قطع الدكتور لوكا بيونق وزير مجلس الوزراء القيادي بالحركة الشعبية بعدم إمكانية حكم السودان بنظام علماني، مشيراً لاتفاق شريكي نيفاشا على ذلك منذ اتفاق مشاكوس.وأكد بيونق أن الحديث عن الوحدة بمعزل عن الانفصال يكون بعيد عن الاستفتاء، داعياً النخب الشمالية لمخاطبة شعب الجنوب بأمر الوحدة باعتبارهم أصحاب القضية الذين بأيديهم يحسم الأمر، وأضاف ما يحدث الآن لن يفيد لأن الشماليين يخاطبون أنفسهم بالوحدة ولا تصل رسائلهم لشعب الجنوب.وقال بيونق خلال حديثه في الحوار المفتوح حول وحدة السودان الذي نظمه المركز القومي للإنتاج الإعلامي أمس كلما دقت طبول الوحدة بالشمال علت الأصوات المنادية بالانفصال بالجنوب، واصفاً تكميم أفواه الانفصاليين بالجرم، داعياً للتركيز على قضايا ما بعد الاستفتاء والعمل على خلق علاقة قوية بين الشمال والجنوب حال حدوث الانفصال، وأضاف ليس من مصلحة الجنوب انهيار الاقتصاد الشمالي وليس من مصلحة الشمال تمزيق الجنوب، منادياً بضمان حقوق شماليي الجنوب وجنوبيي الشمال إذا حدث الانفصال. وطالب بيونق بوضع آلية لمعالجة ديون البلاد الخارجية التي تبلغ (36) مليار دولار بغض النظر فيما صرفت ولمصلحة من، معتبراً إياها مسؤولية قومية والشعب السوداني متأثر بها، واصفاً أبيي بالوعكة في تاريخ البلاد، مشيراً لضرورة تكوين مفوضية أبيي بأعجل ما يمكن، إضافة لإجراء استفتاء أبيي في ذات التوقيت الذي يجري فيه استفتاء الجنوب منوهاً إلي أن تأخيره خرق لاتفاقية نيفاشا. ودعا لوكا للاستفادة من الانتخابات في مرحلة الاستفتاء، مطالباً بتوفير الدعم الفني والمادي لمفوضية الاستفتاء ضماناً لاستغلاليتها حتى لا تحدث شكوك حولها تؤدى لعواقب غير مرجوة، واصفاً أي تأخير في إجراء الاستفتاء بالمؤشر الخطير لشعب الجنوب، وأضاف نعلم بأن هناك بعض الجهات تعمل على تأجيله بالطرق الفنية والاجرائية، منادياً بوضع آلية وطنية لمعالجة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب، وأردف هناك خلط بين إجراء الاستفتاء وترسيم الحدود وقال هذا تحدٍ كبير. من جانب آخر أجمع عدد من قيادات القوى السياسية الشمالية والجنوبية على الآثار السالبة التي تنجم عن الانفصال وحذروا من الخطوة مؤكدين أن الفترة المتبقاة حتى قيام الاستفتاء على مصير الجنوب كافية لجعل الوحدة خياراً جاذباً.وأكد الشيخ بيش مستشار رئيس الجمهورية ان خلافات الشريكين في الفترة الماضية جعلت موضوع الاستفتاء مبهماً.وقال خلال حديثه في ندوة «مزايا الوحدة ومخاطر الانفصال» بمجلس الولايات أمس، إن الحركة الشعبية لتحرير السودان جعلت جنوب السودان مغلقاً بعد توقيع الاتفاقية ولم تفتحه للقوى السياسية الأخرى وطالب الشريكين بالعمل والحرص على أن يختار المواطن الجنوبي مصيره بحرية.ومن جهته أكد القيادي بالحركة الشعبية أتيم قرنق على ضرورة بث التطمينات لأبناء الجنوب بأن السودان الموحد يحقق العدالة والحرية السياسية والمواطنة. وقال اذا انقسم السودان فأن الفرصة تتاح لأعداء السودان للتدخل وتحقيق مصالحهم التي يسعون لها.وأشار قرنق إلى ان إدارة البعد السياسي في الحكومات السابقة كان خطأ نتج عنه ما أسماه وحدة مهزوزة. وأضاف يجب ان نكون جاهزين نفسياً للانفصال مؤكداً على ضرورة أن يبذل جهداً خلال الفترة القادمة بمشاركة الجميع لتفادي مخاطر الانفصال. وفي السياق وصف القيادي بالمؤتمر الوطني علي تميم فرتاك دعوة الرئيس للقوى السياسية للالتفاف حول الوحدة بالمهمة. وقال أي فشل في تنفيذ اتفاقية السلام يعني الانفصال الذي يخلق صراعات كبيرة بين الشمال والجنوب في الموارد والبترول. مشيراً إلى أن المشكلة الأساسيسة الآن كيفية إدارة التنوع بالسودان.