جاء في خبر قرأته في الصحيفة المميزة الانتباهة محاكمات لأطفال.. من ضمنها الإعدام هذا حسب المجلس القومي لرعاية الطفولة.. كما أقر ممثله بضعف في نسبة تسجيل المواليد.. وقد برر الضعف بالرسوم المفروضة على شهادات الميلاد.. وقد أتاني أحد المواطنين وهو يلهث من تعب المشاوير.. والطوابير.. الانتظار لاستخراج الشهادة.. بل والأغرب أنه أشتكى أن استخراج الشهادة لا يتم مباشرة من المستشفى.. بل يتم عبر سلسلة من الإجراءات المملة والمتكررة.. والعقيمة.. وقد واجهتني المشكلة في أكبر المستشفيات الحكومية المتخصصة. والشئ المؤسف أن مستشفى بحجم مستشفى محمد علي فضل.. لا يوجد فيها دفتر شهادات.. فكل مواليد نهاية العام 2011 لم تستخرج له شهادة نسبة ل«أمشي وتعال».. وأخيراً استخرجوا لهم كروتاً وطلبوا منهم الذهاب للسجل المدني أم درمان لاستخراج الشهادة.. ورسوم الشهادة 16 جنياً لكن المقدمات.. والأوراق والكروت التي تستخرجها قبل استخراج الشهادة أكثر من 50 جنيهاً.. يعني استخراج الشهادة يكلفك ما يعادل 70 جنيهاً.. ولم يكن هذا من قبل موجوداً.. لماذا كل هذه المعاناة؟ أي ضريبة يدفعها المواطن السوداني حتى في أن يكتب اسمه على دفاتر الحكومة.. لماذا كل هذه التفاصيل التي تتعب وترهق الجيب.. وتضيع الزمن.. من مصلحة الحكومة قبل المواطن أن يسجل كل المواليد في سجلاتها.. وفي الفترة الأخيرة نجد أن قضية التسجيل قد سلط عليها الكثير من الضوء.. وهناك اعتراف بهذه المشكلة.. ولكن هذا لا يكفي.. فلا يخدم اعتراف.. ولا المؤتمرات.. والقرارات وحدها القضية.. لابد من العمل المتواصل والمقنن.. وأن يكون في حسابات أولي الأمر الإعصار الاقتصادي الصعب الذي يضرب بقوة على مدخراتنا.. وأبواب رزقنا. لابد لنا من وقفة.. وخطة محكمة.. حتى لا تتوه هوياتنا في طريق الإجرام.. والتنظيمات الخارجة عن القانون.. ولابد من النظر برؤية مستقبلية لأطفال يخطون خطواتهم الأولى في الحياة.. ونحاول أن نوفر أبسط المقومات حتى لا ينخرطوا في الحياة العملية.. قبل أوانهم .. وتضيع ملامح البراءة والطفولة.. وتختفي البسمة من وجوههم.. وتملأ القسوة خلجاتهم. آخر نفس: يحملون الحب.. والصفاء.. والأمل.. يضيئون الأماني المظلمة بفرحة القدوم.. تختلف حياتك بوجودهم.. تبدأ معهم حياة جديدة.. وتشتل فيهم بذوراً من نوع آخر.. لحياة بشكل مختلف.. دائماً تتمنى أن يكونوا أفضل منك.. أطفالك أحرص على عقلهم وقلبهم قبل حرصك على معدتهم.. فالحياة متكاملة.. والضريبة الواحدة وخسارتهم أكبر فاجعة.