في عدد الاثنين الموافق 13/2/2012م نشرت صيحفة الحق (آخر لحظة) نقداً لاذعاً في مواجهتي، ساقه مستشار وزير الثقافة جاء بعنوان (مستشار وزير الثقافة يرد على عثمان اليمني)، وعملاً بحرية النشر والمصداقية والمهنية العالية والرفيعة التي تتمتع بها الصحيفة أرجو نشر ردي وتعقيبي على ما سطره قلم مستشار الوزير:- أرد اليوم على ما ورد في حديث مستشار وزير الثقافة كامل عبد الماجد واساءته لي بعبارات «مغلفة» مضمونها التجريح وتقليل القيمة، ولكنني أعذره فهذه وظيفته وأكل عيشه، فهو يعلم قبل غيره بأنها معلومات كاذبة، يريدون بها تضليل الرأى العام، وهنا أرد على بعض ما ساقه من أكاذيب ملفقة حتَّى تتضح الرؤيا للجميع ويذهب الزبد جفاءً:- أولاً: حديث الأخ كامل عبد الماجد عني أن «رده خالٍ من الغرض والزلفى و«حرق البخور»، وليس للوزير حاشية يدعمهم»، فأقول لكامل: أنت لست من حارقي البخور ولكنك (البخور ذاتو)، وأما (تعجبك) لاستخدامي لمفردة (الفاشل) أن تخرج من فنان كبير مثلي ووصفتها (بالنابية) وأردفت حديثك بنجاحات وأرقام حققها الوزير حتَّى بلغ بك أن تقول إن أيام السمؤال في الوزارة شهدت حراكاً ثقافياً لم يسبق له مثيل إلا في أزمنة عقد السبعينيات البعيد..؟.. فأقول لك: لست نادماً على كلمة (فاشل بدرجة امتياز) التي أطلقتها على وزير الثقافة الاتحادية، ولأنني سوف أحدد لك الآن بعض من مواضع فشله:- أولاً: غياب دور الوزير في السؤال عن المبدعين الذين يعانون من ويلات المرض ولا يكلف نفسه بالسؤال عنهم، ومثال لهم الشاعر حسن الضو، والفنان صديق أحمد، وكامل إدريس، وعبد الرحمن بلاص الذي غنَّى في افتتاح المسرح القومي وغيرهم، فهل تعرفون هؤلاء يا كامل.! دعك من تقديم أي مساعدات لهم، فلم يقدم الوزير الخدمات للمبدعين. ثانياً: في عهده تم إيقاف معاشات المبدعين ولم تسترجع لهم حتى الآن. ثالثاً: في عهد السمؤال خلف الله إنشق نادي الطمبور وتم سحب مشاركة أعضائه من المشاركة في أماسي أم درمان الموسيقية بعد إعلان مشاركتهم، بالإضافة إلى أن نادي الطمبور لم يتلقَ أي دعم من وزارة الثقافة الاتحادية إطلاقاً. رابعاً: أين مكتبة المجلس القومي للآداب والفنون التي كانت تذخر بالمثقفين، وبأيِّ اسم غيرت. خامساً: هل رأيت يا كامل متحف التراث بوزارة الثقافة الذي أصبح خالياً على عروشه، والمقتنيات الموجودة فيه أصبحت قابلة (للتلف). .. وغيرها وغيرها من اخفاقات الوزير السمؤال خلف الله، أليس كل ما ذكرته لك من اختصاصات الوزير يا كامل؟ وهل ذلك عدم موضوعية؟ فهل علمت بأسباب عدم تراجعي عن كلمة (فاشل)، ولكنك لا ترى ذلك يا كامل بدليل قولك بأنه أفضل وزير منذ فترة سبعينيات القرن الماضي، نعم هو أفضل وزير ليس بالعمل ولكن بالظهور أمام الكاميرات، فردك يا كامل لا يعدو كونه دعاية وإعلام للوزير الذي يعشق الظهور الإعلامي، فإما أن تجده ضيفاً أو مقدم برامج في القنوات الفضائية. وأما حديث كامل عبد الماجد الذي أشار فيه إلى أن انتقادي للوزير الذي