إذا كانت المرجعية الأسمى تقول (واجعل لي وزيراً من أهلي.. هرون أخي.. أشدد به أزري.. وأشركه في أمري.. كي نسبحك كثيراً.. ونذكرك كثيراً.. إنك كنت بنا بصيراً) صدق الله العظيم، فإن الشأن هنا هو المؤازرة في تحمل المسؤولية العامة الكبرى... وهو كذلك إرادة توزيع القيادة، وتوجيه السفينة لمراسي النجاح والفلاح في كل أمر وشأن بدراية وحنكة.. لأنه(قد أفلح من تزكى وذكر اسم ربه فصلى).. كما يقول المولى سبحانه.. إذن لكل ظرف ومرحلة حكمة ورجال و(نساء)، ولكل ملمة وتشابك بسط وتشاور وفكرة ومخرج... ومن يسأل لا يتوه.. وهي إحدى روائع القيادي الفالق الأمير (عمر بن الخطاب) رضى الله عنه... ولهذا نحن كمسلمين أمامنا وحولنا مرجعيات لتمحيص الأثر وإفادة الناس بالخبر (وعند جيهنة الخبر اليقين) كما تقول العرب.. ومن هنا توالت مؤازرتنا لبعضنا بعضاً لإعمار الأرض، وقيادة الأمة بالمبادرة وإعادة النظر كلما خطونا (خمس) خطوات قبل (عشرين) قادمات.. واللبيب بالاشارة يفهم.. ثم من بعدها.. وقفات.. وإن قيل لهم أقرأوا: (يا أبت أستأجره إن خير من أستأجرت القوي الأمين) أو قرأوا هم (إجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم)، أردف آخرون (يايحيى خذ الكتاب بقوة)، حتى وإن أوتي الحكم صبياً.. إذن هي موجهات المعايير.. ولا يكون ناتجها إلا بقوله تعالى(وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى *وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الْأَوْفَى).. كما أكرر دائماً وأيضاً الحكمة القائلة (ألسُن الخلق أقلام الحق)، ثم تعلو بعد ذلك الهمة والتنافس.. في مسارات الخير والمنافع، (وخير الناس أنفعهم للناس)، كما يقول الأثر.. وحتى تعلو درجات الرصد والمتابعة كذلك اقتضت الضرورات أن تنشأ لكل هم ومسار (وزارة) تتابع وتعني وتصوب الأداء.. والأجهزة العليا كذلك (بشوراها) ترغب وتراقب صياغة وتناغم (الوزارات) التنسيقي.. إذ لا تنفصل وزارة أو هيئة عن أخرى.. وكلها لامساك وتوجيه (الحياة) في تداخلاتها المضطردة.. وذلك هو (الحكم) إذ لا يستطيع نفر قليل أن يقوم به ولا يألف- (أي الحكم)- الجمود والتكلس.. ولا يستقيم إلا بمرجعية وضوابط تطغي على الثروات وهوى النفس القاصرة.. ولذا تقول دائماً (وما فرطنا في الكتاب من شيء) وهي المرجعية المتطورة المواكبة التي لا تبلى على مر الدهور والأعصر... ويحكمها (العلماء) والعلم في مجالاته كافة وتطبيقاتها.. وتداعياً بمعطيات هذا الطرح علت على المنابر وزارات أخذت اسمها من الشريحة الدائبة المناصرة.. إذ قال عنها المجاهد الملهم (محمد صلى الله عليه وسلم) نصرني الشباب حين خذلني الشيوخ، ولذلك كان يخاطبهم (يامعشر الشباب).. ولا يدخل الجنة عجوز... أو شائخ.. إنما يبعثون شباباً.. وقال الشاعر: شباب لم تحطمه الليالي* ولم يسلم إلى الخصم العرينا ولم تشهدهم الاقداح يوماً* وقد ملأوا نواديهم مجونا وهنا أعني (وزارة الشباب) تلتصق بها آلة الحراك والقوة (الرياضية).. وكان نبينا (صلى الله عليه وسلم) قوياً ومطبوعاً رياضياَ.. ويشير دوماً إلى القوة (رحم الله أمرءً أراهم اليوم من نفسه قوة)، وكان يحب الشاب والرجل القوي في مشيته.. والقوي في حديثه.. والقوي إذا (ضرب) أن يوجع.. وما الجهاد إلا رمزية للقوة وقال عنها -(أي الرمزية)- ( ما ترك قوم الجهاد إلا ذلوا) .. وتعرف أنت- أيها القارئ العزيز- كيف كان (صلى الله عليه وسلم) يسابق الآخرين.. حتى زوجاته.. جرياً وعدواً، وقد (علا) يوماً أمير المؤمنين (عمر) أحدهم بالعصا قائلاً: له (أمت علينا