قطع تحالف القوى السياسية المعارض باستحالة انتهاء أزمة النفط بين الخرطوم وجوبا بسبب إصرار الأخيرة على إنفاذ مخطط دولي يستهدف تحويل خط أنابيب تصدير البترول من السودان إلى كينيا. ولم تستبعد المعارضة خطوة بيع الجنوب لنفطه الموجود داخل الآبار لشركات أمريكية لقطع الطريق أمام الاستثمارات الصينية والماليزية العاملة في مجال النفط بالجنوب. لافتاً النظر إلى إمكانية أن يكون ذلك هو السبب الرئيسي وراء تمسك حكومة الجنوب بالمضي قدماً في قرار إيقاف ضخ النفط عبر موانئ الشمال. وحذرت المعارضة من تدخل المجتمع الدولي في نزاع البترول بين الدولتين. مشيرة إلى أن الخطوة ستؤثر سلباً على الطرفين. وأكد محمد ضياء الدين القيادي بالتحالف والناطق الرسمي باسم حزب البعث العربي الاشتراكي في تصريح ل(آخرلحظة) أمس أن قرار إيقاف النفط سيكون له آثار سلبية على الشمال، مبيناً أن حكومة الجنوب تجاهلت بادرة حسن النوايا التي قامت بها الحكومة بالإفراج عن أول باخرة تحمل نفط الجنوب في ميناء بورتسودان الأمر الذي يؤكد وجود مخطط دولي وراء تحويل خط أنابيب نفط الجنوب من الشمال إلى كينيا. ولم يستبعد ضياء الدين أن يكون الجنوب قد باع نفطه الموجود داخل الآبار إلى شركات أمريكية ضمن مخطط يهدف لإقصاء الشركات الصينية والماليزية من الاستثمار في مجال النفط، ومن جهته وجه د. أبو الحسن فرح القيادي بالاتحادي الديمقراطي الأصل انتقادات حادة للحكومة على خلفية سماحها بمغادرة إحدى بواخر نفط الجنوب المحتجزة في ميناء بورتسودان واصفاً إياها بالمتأخرة، منوهاً إلى أنها تقرأ الآن في سياق الضغط الممارس من قبل الجنوب على الشمال. وأوضح أبو الحسن أن أزمة النفط لن تحل إلا عبر الحوار وجلوس الطرفين في مائدة تفاوض تستصحب مصالح الشعبين لافتاً النظر إلى ضرورة التحلي بالعقلانية في إدارة الأمور.ومن جانبه جدد ياسر جلال مساعد الأمين العام لحزب الأمة القومى دعوته للخرطوم وجوبا باتخاذ منهج الحوار كوسيلة لإنهاء الخلافات مطالباً بضرورة التوصل لاتفاق إطاري توضع فيه كافة القضايا الخلافية كالنفط والحدود وأبيي في حزمة واحدة.