احتفل العالم يوم أمس باليوم العالمي للتخلص من ختان الإناث .. فهل تخلصت بلادنا من تلك العادة؟ فالإجابة لا، لأن ممارسة ختان الإناث مازالت موجودة ومتأصلة بيننا، رغم الجهود المبذولة لمحاربته، وأن النتائج أوضحت أن الختان يمارس بنسبة 65.5% وأن 140 طفلة تذبح خلال العام.. أن تلك العادات الخطيرة في المجتمع تنم عن جهل وعدم معرفة بمدى خطورة هذه العادة. عندما تصر العقول الضعيفة على عاداتها الضارة ويتبلور الجهل، يختلط الفرح بالألم والحزن بالندم، فرح تغتال فيه البراءة والطفولة، فرح تسمع فيه الأغاني والولائم تقام، وتذبح الذبائح، تكون فيه الضحية طفلة لعملية الختان، نسبة لجهل أسرة تغالط نفسها، وتحاول أن تحافظ على شرف ابنتها.. أي والله أنه فرح من نوع غريب.. اي فرح ذلك الذي يجني على طفلة بقطع جزء من جسمها بادعاء المحافظة عليها.. انها عادات بائده وقديمة.. إن الختان جريمة يعاقب عليها القانون، انه قمة الجهل وعدم مراعاة لابسط حقوق الإنسان والإنسانية.. إن الشرف تكون المحافظة عليه بالإيمان بالله، والتربية الصحيحة، وغرس المبادئ، والقيم النبيلة، وليس المحافظة على العفة والشرف بالعادات (الفرعونية) الجاهلة ..إن عملية الختان لها أضرار وخيمة، لقد أثبتت الدراسات أن أكثر حالات وفاة النساء الحوامل اللائي تعرضن لعملية الختان.. وأيضاً النساء اللائي خُتن، تصاب الواحدة بعدم الثقة بالنفس والخجل والانكماش، إننا أمام قضية في غاية الخطورة، فتجب محاربتها بكل السبل، لأنها مازالت تمارس في بعض المناطق.. ولأن البعض يجهل المخاطر التي تنجم من الختان، من أمراض وتشوهات وأحياناً تؤدي الى الموت، لذلك لابد من تكثيف الجهود حتي يخرج المجتمع الى بر الأمان. للمرأة دور مهم في محاربة تلك العادات الضارة، فلذلك تعليم المرأة ومحاربة أميتها من أهم القضايا التي من المفترض أن تكون الشاغل الأول، لأن المرأة هي التي ترقى بالمجتمع.