ظلت الساحة الساسية السودانية طوال الفترات الماضية تعج بالتناقضات بين قوى التحالف والحكومة في كثير من السياسات والمعطيات والمستجدات التي فرضت نفسها على الواقع السوداني، مما جعلت قوى التحالف في كل مرة تؤكد على إسقاط النظام المتمثل في حكومة المؤتمر الوطني وقرب إنتهاء أجلها، وفي المقابل يؤكد المؤتمر الوطني على عدم قدرة الأحزاب أو التحالف على إسقاط النظام، فهي عاجزة عن التغيير في جلدها وأصبحت تعاني من التشرزم والتفكك، وفي رصدنا لندوة «الواقع السياسي المخرج والمآلات» التي اُقيمت بجامعة الزعيم الأزهري الأسبوع الفائت وماذا قالت قيادات التحالف عن التفسير واسقاط النظام. قال كمال عمر الأمين السياسي للمؤتمر الشعبي أن التغيير مطلوب ولابد منه لأن السودان اليوم يمر بمراحل خطيرة نتيجة للفشل السياسي، واستمرار النظام يعني تفكيك السودان إلى دويلات ولا يوجد مايحكم في المستقبل، ووصف كمال عمر مسألة التغيير بتشبيه المؤتمر الوطني ب(ديك العدة) الذي يجلس على النظام إذا حاولت الاصلاح سوف تكسر كل الأشياء. فيما ذهب د. أبو الحسن فرح القيادي بالاتحادي الديمقراطي الأصل إلى أن الحديث عن المذكرة الإصلاحية يؤكد على احساسهم بمقدم الربيع العربي، قاطعاً بالقول أن كل الدلائل تشير إلى سقوط النظام الذي يبحث لنفسه عن مخرج، وقيامه ببعض المعالجات كإقامة الحكومة العريضة فهذا لا يثني المعارضة أو التحالف عن الرجوع من موقف الاسقاط والتغيير إلاَّ بتنفيذ أجندة وشروط التحالف، فيما حمل تاج السر عثمان القيادي الشيوعي الانقاذ مسؤولية قطع الطريق أمام المجلس السلمي لمشاكل السودان والتي بدورها قامت بتفريغ اتفاقية نيفاشا من مضمونها مما أدى إلى انفصال الجنوب والحروب في النيل الأزرق وأبيي والتوترات القائمة اليوم بسبب النفط ولهذا لابد من اقتلاع النظام وبأي شكل كان. فيما قطع حسين عثمان عمر القيادي بحزب الأمة تمسكهم باستخدام الخيارات الثلاثة لإسقاط النظام (العمل المسلح - الجهاد المدني - الانتفاضة الشعبية) جميعها يمكن استخدامها لتغيير النظام الذي في طريقه إلى الظهور إذا لم تستجيب الحكومة للأجندة الوطنية التي طرحها الحزب. فيما حذر مكي علي بلايل زعيم حزب العدالة من مغبة الاقدام على أي عمل غير محسوب لاسقاط النظام، وقال مكي يجب أن يكون الانتقال أو التغيير نحو الدولة الديمقراطية بعيداً عن الرتوش المسمَّاة بالحكومة العريضة، وكلما يجب أن نقوم به هو أن نحسن استغلاله بكل المكونات. فيما طلب صديق الهندي من الاتحادي الديمقراطي بضرورة التأني والتحليل العميق للقضية والعودة إلى الفهم الحقيقي.. مواطنين متساوين أحرار.. ومن ثم العمل على معالجة المشكلات، على أن يتم التغيير بالتوافق. فيما يرى الخبير الوطني الساعوري أن التغيير يجب أن يتم بالوقاف وليس السلاح، وقال ان الحل للخروج من الأزمة الحالية هو إدارة الحوار واتباع المنهج الوفاقي بين المعارضة والحكومة، والسودان اليوم يحتاج إلى صيغة سياسية ودستورية تحفظه من الانقسام مرة أخرى.