شحكايات مرمطة المشاهير دائما تتلقفها الصحف الصفراء في الغرب وتصبح مادة دسمة للتندر ، ومن تلك الحكايات إجبار لهطة الشكولاته عارضة الأزياء نعومي كامبل على غسل المراحيض العامة في مدينة نيويورك ، حكاية تنظيف المراحيض بمثابة عقوبة « بديلة » فرضت على العارضة السمراء «النرفوزة» بعد أن إعتدت على إحدى مساعداتها بالجوال حتى كادت أن تكسر أسنانها ، يعني بالمفتشر نعومي جرى تأديبها بأدب المراحيض لمدة ثمانية أيام ، عدد من النقاد في مجال الموضة والمجلات النسائية أجعموا أن نعومي تستاهل هذا الحكم واكثر منه لانها عصبية وكثيرا ما تؤذي مصوري الفضائح « الباباراتسي » بلسانها الطويل وقد لا تتردد في ضرب أحدهم إذا تمادى في الكشف عن خباياها المدكنة وخصوصياتها وعلاقاتها الغرامية ،على فكرة المراحيض أعزكم الله في الوقت الراهن يمكن استثمارها لتدر الذهب والالماس هذه الفكرة فطن لها باحث اجتماعي من كمبوديا ، الباحث شمر عن ساعديه ومواهبه وتولى إعداد كتاب هو الاول من نوعه على مستوى العالم في مجال أدب المراحيض ، ادب المراحيض ليس بينها روايات مشوقة ولا نصوص شعر فائقة العذوبة وانما تتمثل في شخبطات المهووسين في المراحيض بصفة عامة ، مؤلف أدب المراحيض طاف العديد من المدن في آسيا وافريقيا واوربا واستعان بالكثير من المترجمين ، وتمخضت جهوده بعد ثلاثة سنوات عن كتاب جامع وشامل لادب المراحيض ، سطور الكتاب تضمن سرديات فائقة النكهة عن نفسيات البشر ، من الطرائف التي تضمنها الاصدار أن الباحث إكتشف في مرحاض عام في الصين أن شون لونغ وهذا اسمه كتب قصيدة ماتعة في الهامبورجر وتمنى أن يكون له بيت حيطانه من الهامبورجر صحيح عالم مجنون ، وفي المغرب ، عثر في مرحاض عام على قصة طالبة تحكي طريقة إنتحار صاحبتها مليكة بعد أن هجرها حبيب القلب وذهب الى حال سبيله ، بالمناسبة المراحيض على المستوى العالمي لها مؤتمر سنوي مجهبز وآخر فعالية من هذا النوع عقدت في العاصمة الهندية نيودلهي بحضور خبراء من 40 دولة ، خلال هذه التظاهرة بحث المشاركون أفضل الاليات لتوفير المراحيض الصحية بحلول العام 2025 م ، منظمة الصحة العالمية أشارت في بحث لها الى أن هناك نحو ملياري نسمة حول العالم لا يستخدمون المراحيض ، وأن معظم هذه المليارات في الهند والصين ، الحمد لله أن عيون المنظمة العالمية أصيبت بالغشاوة ولم تذكر السودان ، طبعا في حالة ورود اسم السودان كانت فضيحتنا ستكون بجلاجل وبنكهة ادب المراحيض ، ففي مشاهد كثيرة لدينا تجد أمكنة تقديم الطعام بجوار جدران تم إستخدامها كمراحيض في الهواء الطلق ، وفي اوغندا تم اصدار قانون يجرم اصحاب المنازل الخالية من المراحيض ، وأعتقد أن الباحث الكمبودي المشاغب إذا ساقته الظروف الى السودان قطع شك سيصدر كتابا آخر أكثر متعة من الاصدار الاول وفي حالة قيام الكاتب إياه باستشارني سأنصحه بأن يطلق على اصداره أدب المراحيض في الهواء الطلق ولكن بشرط أن يشاركني في ارباح هذا الاصدار .