لفترة طويلة كنت اتجنب الرد على ما يسطره قلم الأستاذ كامل عبد الماجد في ردوده على تصريحات وآراء أهل الإبداع في أداء وزارة الثقافة الاتحادية ووزيرها رغم أنها ردود (مضحكة) لا تعدو عن كونها (كسير تلج) للوزير، والسبب في عدم ردي عليها يرجع لأنه أحد كتاب العروسة (آخر لحظة) الراتبين، بالإضافة إلى تدخل بعض الوسطاء من الزملاء والأساتذة الذين احترمهم ورضخت لطلبهم بعدم الرد على كامل منذ وصفه لي بأنني انضممت للصحفيين المهاترين أبان مهزلة «ساحر الكمان الشهيرة» والأهم من كل ذلك فأنا احترم كامل عبد الماجد الشاعر الذي كتب أقرب القصائد إلى قلبي (سيد الاسم)، ولكن عفواً لكل من تدخل لحجب ردي على كامل والذي سوف يتواصل لعدة حلقات، أفند فيها كل أحاديثه المغلوطة، واستميحهم عذراً بالرد عليه فقد طفح الكيل بردوده المهزلة التي لا تشبه كلماتها مستشار وزير للثقافة دعك من أنه شاعر لاحتوائها على مفردات جارحة جداً، فيا عزيزي كامل إذا كانت تصريحات المبدعين التي تهاجم أداء الوزير لا تشبه من هم في قامتهم فأجد لهم العذر فهم أصحاب عطاء كبير، وطويل مثل الفنان عثمان اليمني، وصديق أحمد، ومحمد وردي، شكلوا الوجدان السوداني ومن واجب الدولة رعايتهم، ولكنك تجاهلت ذلك وارتضيت على نفسك أو «مدفوعاً لهذا الفعل» أن ترد عليهم بأسوأ منهم، بتقليل قيمتهم الإبداعية التي يعرفها القاصي والداني، وكان يفترض بك أن يكون ردك عليهم أكثر تهذيباً ، فكل ذلك محسوب عليك وعلى وزارتك التي عملت فيها مستشاراً لكل الوزراء الذين تعاقبوا عليها، ولكنك للأسف الشديد لم تستفد من هذه الخبرات شيئاً، وبصراحة أكثر هذا المنصب الذي احتكرته على نفسك أثار الكثير من التساؤلات، خاصة وأنك لست الأفضل لشغله بصورة دائمة، ولم نلتمس لك أي تأثير في أدائك للاستمرار في هذا الموقع، فأنت تشوه وتسيئ للوزراء بدفاعك المستميت عنهم في الصغيرة والكبيرة، وتسرد انجازاتهم رغم أنها من واجباتهم ومفروضة عليهم، وبنفس القدر تتجنب سلبياتهم وتبحث لها عن مبررات، ولكن أي مبررات فأنت تصغر من حجم الوزير بهذه الردود المبكية، ولكنك قبل ذلك تصغر من قيمتك الإبداعية التي ذبلت وكادت أن تتلاشى تماماً لأن المبدع السياسي مرفوض، بالإضافة إلى أنك بهذه الردود شوهت علاقتك بل دمرتها مع عدد من رموزناً الإبداعية، فأكثر ما أحزنني ودفعني لأن أرثي لحالك هو ردك الأخير على الفنان عثمان اليمني الذي دفعه للرد عليك..المثل بالمثل.. بل أقسى من ردك، ولم أستطع حذف بعض مفرداته حتَّى اخفف عليه بعض سهامك المكسورة التي وجهتها له، ولا أدري إذا كنت تقصد أم لا في آخر الرد بقولك «وآخرهم مطرب شيدت له الدولة منزلاً وثبت له الوزير معاشاً شهرياً قدره (1000) جنيه» إلى آخره من أسلوب (المن)، فإذا كنت تقصد به الأمبراطور محمد وردي فقد جانبك الصواب، لأنه كما قلت سابقاً من واجب الدولة رعاية المبدعين، فما بالك أن يكون المبدع هو محمد وردي الذي شيَّد قصوراً من الحب والعشق والوطنية في نفوس وقلوب أهل السودان، فمهما قدمت له الدولة فلن تكفيه ربع ما قدم من إبداع للوطن، والأهم من كل ذلك أنك لم تحترم أو تقدر وانعدمت فيك الإنسانية بكتابتك لهذه السطور المستفزة والعملاق وردي طريح الفراش الأبيض يعاني من ويلات المرض، فكان الأولى بك أن تدعو له بعاجل الشفاء بدلاً من تجريحه بهذه الصورة غير الأخلاقية التي لا تشبه تعاليم ديننا الحنيف.. ورسالة أخيرة أقدمها للسيد وزير الثقافة الاتحادية الأستاذ السمؤال خلف الله وأقول له فيها وأشهد الله عليها بأنني لا استهدفه ولا أترصد اخفاقاته كما يعتقد ويصور له ذلك بعض ضعاف النفوس، وإنما أقوم بواجبي كاملاً وأوضح له مواضع الضعف والاخفاقات في أداء وزارته فهذه مهنتي لأن القلم أمانة وأحمد الله كثيراً بأنني لا أعرف التطبيل الأعمى للوزراء وغيره، وأنصح الوزير بتفهم مقصدي وطرد الصورة المشوهة لشخصي، والتي دفعته لإرسال رسائل في هاتفي الخاص يشكوني فيها لله. ü إلى صحفي الوزارات:- انبرى أحد الصحفيين الموسميين بالتقليل من أدائي، ووصفني بصاحب أجندة خاصة استدرج المبدعين للإساءات للوزراء، وافتقد نقده لي الرؤية الفنية كما يزعم، ولم يذكر اسمه، وأقول له لغة الغمز واللمز لا أعرفها الدايرني يطلع لي عديل.. حتَّى يعرف كل واحد منا حجمه الحقيقي. ونواصل