أفريقيا والعالم.. وكانت أمسية (الكشافة) الحافلة تتويجاً للتوصيات والمقترحات لهذا الملتقى الثالث لوزراء الشباب والرياضة على المستوى القومي.. وإن كان هذا الرصد والتتابع هو في هذه الحقبة.. وليكن تقريراً متشابكاً مع الأريحية- كما أسلفت- الأريحية السودانية التي تنداحت وتلاحمت في العاصمة القومية الخرطوم (أم القرى) كما أسميها.. ولتسمحوا لي أن أعيد بأن هذا الشهر (يناير) كان شباباً ورياضة وفيه جرى تنسيق محكم لمعالجة أمر الشباب وحتى وإن سبقت (فرنسا) في الثمانينيات وأسمت وزارة (للعطالة).. فإننا قد نشد العزم كله على (حصرهم) كشباب وخريجين وحصر (الفرص) وتشجيع النشاط الجماعي وترشيد وتنوع التخصصات بمشارب التعليم كلها.. وإشاعة ثقافة الأيدي المخشوشنة وهيا.. وهيا.