دعم (100) مبدع بمبلغ تجاوز المليار جنيه..؟.. فأقول لكامل: لم انتقد الوزير حتَّى يقدم لي الدعم المادي، فأنا غني تماماً عن دعمه ولا احتاج إليه إطلاقاً، ولا أرغب في زيارته لي فتكفيني زيارة السيد رئيس الجمهورية لي وكبار القيادات بالدولة، فزيارة الرئيس لي هي تكريم وتشريف. أما زيارة وزير الثقافة للمبدعين هي واجب عليه لأنها مهمة حملها له رئيس الجمهورية بأن يكون مسؤولاً عن كل المبدعين في السودان ولكنه للأسف الشديد تجاهلهم ولم يكن قدر التحدي، فالمبدعون أصابهم الملل من المرض ولا أعرف أين ذهب مبلغ المليار الذي ذكرته، وأخشى أن أرد عليك يا كامل في هذه النقطة (بالذات) وأحتفظ بها لمرات أخرى لأنني أعلم بأن هذا الرد «فرض عليك» بحكم عملك، والأهم من كل ذلك تدعمون (100) مبدع ليس من بينهم اليمني أو صديق أحمد..؟ أما حديث كامل المضحك بأن وزارة الثقافة هي من رشحتني لرئاسة الجمهورية لتدعمني، فأقول لك يا كامل حتَّى تعلم: زيارة السيد رئيس الجمهورية لي ليست لها علاقة بأي شخص على الإطلاق، وعلاقتي بالسيد الرئيس مميزة جداً فنحن جنود الإنقاذ الأوائل، وقفنا معها بقوة في وقت لم تكن تمتلك فيه (القروش) في أيامها الأولى، فهل احتاج لواسطة بعد كل ذلك ليزورني الرئيس، وليس لدى وزارة الثقافة أي فكرة عن زيارة الرئيس لي دعك من أنهم رشحوني.. وكل ذلك كذب واضح، فقد أخطرني الدكتور مصطفى عثمان إسماعيل صباحاً بزيارة السيد الرئيس لي برفقة السيد وزير الدفاع ولا يعلم بها شخص آخر. أما قول كامل بأن الوزير أرسل وفداً يضم وكيل الوزارة وثلاثة من قياداتها وزيارتهم لي في المنزل لتنقل تحايا الوزير لانشغاله..؟.. فدعني أوضح لك المعلومة الصحيحة يا كامل: في شهر رمضان الماضي زارني اتحاد الشباب بالمؤتمر الوطني في المنزل لإقامة إفطار جماعي في منزلي، وشرَّفه بالحضور الأستاذ أحمد إبراهيم الطاهر رئيس المجلس الوطني وعدد من القيادات، وجاء وكيل وزارة الثقافة معهم، أما فترة مرضي فلم يأت أي شخص من منسوبي وزارة الثقافة. أما حديث كامل بأنهم داخل الوزارة لا يعرفون أي انشغال للوزير بأروقة وليس له علاقة بها وتركها لخليفة حسن بلة..؟.. فأقول له «إن أروقة هي السموأل والسموأل هو أروقة»، وهنا لدي سؤال لمسجل الجمعيات الثقافية هل أروقة جمعية مسجلة لديكم؟. ومتى سجلت؟ ومن هم أعضاء جمعيتها العمومية؟ ولماذا أروقة مقيمة في منزل حكومي رغم أنها ليست حكومية؟.. أما شكرك وتعظيمك لصندوق دعم المبدعين فأقول لك: هذا صندوق (فاشل) ولم نسمع بهذا الدعم الذي ذكرته لأنه طوال فترة مرضي لم يقدم لي سوى (150) جنيه، فمن هم هؤلاء المبدعون المستفيدون من هذا الصندوق. ü وأخيراً إساءتك لي في آخر المقال سوف أتركها (للبخور) ولن أرد عليها إلاَّ بأبيات شعرية من إحدى أغنياتي: الصان نبي الله الكريم خير البشر الراعي مسؤول عن رعيتوا حاله في الريف والحضر ومن سيرة السلف العظام نأخذ العبر لو بغلة عثرت في العراق يسأل عمر بقلم: الفنان عثمان اليمني