بصرخة مدوِّية اعلنت قدوم مولود جديد وببشر وسرور جاءت التبريكات والدعوات ان يكون المولود من الصالحين الاخيار هكذا تبدأ فصول الحياة للعديد من المواليد غافلين أن صرخة ميلادهم ماهي الا اعلان بمطالبهم وحقوقهم المشروعة والتي تبدأ بتسجيل المولود واستخراج شهادة الميلاد ولعل ولاية كسلا باعتبارها احدى الولايات الحدودية بها الكثير من الظواهر السالبة والتي تنعكس سلبًا على حقوق اطفال الولاية وذلك لجملة اسباب تبدأ بالجهل وتنتهي للفقر فقد ظلت اشكالية وجود مواطنين لايحملون اي اوارق ثبوتية تحدد هويتهم وانتماءهم تمثل مهددًا وطنيًا كبيرًا وتقف حجر عثرة امام النهوض والتنمية وذلك لأن الخطط الإستراتيجية تبنى على ضوء المعلومات والإحصاء السكاني والعديد من العوامل الأخرى نجد ان عدم الاكتراث من سكان شرق السودان بصورة عامة وولاية كسلا على وجه الخصوص بشهادة الميلاد ادى الى تدني نسبة تسجيل المواليد واستخراج شهادات الميلاد الأمر الذي دفع مجلس رعاية الطفولة بكسلا الى اطلاق حملات توعوية لتكثيف ثقافة تسجيل الإحصاءات الحيوية تحت شعار التسجيل و شهادة ميلاد حق لكل طفل وذلك بالتعاون مع منظمة بلان سودان وبالتنسيق مع الجهاز القضائي والسجل المدني والإحصاء الحيوي بوزارة الصحة بالولاية وقد استهدفت حملات المجلس 56 مجتمعًا بمحليات الولاية المختلفة فقد عمد المشروع لمعالجة اشكالية الأطفال من عمر يوم الى ثلاثة اشهر غير المسجلين بوزارة الصحة والأطفال فاقدي التسجيل من عمر ثلاث اشهر الى 15 سنة ضمن الأهداف الرامية لرفع نسبة التسجيل بالمحليات ورفع الوعي بأهمية تسجيل المواليد واستخراج شهادة الميلاد والسعي لفتح مزيد من مراكز التسجيل بالولاية. وبناءً على تصريح الأستاذة بثينة عكاشة محمد أمين مجلس رعاية الطفولة بولاية كسلا ان المجلس وشركاءه تمكن خلال الأعوام الخمسة الماضية من الوصول إلى 56 مجتمعًا وذلك من خلال عمل الحملات على محورين: المحور الاول استهدف الاطفال من عمر يوم الى ثلاثة اشهر والمحور الثاني الاطفال من عمر ثلاثة اشهر الى 15 سنة، وقالت ان المحور الثاني قام المجلس بالتعاون مع الجهاز القضائي والسجل المدني بتكثيف حملات رفع الوعي بأهمية الاوراق الثبوتية لضرورة استخدامها في الاشهاد المحكمي لاثبات البنوة ... وللوصول لحلول جذرية قام المجلس باقامة دورات تدريبية استهدفت 184 قابلة و25 من مسجلي الإحصاء واكثر من 70 من قيادات المجتمعات المستهدفة حيث وصل جملة الكوادر التي تم تدريبها وتأهيلها لإنفاذ مشروع التسجيل ما يقارب 300كادر. واوضحت الأستاذة بثينة ان نتائج الحصر المبدئي ب 56 مجتمعًا أظهرت ان عدد الاطفال فاقدي التسجيل بلغ 38464 بالمجتمعات التي شملتها حملات المجلس واكدت امينة مجلس رعاية الطفولة ان المجلس تمكن من استخراج 4013 إشهاداً شرعياً تم بموجبه تسجيل 11717 طفلاً من الفئة العمرية من عمر ثلاثة أشهر إلى 15 سنة فيما بلغ عدد الاطفال الذين تم تسجيلهم بالقيد من عمر يوم الى ثلاثة اشهر 2217 طفلاً حيث بلغ العدد الكلي للأطفال المسجلين بالقيد من جملة 56 مجتمعًا من مجتمعات الولاية 13934 طفلاً بنسبة 36.3% من العدد المستهدف من تلك المجتمعات وعزت الاستاذة بثينة عكاشة تدني العدد المستهدف لعدم امتلاك اولياء الامر او العصبة لاوراق تثبت هويتهم، واشارت امينة مجلس رعاية الطفولة بكسلا الى الاثر الاجتماعي والمجتمعي الذي احدثته الحملات التوعوية... فقد اسهمت بشكل مباشر في ارتفاع نسب الاقبال على الخدمة بالسجل المدني.. وقد قفزت الزيادة في نسبة التسجيل 30% الى 52% كما تم نقل تجربة الولاية في التسجيل الى ولايات القضارف والنيل الأزرق وجنوب دارفور حيث أسهمت جهود المجلس مع الشركاء في زيادة مراكز التسجيل حيث بلغت 18 مركزًا واشارت الأستاذة بثينة الى جهود المجلس في مشروع تسجيل المواليد اوجد شركاء جددًا لدعم المشروع حيث اكدت منظمة اليونسيف والمفوضية السامية للاجئين استعدادهم للعمل في دعم وتمويل مشروع حملات التوعية المجتمعية بأهمية التسجيل. في ذات الإطار نظم المجلس مؤخرًا ورشة للمناصرة بأهمية تسجيل المواليد لمتخذي القرار لتسجيل مواليد النازحين بالولاية تحت شعار «تسجيل المولود نحو هوية ومواطنة صادقة» وربط عملية التسجيل وشهادة الميلاد بتعميق الشعور بالمواطنة والهوية وقد كانت الورشة التي يرعاها والي ولاية كسلا الأستاذ محمد يوسف آدم واشرف عليها وزير الشؤون الاجتماعية وقد شرف فعاليتها وزير المالية ورئيس الإدارة القانونية وعدد من المختصين وخرجت الورشة بالعديد من التوصيات ابرزها الإسراع في انفاذ توجيهات والي كسلا بمجانية استخراج شهادة الميلاد.