ديننا أماتك الله) ذلك عندما رآه يمشي على الطريق متثاقلاً كسولاً.. فنحن في السودان .. شبابنا لهم قاعدة ارتكازية تشير للحراك والفتوة.. ففي ريفنا وقرانا ترعرعنا على الألعاب الشعبية والسمر القوي إن كان (شليل) أو (هورك) أو (شدت) أو (القفز) أو (الدافوري)، وركوب (الخيل) و(الثيران) و(الحمير) وصعود (التلال)، و(الأشجار) ونزول (الوديان) أو عبور (الخيران)، وفي مدننا الكبرى (كرة القدم) و(السلة) و(الطائرة) و (السباحة) ورياضة (المشي) فوق (الكباري) الجديدة الطرقات.. خاصة كوبري (الحلفايا /كرري) والآخر (الصبابي/ الملازمين)، وما إلى ذلك ثم بطلنا للجري (كاكي)، والآخرون الذين رفعوا هامة السودان عالية.. في سباقات العدو والقفز والمترادفات.. وهكذا.. أما إن قلت (الكشافة) أو (الناشئين) أو(البراعم) و(إتحادات النساء) و(المعاقين) الأفذاذ.. وحتى ( الصم والبكم) وإن شئت فاسأل (هاشم هرون) عن لجنته الأولمبية و(عبد القادر محمد زين) عن لجنته في مراجعات قانون الرياضة المتجدد على مر الخطط (ربع القرنية)، وإن قلت أنت أين مدينتكم الرياضية الشاملة الفارهة فأسأل (يوسف عبد الفتاح)، الذي وضع لبنتها هناك قريباً من (جامعة أفريقيا العالمية) ومطابع (المصحف الشريف)، فهي (أي المدينة الرياضية) سترى نور الأمم قريباً جداً جداً.. بإذن الله.. لتضاف شامخة لأرضنا الأخرى (المعسكرات الشباب) على مرمى منها (بسوبا).. كل هذه الوطنيات الشبابية الرياضية درجت وزارة (الشباب والرياضة) الاتحادية والوزارات الولائية المماثلة- على اتساع وطننا السودان وعلى صهوتها الشاب الرياضي (حاج ماجد محمد سوار)، الذي ابتدر أمر جمع وزراء الشباب بالولايات في منبر تنسيقي.. بدأه قبل أشهر (بالنيل الأبيض)، حيث تشابكت آمال الوزراء وأنشطتهم الولائية عبر الولاية الوسطى هذه في (ربك) و(كوستي) و(كنانة) و(الجزيرة أبا)، أما يوم الأحد (29/5/2011م) فقد التقت الولايات كلها بولاية الجزيرة بحاضرتها (مدني) يقودهم الشاب الهميم (عثمان الأمين أبو قناية) رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بهذه الولاية، المضياف ليستقبلوا وزير الشباب والرياضة الاتحادي (حاج ماجد سوار) يقودهم باسم البروفيسور(الزبير بشير طه) والي الجزيرة الذي أوصى نائبه الوزير (محمد الكامل فضل الله) بالاريحية الكاملة- أيضاً- لهذا الملقتى التنسيقي للولايات تحت شعار (الشباب والتنمية).. وكان يوماً بقصر الضيافة منوعاً وهادفاً أتاح للوزراء الإلتحام والتودد وتنسيق البرامج .. في ظاهرة أثبتت مواهب الفقرات، ومقدرات الشباب والناشئة.. وقد انفعل الجميع وزراء وممثلين ونواباً وحضوراً انفعلوا بموهبة الطفل: (يوسف مكاوي) الخطيب المبدع وهو في سنته (الخامسة) (أساس)، وهو من قرية (الفكي هاشم) شمال (الخرطوم بحري) واندهش الحضور للناشئة (خولة بنت الأزور) من (الجزيرة)، وهي قد تجلت في عروض قتالية خطابية بالسيف والعصا والسكين.. لمستوى أن بكت هي في فواصل أدائها.. فذرف معها الدموع بعض (الوزراء)، تأثراً بالمعنى وبالاداء.. وآخرون .. آخرون .. على المنبر. فعلا هتاف الولايات الحضور (كسلا- النيل الأبيض- الجزيرة- جنوب كردفان- شمال كردفان- النيل الأزرق- البحر الأحمر- سنار- القضارف- الخرطوم- نهر النيل- شمال دارفور- الشمالية) ومع توصياتهم كلها أفردوا توصية مفصلية هي، (أن تبقى وزارة الشباب والرياضة كما هي ولا تدمج أو تذوب.. ثم تصدر وزير الشباب والرياضة) بالبحر الأحمر دعوة الاجتماع التنسيقي (الثالث) عندهم ببورتسودان .. فهيا يا مواهب.